خطورة القول: على الله بلا علم

القول على الله بلا علم جرم عظيم وذنب كبير قرنه الله بالشرك نظراً لخطره وسوء عواقبه وشر ما يترتب عليه من تحليل الحرام أو تحريم الحلال، ولذلك يقول بعض السلف إن القول على الله بلا علم أعظم من الشرك بالله عزَّ وجلَّ.

وفي هذا الزمن كثر من يخوض في آيات الله ويفسرها كما يرى ويلوك لسانه في أحكام الله بغير علم، وهذا ولا شك قد هلك وأهلك من سار في ركبه.

 

حول خطورة القول على الله بلا علم وأنه من أكبر الكبائر بدأ الشيخ عبد الرحمن بن محمد الجار الله، خطيب جامع العضيب، وأستاذ العلوم الشرعية في ثانوية اليمامة بالرياض حديثه قائلاً:

تساهل بعض الناس في الفتوى ونجده يسمع كلاماً ولا يعي معناه ثم يفتي بغير علم وهذا خطير، بل هو من أعظم الجرائم نكراً وأشدها ضرراً، وذم الله من هذه صفته وجعله قرين الفواحش والإثم والبغي والشرك يقول ابن القيم رحمه الله: «وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).

وقد توعد الله سبحانه من قال على الله بغير علم واعتبره افتراء وهو أعظم أنواع الكذب قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم) إن من خطورة القول على الله بغير علم ضياع السنن وانتشار البدع والجهل والتخبط فحذار حذار من القول على الله بغير علم.

 

طريق الحق

ثم تحدث الشيخ حمود بن محسن الدعجاني، عضو الجمعية الفقهية السعودية فقال:

بعض الكتاب ـ هدانا الله وإياهم لطريق الحق ـ يخوض في المسائل الشرعية بغير علم، ولا تخلو كتاباته من المغالطات وسوء الفهم للنصوص الشرعية وعدم التأدب في الخطاب مع العلماء، ومثل هذه المقالات التي يتطرق فيها للمسائل الشرعية وتصدر ممن ليسوا من أهل العلم تثير البلبلة والفوضى والفتنة بين الناس، وتجعل بعض الناس ـ ولا سيما العوام والجهلة وضعاف الإيمان ـ ينخدع ويغتر بمثل هذه الكتابات وينصرف عن سؤال أهل العلم ويتعلق بالشبهات والأقوال والآراء الشاذة التي لا دليل عليها، وفي هذا مفسدة عظيمة لا تخفى، وكما هو معلوم فإن كل صاحب هوى قد يجد من شاذ الأقوال والآراء ما يوافق هواه، فالواجب منع غير المختصين من الخوض في المسائل الشرعية من دون علم؛ حماية لعقائد الناس وحسماً لمادة التشكيك وإثارة الشبهات والفتن بين الناس وبعض الكتاب يزعم أنه إنما أراد المناقشة والاستيضاح والجواب أنه ليس طريق ذلك إثارة الشبه على أعمدة الصحف، بل الطريق إلى ذلك هو الاتصال بالعلماء مكاتبة أو مشافهة للسؤال والاستيضاح امتثالاً لقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)

 

تفاصيل أوسع تابعوها في العدد 1521 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.