تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومبادرة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وبالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، أقيم المؤتمر العالمي الأول حول جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية، الذي افتتحه وزير التعليم العالي، الدكتور خالد العنقري، نيابة عن خادم الحرمين، وبحضور الأمير عبدالعزيز بن ماجد، أمير المدينة المنورة، والأمير تركي الفيصل، ووزير الإعلام السعودي، الدكتور عبدالعزيز خوجة.
حظي المؤتمر بمشاركة عدد من العلماء، والمفكرين، والباحثين، وأكثر من خمسين شخصية نسائية من داخل المملكة وخارجها، وقد ثمن المشاركون في ختام أعمال المؤتمر جهود المملكة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في البلدان العربية، والإسلامية النامية، من خلال الدعم المتواصل لميزانية، ومسيرة، وبرامج البنك الإسلامي للتنمية، وأجهزته، ومؤسساته المتعددة، وتقديم القروض الميسرة لكثير من الدول والمشروعات الإسلامية، وتشجيع المستثمرين السعوديين على الاستثمار في الدول العربية والإسلامية، والاستثمار الحكومي السعودي المباشر في مشروعات البنية التحتية في العديد من الدول العربية، والإسلامية، إضافة إلى اتفاقات التبادل التجاري والمناطق الحرة بين المملكة والعديد من الدول العربية والإسلامية، واستقطاب الكفاءات البشرية الوافدة من البلدان العربية والإسلامية، وعدم وضع قيود على تحويلاتها الخارجية، والدور الريادي الذي تقوم به المملكة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، وإبراز مكانتها لدى الشعوب الإسلامية، ورصد الجهود الدعوية والإغاثية، إضافة إلى الجهود العلمية، والثقافية التي تقدمها المملكة لأبناء المسلمين، وإبراز المساعدات، والمنح المالية، والاقتصادية التي تقدمها للدول والشعوب الإسلامية، ودعمها في إنشاء ودعم آليات التضامن العربي، والإسلامي بإنشاء رابطة العالم الإسلامي، وتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، وإنشاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وإنشاء هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، واحتضان البنك الإسلامي للتنمية، ومجمع الفقه الإسلامي، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة، ودعم مسيرة هذه الهيئات ماديًا ومعنويًا، إضافة إلى توسعة الحرمين الشريفين، وتهيئة المشاعر المقدسة لخدمة الحجاج والمعتمرين، وما يتصل بذلك من مشروعات كبيرة، وحل الأزمات في المحيطين العربي والإسلامي، وجهودها في وحدة الدول الإسلامية، والحيلولة دون محاولات تقسيمها، وفض المنازعات الأهلية المسلحة بالطرق السلمية، والمساعي الحميدة من خلال الدبلوماسية السعودية الهادئة، وتوحيد المواقف العربية والإسلامية تجاه الأخطار، والأزمات الخارجية.
كما أشاد المؤتمر بإسهامات المملكة في تقديم المنح والهبات التي لا ترد، والقروض الميسرة إلى الكثير من الدول الإسلامية، وغيرها خلال العقود الثلاثة الماضية بما يزيد على 375 مليار ريال سعودي (100مائة مليار دولار)، استفاد منها نحو خمس وتسعين دولة نامية، وذلك بما يعادل نحو (4%) من الناتج القومي الإجمالي للمملكة العربية السعودية، وهي نسبة تتجاوز ما كانت تتطلع إليه الهيئات الدولية المعنية.
خدمة الإسلام
أشادت الباحثات والمثقفات بالمؤتمر، ودور المملكة في خدمة القضايا العربية والإسلامية كافة، حيثُ قالت الدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان، المشرفة على كرسي أبحاث المرأة بجامعة الملك سعود: “لقد أكرم الله المملكة بهذه الرسالة العظيمة، كما أكرمها باحتضان الحرمين الشريفين؛ لذلك فإنَّ اهتمامها بخدمة الإسلام والمسلمين هو جزء من تطلعها المستقبلي، ونحن نفهم تداعيات العقد الماضي وأثرها على الإسلام والمسلمين، التي ينبغي أن نتخطاها، وأن نركز على البعد الاستراتيجي لموقع المملكة ومكانتها في خدمة الإسلام والمسلمين، وألا تكون تلك التداعيات عقبة أمام المملكة ممثلة في مؤسساتها ليكون لها دورها”.
وعلقت على الحضور النسائي قائلة: “بلا شك كان حضور المرأة من خلال ما قدمته من أبحاث في هذا المؤتمر لافتًا ومميزًا، سواء من حيثُ الأبحاث التي تجاوزت 22 بحثًا، أو الموضوعات القيمة التي تناولتها تلك الأبحاث، وإننا نفخر بالإنتاج العلمي للمرأة السعودية، التي شاركت بصفتها متخصصة في الجوانب التاريخية التي وثقت، وأبرزت، وحللت جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية”.
مشاركة المرأة
من جانبها عبرت هدايا الله أحمد الشاش، من سورية، التي قدمت بحثًا تناولت فيه جهود المملكة في الكراسي العلمية، والجوائز في المجال الإسلامي، عن سعادتها بجهود مشاركة المرأة في هذا المؤتمر، متمنية من العرب والمسلمين تقييم الماضي؛ تطلعًا لاستشراف المستقبل أكثر وأكثر.
مواقع الإنترنت الإسلامية
ومن الجزائر تحدثت الدكتورة زكية بنت منزل غرابة من جامعة العلوم الإسلامية، التي تناولت جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة في الدعوة إلى الله عبر الإنترنت، حيثُ قالت: “بفضل الله لقد أعانتني مواقع الإنترنت الإسلامية، خاصة موقع وزارة الشؤون الإسلامية، على إثراء بحثي، وتزويدي بما كنت أصبو إليه، ولم أكن أعرف أن هناك عددًا كبيرًا من المثقفات، والأكاديميات، والسيدات السعوديات ذوات الوعي والاطلاع والعلم، وهذا يختلف عما يصلنا للأسف عن المجتمع النسائي السعودي”.
المؤسسات الإنمائية
وأوضحت الدكتورة سناء محمد عبده، كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز، وإحدى المشاركات ببحث بعنوان “جهود المملكة في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية في العالم العربي والإسلامي من خلال المسيرة الداعمة للبنك الإسلامي للتنمية” أنَّ المملكة دعمت أكثر من 14 مؤسسة إنمائية، وأنَّ مفهوم التنمية بدأ منذ عهد المؤسس عبدالعزيز صاحب الرؤية، وخلال هذه المسيرة أعتقد أن المرأة السعودية أخذت الفرصة في التعبير والمشاركة أسوة بالرجل”.
أما الدكتورة عزيزة المانع الكاتبة الصحفية، فقالت: “لقد كانت فكرة المؤتمر مشجعة وحماسية، لكنني كنت أتمنى أن تتناسب مع التنفيذ، ولكن كثيرًا من الأبحاث كانت استعراضية، وسردية لوقائع وأحداث من دون تحليل للجهود، ولكم تمنيت أن أسمع تحليلاً واضحًا يتابع كيف كان أثر الجهود على واقع حياة المسلمين، وما الذي أحدثته على واقع حياتهم، وما هي التحديات التي واجهت أو تواجه المملكة أثناء تنفيذها لما ذكر واستعرضه المشاركون”.