جاء القرآن الكريم بقََصصه الشيق؛ ليعرض لنا الأحداث التاريخية التى مضى بها الزمان، وذلك فى سياق واقعى لعرض آياته عرضاً متناسقاً متسلساً مُكسباً إياها بُعداً مغلفاً برقائق النور والهداية،وبلاسم العظة والإعتبار ....
يقول تعالى : ".........فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"..
وقال تعالى : "لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب"..
فالقصة القرآنية عصارة من الحقيقة الصادقة.
يقول تعالى محدثاً على لسان نبي الله سُليمان عليه السلام :"رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والديِّ وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين"..
والمراد هنا بوالديه هما داود عليه السلام أبو سيدنا سُليمان وزوجه أم سيدنا سُليمان التى لم يُطلق عليها لقب محدد ..حيث لم تذكر كُتب السيرة اسمها بالتحديد لكن كان من المعروف عنها أنها كانت من العابدات الصالحات.
وقد أتى الله سبحانه وتعالى الحكمة لعبده سليمان الذى يبدو أنه ورثها من والديه الذى دعا لهما بالصلاح وكان دعاؤه أيضاً لايخلو من الحكمة.
ورُغمَ هذا السُّلطان الواسعُ الذي كان يمتلِكُهُ، بما فيه من دورٍ وقُصورٍ، وحشمٍ وخدم، وجُندٍ هائلٍ، فإنّهُ عليه السلام كان دائم ذكر الله وعبادتَهُ وشكرهُ أبداً، لقد كان حقاً كأبيه داود "عبداً شكوراً".
أمّا الصَّلاةُ فكان لها الأفضليّةُ عندهُ كما عوده عليها والداه فالصَّلاةُ عنده تفُوقُ كُلَّ ماعداها. هي الكبيرةُ وما دونها صغيرٌ. إنّها أكبرُ من كلِّ شئٍ.
ويذكر أنّ نبي الله سليمان(عليه السلام) كان يجول على الناس من أهل مملكته يتصفح وجوههم، حتى يصل إلى المساكين، فيقعد معهم ويقول: مسكين مع المساكين...
عزم سليمان على الخلود للرّاحة والسّكينةِ والهُدوء بعد أن ملأ حياته بالنشاط والعمل.
وكان أمرَهُ َمُطاعا. وتوجّه النبيُ سليمانُ إلى مُرتفعٍ صغيرٍ لمُراقبة العُمّال الذين كانوا من الجنِّ في خدمتِهِ.
لم يكُن قد مضى وقتٌ طويلٌ على أمر سُليمانُ بمنع الدُّخول عليه، حتى شعر أن أجله قد حان.
وبارتعاشٍ لطيفٍ تُغادِرُ روحُ سليمانَ الطاهرةُ جسدَهُ الشَّريف، إلى عالم الأرواح، لتلتحق بالملأ الأعلى، ويبقى الجسدُ متَّكئاً على العصا، دون اهتزازٍ.
ومجموعات الجنِّ جادَّةٌ في عملها، منهمكةٌ في مهمّاتها.
وظلّ الأمرُ على هذا الحال شُهوراً طوالا،كان السُّوسُ خلالها قد أخذ ينخر العصا من الدّاخل، وفجأةً، تنكسرُ العصا، ويخرُّ الجسدُ الشّريفُ إلى الأرض.
عند ذلك أدرك الجِنُّ الذين تحقَّقوا من موته، ولكن بشكلٍ جدُّ متأخرٍ، أنهم لو كانوا يعلمُون الغيب حقاً، لعلِمُوا بموت سيّدهم النبيِّ سُليمان مُنذُ مات، ولما بقُوا، بالتَّالي، طوال هذه المدَّةِ بعد موته، وهُم على عملهم دائبون، يكدحون في عناءٍ وفي شقاءٍ...
تفاصيل أوسع تابعوها في العدد 1531 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق