الشهامة عند الرجال.. هل أصبحت من النوادر؟

تتفق النساء، في جميع أنحاء العالم، على أن شهامة الرجل هي الميزة الأكثر تأثيرًا في قلب المرأة، لكن في أيامنا هذه تشتكي النساء من عدم وجود الشهامة عند كثير من الرجال، بل يشتكين أن الشهامة لم تعد موجودة في عصرنا الحالي، وإن وُجدت فهي نادرة.. فهل مطالبة النساء بالمساواة مع الرجال هي السبب؟

 

جاء في دراسة أصدرها مركز البحوث الاجتماعية الحديثة «بيسكيزا سوسيال»، في مدينة ساو باولو، أن سعي المرأة الدؤوب للمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات، في جميع جوانب الحياة، منذ بداية ستينيات القرن الماضي، قد أربكت الغالبية العظمى من الرجال، من حيثُ شعورهم بأن البساط المميز الذي كان تحت أقدامهم لآلاف السنين بدأ ينزاح، ويُحدث خللاً في التوازن الذكوري.

وأضافت الدراسة، التي لخصت «سيدتي» أهم النقاط الواردة فيها، أن عالم «الماشستية» الذي تعوّد عليه الرجال بدا أكثر هشاشة مما كان معتقدًا؛ لأن الكثير من المجتمعات تبنت فكرة المساواة بين الرجل والمرأة، بل ونفذتها بقوة دفع أكثر مما كان متوقعًا، هذا التغير أدخل الرجال في حبائل الحيرة والارتباك من حيثُ عدم استطاعتهم التكهن بردود أفعال النساء إزاء تصرفاتهم، فلم يعد يعرف إن كانت المرأة ستقبل أن يفتح لها الرجل باب السيارة كدليل احترام، أم تقبل حمايته لها كشهامة؛ لأن منْ يطالب بالمساواة في شيء يعني أنه لن يقبل معاملة الآخر له على أنه الأضعف.

 

مقبولة في كل الظروف

أوضحت الدراسة، أن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يدخل ضمن إطار المساواة، بالنسبة للمرأة، هو شهامة الرجل.. فمهما سعت المرأة للمساواة معه، وهذا حقها، فإن معاملته لها بشهامة هو العامل الأكثر قوة في شد قلبها؛ لأن الشهامة مرتبطة بالاحترام، والاحترام هو ما تريده المرأة من كل معادلة المساواة التي تطالب بها، وقالت الدراسة إن المرأة اكتوت على مر الأجيال بنار اعتبارها كائنًا مهمشًا بالنسبة للرجل، بسبب ضعفها وعاطفتها التي لا تتناسب مع عقلية الرجل، ولكن مع ذلك فإن الشهامة عند الرجال كانت موجودة ولم تغب شمسها في جميع العصور، بل إن كثيرات هن اللواتي يشتكين من تراجع الشهامة عند الرجل مع تطور الحياة العصرية.

 

اعتقاد خاطئ

الخبيرة البرازيلية في العلوم الاجتماعية، جناينا بيريس، 36 عامًا، المحاضرة في جامعة «يونيبان» في مدينة ساو باولو، أكدت أنها توافق على مقولة إن الشهامة بدأت تتحول إلى أمر نادر بين الرجال، لاعتقادهم بأن المرأة تتمتع بذات الحقوق التي يتمتعون بها، وأضافت: «كثير من الرجال يعتقدون أن نيل المرأة لحقوق المساواة مع الرجل منحها القوة اللازمة لحماية نفسها، ولم تعد بحاجة لحماية الرجل لها».

وأوضحت الخبيرة، أن في هذا الاعتقاد خطأ كبيرًا؛ لأن الرجال يتناسون أن أنوثة المرأة لا تتغير مع المساواة، واعتقاد الرجل بأن المساواة قد جردت المرأة من أنوثتها أمر خطير جدا بالنسبة للجنسين، وبالنسبة للمجتمع بأسره، وأضافت أن هذا الاعتقاد يضر بالمعادلة الحياتية والطبيعية للمرأة والرجل، مؤكدة أنه مهما بلغت درجات الحماية الذاتية التي تكتسبها المرأة نتيجة المساواة فإنها تشعر من الداخل بأنه لا غنى أبدا عن حماية الرجل لها، إنه شعور الأنثى، ولن تستطيع القوانين الوضعية تغييره.

وقالت الخبيرة جناينا، إن شهامة الرجل هي التي تشد المرأة إليه، وغيابها يعني غياب احترام المرأة له، فاحترام المرأة لشهامة الرجل هو عامل يمنح الرجل مكانته عند المرأة، محذرة بأن الشهامة تقل فعلاً يومًا بعد يوم، وهو ما يُدخل المزيد من التباعد والمسافات بين الجنسين، اللذين يعتبران محور الحياة الإنسانية على الأرض.