نصيحة غريبة: غسل الأطباق وكي الملابس لتخفيف القلق!!


بداية أثبت العديد من الدراسات أن النساء أكثر تعرضا للإصابة بالقلق من الرجال، والنساء العربيات بالتحديد؛ وذلك لأن المرأة تعيش قلقا غير مُعلن منذ بداية وعيها وتفتح طفولتها وشبابها، قلقا من ناحية شكلها..قدر جمالها، حيرة انتظار العريس، قلق استقبال الذرية وآلام الحمل والولادة، وماذا بشأن الجنين.. ولد أم بنت؟ قلق الحفاظ على زوجها من أن تخطفه أخرى، أو ربما رمى عليها يمين الطلاق إلخ

إضافة إلى التغيرات الهرمونية التي تمر بها، ومشاعر النقص التي تتولد بداخلها نتيجة لأسلوب التربية والمعيشة الذي يشعرها بأنها أقل شأنا من الرجل..كل هذا يدفعها للقلق والتوتر والخوف من الحاضر والمستقبل.


مسار غير محمود

في بحث شيق أعدته الدكتورة «سامية الساعاتي»، أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس، تحت عنوان (السحر والمجتمع) أوردت فيه القول -وهو ما يخصنا- أن مولدات القلق تختلف من مجتمع لآخر، ومن بيئة لأخرى تبعا لاختلاف القيم والأعراف والثقافة السائدة.

ومن أجل التخلص من عذابات القلق، والتي تمتد للجسم مرورا بالعقل وطريقة التفكير وكيفية قراءة الأشياء وفهمها، نجد كثيرا من النساء يسرن في مسار غير محمود.. فيرتمين على أبواب المشعوذين والدجالين للتوسل بأمور السحر والجن وما شابه.

 

القلق.. العادي

يراه الدكتور «إسماعيل يوسف» أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس شائعا بين الناس، مثل القلق عند الامتحان، مشاكل العمل، احتمال فشل مشروع، أو لخلافات زوجية..مرض أبناء أو للمرور بضائقة مالية...وكلها حالات من القلق العادي المؤقت ترتبط بضغوط معينة، وبمرور الوقت يتكشف الحل ويهدأ البال ويطمئن.

وهكذا هي الحياة -كما يقول الدكتور «إسماعيل»- خبرات تمد الإنسان بالحكمة والبصيرة والقدرة على ضبط النفس.

ويتابع: وهناك القلق بدون سبب أو مشكلة، كل شيء يدعو للطمأنينة وراحة البال، لكنها -المرأة- في حالة خوف، قلق، تنتظر الأسوأ، فتعيش حالة مستمرة من العذاب أو القلق المرضي!

ومن أعراضه: الشعور بحزن وكآبة، إحساس بالكراهية تجاه بعض الأشخاص، تحقير الذات وتسفيهها، ضعف التركيز في الحديث، وخلط الأمور ببعضها، تذكر المواقف السلبية والحزينة -فقط- التي مرت بها، مع كثرة النوم والاستلقاء دون حراك، إلى جانب اضطراب في الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في نشاط أجهزة كثيرة بالجسم مثل:...القلب، المعدة، الأمعاء، المثانة، الأعضاء التناسلية.

 

هناك أسباب

وعن الأسباب الخفية لهذا النوع من القلق تقول الدكتورة «إيمان عبد الباقي» الطبيبة النفسية بمستشفى الهرم بالجيزة: إن بعضها يرجع إلى الشعور بالوحدة، والخوف من اليوم والغد، وأحيانا يأتي القلق المستمر بسبب عدم استطاعة الإنسان الوصول بقدراته إلى المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي الذي رسمه لنفسه.

ومرات كثيرة يرجع القلق لكون الشخصية التي يحملها بداخله جادة أو صارمة؛ بأمور بسيطة تتحول إلى دراما وتهويل، أو العكس! فهي شخصية ضعيفة من الأساس، شديدة الحساسية...تتأثر بالمواقف المحيطة، ودائما ماتشعر بأنها ضحية في الظروف التي تتعرض لها.

 

2010عام اكتئاب المرأة!

هكذا صرح الدكتور «أحمد عكاشة» رئيس جمعية الطب النفسي العالمي..حيثُ قال: الأسرة العربية تمر بالكثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي يجعل أفرادها عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، والتي زادت نسبتها في الآونة الأخيرة بصورة مقلقة! لهذا أتوقع أن يكون 2010 عام اكتئاب المرأة، والحل لن يكون بالأدوية.. إنما بالحب والحنان وخصوصية المشاعر التي تمثل جذور سعادتنا وتعاستنا؛ فالمساندة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين لهما تأثير قوي على البقاء في أمان نفسي وجسدي.

 

وسائل تحقق الراحة

أكدت دراسة ألمانية قدمها مستشفى «شارتيه» ببرلين أن الغسل والكي، وتكرار الحركات أثناء العمل اليدوي المنزلي تساهم في التخلص من الإجهاد، وتروح عن النفس، وتفسير ذلك: أن هذه الأعمال تخرج الإنسان من الدائرة المغلقة التي ولدت الشعور بالقلق، إضافة إلى أنها تعمل على انفراج في الخلايا العصبية الدماغية، وتساعد على نوم أفضل، كما دعت الدراسة إلى ممارسة الرياضة والمشي الهادئ والتأمل، وتناول السوائل بكثرة، والابتعاد عن العقاقير، ومحاولة مقاومة القلق عامة بوسائل طبيعية.