تعانق الحجر والخشب والزجاج الملوّن

بعد أن انطلق عمل مهندس الديكور الداخلي جوزف خوري من أرض قاحلة، حقّق بعد مرور سنة، تخلّلها التعاون الناجح مع عائلة مخلوف، عملاً فنياً يتغنّى بالقناطر ويعبّر بكلاسيكية عن فخامة لا تخطئها العين!

 

رغب المالكان أن تمزج اللعبة الفنية الطاغية على دواخل منزلهما الكلاسيكية والطراز الريفي، فحقّقت خامات الخشب والزجاج الملوّن والحجر هندسة تتناغم مع الأثاث ذي الألوان الترابية. ويوضح المهندس جوزف خوري لـ "سيدتي" أن الأعمال كانت تمضي سريعاً لتبرز هذا المنزل متأنّقاً، يعكس إنارةً ملوّنة من الخارج والداخل!

وإذ يزدان البناء الخارجي بالحجر الأصفر والقناطر الشرقية، يشمل طبقات أربع وتحوطه حدائق تملؤها أشجار الزيتون والنخيل.

 

ردهة فسيحة

ينفتح الباب الخشبي الرئيس المزخرف بفنيّة عالية على الردهة الرئيسة التي أرادها المالكان فسيحةً، تبرز بأعمدتها المزخرفة وسقفها الخشبي، حيث تتناغم المربعات التي يحملها السقف مع تصاميم الأرضيّة، وتنيرها أعمال الزجاج الملوّن. هنا، تتوزّع قطع فنيّة اسبانية ولوحات كبيرة الحجم. وتتّصل هذه المساحة بالصالونات عبر أعمدة رخامية تتوسّطها منحوتة حجرية، لتتفرّع أقسام المنزل عبر بابين ضخمين: يضمّ أوّلهما الاستقبال والنوم وباباً لمصعد داخلي وحمّام الضيوف، فيما يفضي الباب الثاني شبه المخفي إلى مكتب خاص وقسم سفلي خاص بديوانية.

 

قطع قديمة ريفيّة الطابع

وتعكس الصالونات اهتمام المالكين بالقطع القديمة ريفيّة الطابع، وتنقسم وغرفة الطعام على جناحين: يمتدّ الجناح الأول على الصالون الرئيس وغرفة الطعام، ويتوازى وجناح آخر يضمّ صالونين يشرفان على الحديقة. وقد تحوّل سقف هذا الأخير إلى همزة وصل ما بين الداخل والخارج، لتتداخل فيه أخشاب مخطّطة أفقياً تتكامل مع "البرغولا" التي تقبع خارجاً، ويمكن بلوغها عبر السير على أحجار مربعة، تتخلّلها الحشائش الناعمة.

ولعلّ اللافت أن الأثاث الذي يسود هذه المساحة اسبانيّ المصدر كان يمتلكه أصحاب المنزل من قبل، ولم يطرأ جديد في هذا المجال سوى مكوّنات الصالون الجلدي بطراز "شسترفيلد".

ويركن في الصالون الرئيس المزدان بالأعمدة طقم كلاسيكي انكليزي الطراز يصاحبه مقعدان مشغولان من الجلد، وتلفت لوحة حجرية كبيرة الأنظار! وتمتدّ خلف الجدار الخشبي الكبير خزائن تفتح أبوابها بواسطة السحب، تخزّن داخلها أجهزة التدفئة.

ويقابل عمود بعرض ملحوظ تتوسّطه لوحة كبيرة ترسم امرأةً وآلة دف هذا الصالون، تلعب دوراً مزدوجاً بحيث تبرز كلوحة فنية، فيما تحتجب عبر التفافها إلى الأعلى تاركةً تلفازاً يحلّ مكانها! وتبدو مرآة "أنتيك" في الجهة الخلفية منه، لتطلّ العين على غرفة الطعام الإنكليزية الريفية، والتي تتضمّن "درسواراً" صغيراً. هنا، يرتفع باب يلامس السقف يسمح ببلوغ المطبخ الذي نفّذ على مساحة رحبة تتقدّمها خامة "الريزين" المنتقاة بعناية لسهولة تنظيفها.

 

قناطر ملوّنة

أمّا القسم الثاني من الصالونات فيضمّ جزءين: يفترش أثاث جلدي الأول، فيما الثاني كلاسيكي، تفصل بينهما طاولة انكليزية كبيرة. وهنا، تطلّ القناطر الملوّنة والمفتوحة على الحديقة بحلّة عصرية، كما يحيل السقف المشغول من الخشب المخطّط إلى الطابع اللبناني.  

وتزدان الأرضية بأنواع ثلاثة من الحجر (اللبناني ورخام "الامبارادور" والأصفر)، يغطّي بعضه السجاد العجمي بألوان فرحة.