صمّم المهندس حنّا سليم هذا المنزل مطلقاً العنان لأفكاره وتطلّعات مالكيه من عائلة جبر، وزوّده بتحف جمعها من دول أوروبية عدّة، أبرزها فرنسا. ويبدو التزاوج بين الروح الكلاسيكية والحداثة واضحاً في الأعمال السائدة فيه.
يطلّ الطراز «النيو كلاسيكي» من الباب الرئيسي المخطّط بالخشب، وتبدو الخطوط واضحة ومبتكرة في الأسقف عند الردهة الرئيسة. ورغم رحابة المدخل، تطلّ المرايا في أكثر من زاوية ممّا يكسب المكان رحابةً إضافية. ويتجلّى الذوق المميّز في «كونسول» قديم يعود للقرن الثامن عشر وينتمي إلى مجموعة سليم الخاصة، وكان الأخير قد حمله معه من فرنسا، وهو يترأّس جدار المدخل، وتجاوره طاولة «غاليه».
وإذ يفصل باب مشغول من الحديد المطروق مطليّ بورق الذهب بين الردهة وقسم الإستقبال، يشغل هذا الأخير صالونان وغرفة طعام تتوزّع فيها قطع فرنسية قديمة. ففي أحد الصالونات، يلفتنا «كونسول» أسود من طراز نابليون الثالث، تعلوه مرآة، وتتوزّع على جداره أربع لوحات فرنسية، فضلاً عن طاولتين تنتميان إلى العصر «الأمبيري» بتصميم مصري (خلال حملة نابليون على مصر، عاد بمجموعة من الأعمال المصرية، فكانت هاتان الطاولتان من ضمن المجموعة) وطاولة صغيرة تنتمي إلى طراز لويس السادس عشر، تعلوها زهرية. كما تتوزّع طاولتان تعودان للعصر «الأمبيري» وطاولة من طراز لويس الخامس عشر وأخرى بشكل كلية تنتمي أيضاً إلى طراز لويس الخامس عشر. وتكثر الاكسسوارات الفرنسية المصدر فوق هذه الطاولات.
أثاث أنيق
تحتلّ الصالون الأول جلسة «نيو كلاسيكية» الطراز منجّدة بالقماش الأحمر المطرّز بخيوط ذهبية. ويشرح سليم «أن المالكين لم يرغبا في البدء في هذين اللونين، إلا أنهما ما لبثا أن بدّلا رأيهما بعد أن أنجز عملها!». ويتمّم مقعد ينتمي إلى طراز «ريجنسي» المشهد، فيما تتوسّط المكان طاولة بنية من تصميم سليم، مشغولة من الخشب والصدف والزجاج. وينتمي الصالون الثاني إلى طراز لويس السادس عشر، وهو مشغول يدوياً، قماشه من الحرير. هنا، يرتسم «بارفان» من الفن الحديث ليحجب الباب المؤدّي إلى المطبخ. ويتوزّع مصباحان يحملان قاعدة يابانية قديمة، فيما تفصل آلة بيانو بين الصالونين.
غرفة الطعام: تقليد وحداثة
صمّمت طاولة غرفة الطعام في لبنان، بينما تمّ شراء الكراسي التي تلفّها من فرنسا، وهي تعكس أفكاراً تقليدية طالتها لمسة حديثة. ولم يأت المزج بين اللون البني للطاولة والذهبي للكراسي عن عبث بل كان مقصوداً، وذلك بهدف إبراز رونق الأعمال. وتنير ثريا من كريستال «الباكارا» الرائع، المكان.
قناطر على الشرفة
تحوّلت الشرفة إلى ركن داخلي تتلاقى وقسم الإستقبال عبر قناطر مشغولة بـ «الباتين»، لتتكامل مع الأعمال السائدة داخل المنزل. وتشغل جلسة حمراء اللون هذا المكان ومكتبة بقاعدة متحرّكة إلى الخارج تضمّ تلفازاً. وتمتاز بحضور «بار» عصري مشغول بالخشب والنحاس والزجاج يحمل شكل «س» الأجنبي ويتّسع لستّة كراسٍ جلدية فاخرة من تصميم سلام سليم. وعلى جانبي المكان، ترتفع خزانتان من الزجاج والخشب تحفظان قطعاً ثمينةً.
تفاصيل...
تتوزّع الستائر بطراز نابليون الثالث، ونلحظ تشابهاً ما بينها وبين «الباتين» المعتّق على الجدران. في الموازاة، تكثر اللوحات الفرنسية الطابع، بطراز كلاسيكي وبألوان تعكس الحياة. وهي تحتلّ جدراناً مطليّة بـ «الباتين»، كما تمّ تخطيط «الكورنيش» بـ «الباتين» المعتّق. ويفترش السجاد العجمي الأرضيات.
للاطلاع على الصور بشكل أفضل زوروا استوديو "سيدتي".