لبلوغ منزل جهاد أبي راشد وزوجته لينا، يمرّ الزائر بطريق قديم وضيق، يقوده نحو مساحة تزنّرها الطبيعة وأشجار الصنوبر. ولقد استغلّ المالكان هذا الموقع الرائع، من خلال واجهات زجاجية عريضة، تجعل الجالس في قسم الاستقبال، ينعم بنور الشمس، وبتألق مفردات الطبيعة!
وإذ ينفتح الباب الرئيسي على صالون، هو عبارة عن زاوية «مودرن»، مريحة للغاية، تجمع بين الجلد والمخمل الإيطالي، تكثر عليها الوسادات الكبيرة الحجم، فضلاً عن مقعدين، مشغولين من الكتاّن الايطالي البيج والجلد البني، تتوسّط طاولة مستطيلة من خشب «الفانغيه» ترفع مجموعة من «الاكسسوارات» الملوّنة التي جمعتها المالكة من أماكن مختلفة، هذه الجلسة.
وتمتدّ على الجدار الذي تعلوه واجهة زجاجية عريضة تظهر روعة الطبيعة، بعض الرفوف المصنوعة من خشب السنديان الفرنسي، تملؤها قطع خشبية متعدّدة الأشكال والأحجام، جمعها المالكان من بلدان شرقية. وتبدو، على الجزء الآخر من الجدار، شاشة تلفزيونية مسطّحة. وفي إحدى زوايا هذا الصالون، تلفتنا قطعة إنارة من الخيزران هي عبارة عن جرّة كبيرة. وتفترش قطعة من «الكليم» الإيراني تتميّز بألوانها الزاهية الأرضية.
وبالمقابل، يحتل «باهو» فرنسي «مودرن» من خشب السنديان أحد الجدران الفاصلة بين هذا الصالون وركن المدفأة، يعلوه شمعدانان و«اكسسوار» خشبي يجسّد أوزتين. وتحتل لوحة تجريدية، الجدار.
ركن المدفأة
يقع ركن المدفأة داخل المساحة المخـصّـصـة للاسـتـقـبـال، ويـتـمـيـز بديكوره الرائع الذي يمزج بين خشب السنديان وحجر «الكور». ويلعب التصميم الخشبي وظيفة متمثلة في التخزين، إذ يضمّ عدداً من الرفوف، تتخلّلها إنارة مخفية. أمّا الأثاث فهو عبارة عن ثلاثة مقاعد من الخيزران، تتوسّطها طاولة مربعة الشكل يغلّفها الجلد البني اللون. وتفترش قطعة من «الكليم» الإيراني رائعة الألوان الأرضيّة، ترتكز «بوف» مريحة من الجلد الطبيعي، عليها. هنا، يلفتنا وجود «تيليسكوب» يستخدمه المالكان للتمتع برؤية القمر، عندما يكون مكتملاً!
تفاصيل...
تمتاز الإنارة في قسم الاستقبال بأنّها تحتجب في داخل الجص المشغول بطريقة ناعمة تتناغم مع بساطة التصميم، التي تعمّ المكان. وتطال الحداثة الستائر الكهربائية التي يطغى اللون الأبيض الشفّاف عليها، ما يمنح المكان هدوءاً لافتاً ينسجم مع الطبيعة الخضراء الساحرة التي تحيط بالمنزل.
وتفصل مساحة تخلو من الأثاث، بين غرفة الطعام وركن المدفأة، تفترشها سجادة مغربية مشغولة يدوياً، تمتاز بألوان يصعب وصفها، من شدة الجمال. وهنا، يبدو المصعد الذي يصل مدخل المبنى بالصالونات مباشرة، وتبدو الى جانبيه لوحات فنية مختلفة. ويتألّق السقف بحضور ديكور خشبي، يتوسّطه الجص، الذي يخفي إنارةً مشغولةً، بطريقة فنيّة متقنة. وتظهر سلالم أنيقة، مشغولة من خشب السنديان و«الستاينلس»، تقود نحو «التراس» الصيفي الذي تحلو الجلسة فيه، وذلك وسط الأزهار وأشجار الصنوبر.
ولم تغب اللمسة الفنية عن حمّام الضيوف، حيث ثبتت مرآة مبتكرة، مستطيلة الشكل، تعلو مغسلة ذات جرن مستطيل وقاعدة من خشب السنديان.
غرفة طعام بسيطة
تبدو غرفة الطعام، البسيطة التصميم، منسجمة مع المساحة المخصّصة للاستقبال. وتلخّص مكوّناتها طاولة مستطيلة الشكل، قاعدتها من خشب السنديان البنّي وسطحها من الزجاج، ترفع مجموعة من الزهريات، وعشرة كراس جلدية بلون «الفانغيه»، قوائمها خشبية، بالإضافة إلى «درسوار» مشغول من خشب السنديان الفرنسي.
وتنير ثريا إيطالية، متدلية من السقف، هذه الغرفة.
الخشب و«الستاينلس»
يمتاز المطبخ بتصميمه الذي يجمع بين خامتي الخشب الإيطالي الملبس بقشرة «البامبو» و«الستاينلس». ويحتضن طاولةً مستطيلةً، تلفّها خمسة كراس مريحة مصنوعة من «الستاينلس» و«البلكسي». وعلى غرار العصرية الطاغية على المكان، تحجب ستائر كهربائية بيضاء الحرارة، فيما الإنارة هي عبارة عن «سبوت لايت»، مصدرها السقف.
غرفة النوم الرئيسية
تتألف غرفة النوم الرئيسية من سرير مزدوج، ظهره منجّد بالقماش الزهري الداكن، تتقدّمه «برجير» و«تابوريه» من قماش الكتان الاسباني المقلّم. وعبر باب مشغول من خشب السنديان، يمكن ولوج غرفة صغيرة مخصّصة للملابس.
ولعل اللافت هو تزجيج جزء من شرفتها، وتحويله إلى ركن هادئ للقراءة، تشغله «شاز لونغ» مشغولة من الخيزران ومكتبة صغيرة تملؤها الكتب.
