نجح عضوا هيئة التدريس في كليّة طب الأسنان بجامعة الملك سعود بالرياض، أستاذ التعويضات السنية الثابتة الدكتور محي الدين رضا دمشقية وأستاذ علاج جذور وأعصاب الأسنان المشارك الدكتور محمد ابراهيم العبيداء، بعد قضاء عامين في إعداد سلسلة من البحوث، في الحصول على براءة اختراع سعودية لمحقنة تخدير متطوّرة تتمتّع بعدد من المزايا. وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يطرأ، منذ ما يزيد عن مائة عام، أي تطوّر أو تعديل على محقنة التخدير التقليدية المستخدمة في تطبيقات طب الأسنان، رغم كونها تشكّل مصدراً للرهاب والإزعاج لدى عدد كبير من المرضى، وخصوصاً الأطفال.
"سيدتي" تسأل الطبيبين دمشقية والعبيداء عن اختراعهما، في الحوار الآتي نصّه:
كيف جاءت فكرة اختراع هذه المحقنة الجديدة؟
_ جاءت هذه الفكرة بعد ملاحظاتنا مخاوف من يحضرون للعلاج في عيادات الأسنان، وخصوصاً لدى رؤية إبرة التخدير، ما يجعل البعض يتردّد في الإقبال على العلاج في وقت مبكر، ما يزيد حالته صعوبةً. ويعاني أطباء الأسنان من هذه المشكلة بصورة عامّة، ولاسيما أطباء أسنان الأطفال الذين يحاولون إخفاء الحقنة عن مرضاهم بأساليب مختلفة، من بينها: الإمساك بالحقنة خلف الطفل أو الطلب من الممرّض إغلاق عيني المريض حتى لا يراها...وقد يؤدّي هذا الوضع المتوتر إلى استخدام الإبرة، عن طريق الخطأ، في وخز وإصابة المريض في أماكن غير مرغوب بتخديرها كالشفّة أو اللسان.
هل يعني ذلك أنّ للمحقنة الجديدة دوراً إيجابياً من الناحية النفسية على المصابين بأمراض الأسنان؟
_ للمحقنة الجديدة إيجابيات عدّة، لاسيّما لدى المرضى الذين يعانون الخوف من الإبرة التقليدية، سواء كانوا أطفالاً أو راشدين، إذ يصبح هؤلاء أكثر تقبّلاً لمتابعة علاج الأسنان. كما أنّ تطبيق الضغط اللطيف بواسطة رأس المحقنة في منطقة دخول الإبرة قبل وأثناء الحقن سيخفّف إلى حدّ كبير من إحساس المريض بالألم، فضلاً عن حمايته والطبيب من أخطار انتقال عدوى الأمراض المعدية، وذلك لأنّ الإبرة الجديدة تحتجب داخل جسم المحقنة.
ممّا تتألّف هذه المحقنة؟ وما هي آلية عملها؟
_ تتألّف المحقنة الجديدة من جسم خارجي وآخر داخلي ورأس أملس، وهذا الأخير يحمل معجون الأسنان المخدّر الذي يقوم طبيب الأسنان بنقله إلى فم المريض. ويحمل هذا المعجون ألواناً ومذاقات مختلفة (الفراولة والموز والكرز...)، ما يشجّع الطفل على قبول التخدير والخضوع إلى العلاجات السنية بيسر وبدون ألم.
ويمكن استخدام فكرة هذه المحقنة المبتكرة في عدد من التخصّصات الطبية الأخرى (العيون والجلدية ولقاحات الأطفال الوقائية...).
كم استغرقتما من الوقت حتى تبلورت هذه الفكرة وأصبحت واقعاً ملموساً؟
_ امتدّت فترة الأبحاث والتجارب على المحقنة حوالي السنتين، حتى استطعنا إنجاز النموذج الأولي لها بصناعة محليّة، علماً أن تاريخ إبرة التخدير العادية يعود إلى ما يزيد عن 100 سنة!
ما هي أبرز أمراض الفم والأسنان المنتشرة في المملكة العربية السعودية؟
- تشمل أبرز هذه الأمراض: تسوّس الأسنان وتآكل طبقة المينا بسبب الإفراط في تناول الحمضيات والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والتهابات اللثة وتصبّغ الأسنان نتيجةً لعدم تفريشها بانتظام وبعد تناول الطعام ولاسيما السكريات (الشوكولاته والحلويات والمشروبات المحلاة...).
وبالطبع، تتمثّل سبل الوقاية في التخفيف من استهلاك هذه الأطعمة والمداومة على تنظيف الأسنان صباحاً ومساءً وبعد تناول الطعام، مع مراجعة طبيب الأسنان بصورة دورية (مرّتان في السنة) للاستشارة والعلاج.