تسبّب السكتة القلبيّة 130 حالة وفاة في اليوم، أي 10 مرّات أكثر من حالات الوفيّات الناتجة عن حوادث السير، وهناك 2% إلى 3% من الأشخاص الذين يتعرّضون للسكتة القلبية يبقون على قيد الحياة، وذلك بسبب التدليك السريع للقلب مع استخدام الصعقات الكهربائية، علماً أن 7 إلى 10 أشخاص غالباً ما يكونوا شاهدين على هذه الحوادث، إلا أن نسبة لا تتجاوز 20% منهم تقوم بخطوات طبية تنقذ المريض. والنتيجة: إن نسبة الحياة ترتفع أكثر إذا تمكّن أول الشهود على الحادث القيام بالحركات المطلوبة لإنقاذ المريض، علماً أنّه من بين 5 أشخاص بقوا على قيد الحياة من جراء سكتة قلبية، هناك 4 منهم أجريت لهم هذه الحركات المنقذة.
وكان مؤتمر «الجمعية الفرنسية لطب القلب» الذي عقد مؤخراً شدّد على أهمية الحركات الطبية المطلوبة في حال حصول ذبحة قلبية. وفي هذا الإطار، حاورت «سيدتي» الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور جوزيف الشامي:
-ما هي الأسباب المسؤولة عن السكتات القلبيّة؟
تحصل 90% من السكتات القلبيّة من جرّاء عدم انتظام في القلب أو في الشرايين، علماً أنّه في غالبيّة الأحيان يؤدّي الارتجاج الدائم في البطين الناتج عن ذبحة قلبية إلى السكتة القلبية. وتبدأ الأعراض بألم في الصدر والأكتاف واليدين وضغط على الصدر شبيه بالاختناق. ولكن، قد تحصل السكتة القلبية، بدون أي أعراض تسبقها!
ومن بين الأسباب الأخرى المؤدية إلى توقّف القلب: الغرق، الصعق بالتيّار الكهربائي، التسمّم، الجرعات الزائدة من المخدرات، خفوض حرارة الجسم.
خطوات سريعة
- كيف نعرف أن الشخص الذي يجاورنا يعاني سكتة قلبية؟ وما هي الخطوات الواجب القيام بها سريعاً؟
تحصل السكتة القلبية عندما يفقد الشخص وعيه ويسقط أرضاً ويمتنع عن التفاعل من خلال الكلام أو يتوقّف عن التنفس. وتسبّب هذه السكتة زيادة عدد دقّات القلب أو البطء الشديد فيها، وذلك عندما ينخفض ضغط الدم الذي يحمل الأوكسيجين إلى الانسجة. وفي هذه الحال، لا بد من التحرّك السريع لأن العكس قد يؤدي إلى غياب الأوكسيجين عن الدماغ، وبالتالي يتوفى المريض أو تحصل لديه آثار جانبية خطرة.
ويتمّ التدخل الفوري عبر خطوات طبيّة نافعة، كطلب الحضور الفوري للإسعاف، ثم إجراء تدليك للقلب وإعطاء شحنات كهربائية في حال وجودها في المكان. واذا كان المنقذ معتادا ً على القيام بهذه الأعمال، فبإمكانه التصرّف بسرعة والمساهمة الفعّالة في حماية المريض من خطر الموت.
وفي هذا الإطار، يجب وضع الشخص في مكان آمن كي لا يتأذى أكثر، وبعد الإتصال بالإسعاف، نقوم بالخطوات اللازمة بعد تمديد المريض على الارض وكذلك التنفس الاصطناعي. وهذان الأمران (تمسيد القلب والتنفس الاصطناعي) يعوّضان عن دور القلب كمضخة للجسم، فيتحرّك الدم، وبالتالي يوصل الاوكسيجين الى الخلايا، وتحديداً إلى خلايا الرأس. وفي الدقيقة الأولى بعد السكتة، نقوم بالتدليك للقلب لأن الدم ما يزال يحتوي على كميّة من الاوكسيجين. ويجب الضغط بمعدل 100 مرة في الدقيقة، وفي كلّ مرة ثلاثين ضغطة متتالية. ويجدر بالمسعف أن يكون ساجداً، يضع يديه فوق بعضهما ويضغط بكل قوته على الصدر، مع إدخالهما نحو 4 سنتيمترات في ضغطه على القلب. وبعد دقيقتين، يمكن للمسعف أن يوقف تدليك القلب ويقوم بصعقات كهربــائية في حال وجود آلة اوتوماتيكية. واذا لـــــم تتوافر الآلة، فلا بدّ من المتابعة في التدليك إلى حين وصول المسعفين.
- ما هي الذبحة القلبية التي تسبّب السكتات القلبية؟
الذبحة القلبية هي كناية عن جلطة تحصل في أحد الشرايين الرئيسة للقلب، ينتج عنها هبوط في الأوكسيجين في المنطقة التي يغذّيها الشريان المسدود، ويتطوّر ألم الصدر إلى الذراع اليسرى، ما ينتج ضرراً دائماً في عضلة القلب. وإذا كانت المنطقة التي يخسرها الانسان من العضلة كبيرة، لا يتمكّن القلب من القيام بدوره كمضخّة، وقد يتوفّى المصاب بسبب عدم الانتظام في دقّات القلب من جرائها.
علاجات فعّالة
- ما هي العلاجات الفعّالة للذبحة؟
يجب استهلال العلاج بإزالة الانسداد في الشرايين، وذلك من خلال طريقتين: إمّا عبر حقن تذيب ما يقفلها، تعطى فور الوصول الى المريض أو إدخال الميل وفتح الشريان بالبالون، علماً أن التدخّل المتأخّر (بعد 6 ساعات من بداية الذبحة) يجعل فتح الشريان أكثر صعوبة. لذا، لا بدّ من التدخّل لحلّ الأضرار الناجمة عن هذه الحال. ومن المهم أن تُعالج الذبحات القلبية سريعاً. وفي هذا الإطار، يعمل أطباء القلب والطوارئ والطب العام سوياً لتحسين الاهتمام بالمريض.
وهنا، أشدّد على أهمية التوجّه الفوري إلى الطوارئ أو الإسعاف، وتحديداً من قبل الأشخاص الذين يقعون في دائرة الخطر. ولا بد من التذكير بالعوامل المسبّبة للذبحة القلبية والتي قد تكون عوامل إنذار للمصابين، ومن بينهم: من تعرّض أحد أفراد عائلته لذبحة قلبيّة، المدخّنون، من يعانون من ارتفاع في نسبة «الكوليسترول» في الدم، من يعانون من آلام في الصدر.
ولا بدّ من اللجوء الفوري إلى الطبيب في حال حصول آلام صدرية، خصوصاً الرابعة صباحاً. وقد أظهرت إحصاءات الإسعاف أن الآلام الصدرية تحصل في الصباح الباكر، وهو الوقت الذي لا يلجأ فيه المريض إلى طلب الطبيب لعدم إزعاجه. ولا بدّ من أن تشعر النساء أنهن معنيّات بالأمر لأن رغم أن الذبحة تصيبهن بنسبة أقلّ من الرجال، إلا أنها تكون مميتة لديهن بنسبة أكبر.