5 طرق فعّالة لمعالجـــة «السلولايت»

وفقاً لإحصائية حديثة صادرة عن «منظمة الصحة العالمية» WHO، وجد أن حوالي 90% من النساء في العالم العربي يعانين بدرجات متفاوتة من مشكلة «السلولايت» التي تصيب منطقة الأفخاذ والأرداف. ولمّا كانت النظرية الشائعة قديماً ترى أن العلامات التي تظهر على الجلد كـ «السلولايت» تنتج عن تناول أنواع معيّنة من الغذاء (اللحوم الحمراء أو كافيين القهوة أو نيكوتين التبغ) والتي يقوم الجسم بتخزينها في خلاياه كدهون ضارّة تصعب معالجتها، توصّل باحثون في جامعة روكفلر في نيويورك مؤخراً إلى اكتشاف علمي ثوري يفيد بأن «السلولايت» ما هو إلا دهن طبيعي ينتمي إلى نوعية الدهون التي تتراكم حول البطن، إلا أنّه يختلف في الطريقة التي يتراكم فيها داخل الجلد، وذلك من خلال تحليل عيّنة من أنسجة الجسم المصابة والتي أثبتت الدراسة خلوّها تماماً من أي آثار لسموم الكافيين والنيكوتين وشوادر اللحوم الحمراء أو أي مقادير غير طبيعية للمعادن الثقيلة التي تلوّث الهواء أو مبيدات الآفات التي تلوّث الطعام.

«سيدتي» سألت أستاذة التغذية العلاجية ورئيسة قسم التغذية في مستشفى الملك سعود نوال البركاتي عن الوسائل العلاجية التي تساعد في التخفيف منه أو إزالته في غضون 4 أسابيع.


حلول معالجة «السلولايت»

يطرح الخبراء 5 طرق لعلاج الأسباب الفيزيولوجية التي تعتبر وسائل حديثة تساعد على تخفيف أو إزالة «السلولايت» في غضون 4 أسابيع، كما أنّها تهدف إلى إصلاح «الكولاجين» المتضرّر تحت الجلد وخفض عدد الجذور الحرّة في الجسم ما يقلّل من ظهور «السلولايت» على الجلد مجدّداً، وهي:

 

1- طريقة العلاج بالنظام الغذائي: يؤكّد الباحثون وجود علاقة إيجابية غير مباشرة بين «السلولايت» ونوعية الغذاء المتناول، وفق الشكل التالي:

الأطعمة المسبّبة للسلولايت

- السكر: اكتشف الباحثون في جامعة بوفالو في نيويورك أن مقدار الجذور الحرة (الشوادر الحرة) في الجسم يزيد بمقدار 140 بالمائة بعد تناول 300 سعرة حرارية فقط من السكر الأبيض، ما ينتج تصلّب مادة «الكولاجين» الطبيعية في الجسم التي تتسبّب بدورها في شدّ جلد الأفخاذ إلى الأسفل مظهرةً «السلولايت» على السطح.

- الدهون المشبعة والدهون المتحوّلة: تتواجد الدهون المشبعة في المنتجات الحيوانية (اللحوم والزبدة ومنتجات الألبان كاملة الدسم)، والدهون النباتية المتحوّلة في «المارغرين». وفي هذا الإطار، ينصح خبراء التغذية بألا يتجاوز الاستهلاك اليومي من الدهون 30% من إجمالي السعرات الحرارية بشرط ألا تزيد نسبة الدهون المشبعة على 10% منها.

- الكربوهيدرات البسيطة المكرّرة: تشمل الأنواع البيضاء من الطحين والأرز والمعكرونة والخبز والتي يؤدّي الإكثار منها إلى حدوث ارتفاع مفاجئ للسكر في الدم، ما يؤدّي إلى قيام الجسم بإطلاق كميّات كبيرة من هرمون «الأنسولين» لموازنة هذه الزيادة. فيقوم «الأنسولين» بدفع «الغلوكوز» الزائد إلى أماكن تخزين الدهون في الجسم، مؤدّياً إلى ظهور «السلولايت» على المدى الطويل.

- الأطعمة المالحة: يؤدّي تناول كميّات زائدة من الملح المتوافر في رقائق البطاطس المصنّعة والمقرمشات والوجبات الجاهزة والمكسّرات إلى قيام الجسم بحبس الماء في الأنسجة، ما يفاقم مشكلة «السلولايت». لذا، توصي «منظمة الصحة العالمية» بألا يتناول الشخص أكثر من 5 غرامات من الملح (الصوديوم) يومياً وأن يكثر من تناول الماء.

 

الأطعمة المضادة للسلولايت

البقول: تعدّ أفضل خيار نباتي في مقاومة «السلولايت» لاحتوائها على الكالسيوم الفعّال في محاربة الدهون، فضلاً عن نسبة عالية من الألياف الغنيّة بالفيتامينات والبوتاسيوم الضروري في مقاومة احتباس الماء.

المكسّرات غير المملّحة: مصدر صحّي للحصول على البروتين الهام في بناء العضلات وإحراق الدهون، فضلاً عن احتوائها على نسبة عالية من فيتامين E الذي يحسّن صحة الجلد ويرفع كفاءة الدورة الدموية في الجسم.

الأفوكادو: غنيّة بمادة «البيتا السيتوستيرول» المفيدة في محاربة «الكوليسترول» وتحسين الدورة الدموية في الجسم، كما أنّها غنيّة بالأحماض الدهنية الأساسية التي تحسّن صحة الجلد و تزيد كفاءة وسرعة دوران الدم.

الأناناس: يفيد تناول ثمار الأناناس في منع احتباس الماء وشفاء ألياف «الكولاجين» المتضرّرة، بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين C الذي يعتبر أهم فيتامين مقاوم له.

الثمار الحمضية: توصّل باحثون في جامعة بروكسل إلى أن ثمرة واحدة من البرتقال بحجم 80 ملليغراماً تحتوي على ضعف الكميّة الموصى بها للبالغين من فيتامين C الهام في تكوّن «الكولاجين»، كما تحتوي على أشباه «الفلافونات الحيوية الميثوكسيلية» التي تحسّن حركة دوران الدم وتقوّي من الشعيرات الدموية وفيتامين B المفيد في إنتاج الطاقة.

الفاكهة المجفّفة: يساعد تناول الخوخ والتين والمشمش والعنب المجفّفة في تنظيم الماء والسوائل في الجسم لاحتوائها على نسبة عالية من البوتاسيوم، فضلاً عن توافر عنصر الزنك الضروري في إحراق الدهون.

الدجاج والديك الرومي: يعدّان مصدرين جيدين للبروتين الذي يحتوي على الزنك الحارق والفيتامين B المعزّز للطاقة، شريطة نزع طبقة الجلد الخارجية منهما.

البيض: يحتوي على عنصر الكبريت الذي يعمل على إزالة آثار سموم الغذاء، وبالتالي خفض كميّة الجذور الحرة التي تنتج منها، بالإضافة إلى أن صفار البيض يعتبر مضاداً قوياً للأكسدة.

أطعمة أخرى: تشمل كلاً من البصل والهليون والبروكولي وعشب البحر الأسود وأسماك السلمون والتونا ومنتجات الحليب خالية الدسم، وهي فعّالة في مقاومة «السلولايت» والتخلّص منه.

 

2- العلاج بالتمرينات الرياضية: وفقاً لدراسة صادرة عن جامعة مريلاند الأميركية أجريت على 20 سيّدة، تمّ إخضاعهن إلى برنامج من التمرينات البسيطة لمدّة 8 أسابيع، يصاحبها نظام غذائي صحّي يعتمد على تناول الألياف والأطعمة العضوية، أظهرت النتائج انخفاض نسبة «السلولايت» لدى 7% منهن بمعــدّل 3.5 سنتيمترات من محيط الفخذ. وقد أشار خبراء اللياقة إلى أن التمرينات الرياضية تنشّط جريان الدم إلى 5 أضعاف الكميّة المعتادة، ما يعمل على نقل الدم المشبع بالأوكسجين إلى خلايا الجسم، علاوة على تعزيز عمل الجهاز اللمفاوي. وفي هذا الإطار، ينصح اختصاصيو اللياقة بممارسة تمرينات تقوية الكتلة العضلية والمشي واليوغا لتنشيط جريان الدم إلى الساقين.

3- العلاج بالتنبيه: ثمة طرق عدّة ترتكز على علاج «السلولايت»، أبرزها: التنبيه إلى فرك الجلد بالفرشاة والتدليك والعلاجات الحرارية والمائية والتي تشمل حمّامات «السونا» والبخار. وقد أثبت الباحثون في الصين أن التدليك يساعد على إنتاج فتحات صغيرة بين خلايا الجسم تساعد على جريان الدم وعدم تكتّل الدهون فيها. كما يعزّز استخدام ينابيع المياه المعدنية الحارّة من نشاط الدورة الدموية ويساعد على خسارة الوزن. وفي هذا الإطار، ينصح الخبراء باستخدام تقنية تنبيه الجلد بالفرشاة في الصباح قبل أخذ الحمّام عندما يكون الجلد جافاً، ما يساعد على التخلّص من الخلايا الميتة وينشّط الخلايا اللمفاوية الرئيسة الواقعة تحت الإبط والرقبة شريطة أن يكون شعر الفرشاة طبيعياً ومتوسّط الخشونة.

 

4- العلاج بالعطور: تعتمد على القوة الطبيعية للزيوت الأساسية، وهي زيوت مستخلصة بشكل مباشر من جذور نبتة معيّنة أو من أزهارها أو ثمارها أو بذورها. ويحتوي الزيت عادةً على العناصر نفسها التي تحتوي عليها النبتة الأصلية، فعلى سبيل المثال يعطي زيت الفلفل الأسود الشعور الدافئ عينه الذي تمنحه قرون الفلفل في الفم! ويرتكز هذا العلاج على الزيوت التي تعمل على إدرار البول وخفض مقدار الماء الزائد المخزن، بالإضافة إلى أن بعضها فعّال في تنشيط جريان الدم وتحسين كفاءة الجهاز اللمفاوي في الجسم. ولبعض الزيوت تأثير مقوٍّ ومنشّط للجلد يساعد على تجديد ألياف «الكولاجين»، كما يساعد بعضها الآخر على نحو غير مباشر في تخفيف الشهيّة وإنقاص الوزن. لذا، ينصح بالجمع بين كافة الخواص السابقة في خليط زيتي يعجّل بالقضاء على «السلولايت».

 

5- العلاج بالمكمّلات: لا يعتبر العلاج بالمكمّلات والأعشاب كافياً بمفرده للقضاء على «السلولايت»، إلا أنّه يتمّم الفوائد الصحيّة التي يتم الحصول عليها من العلاجات الأخرى. ويشمل الشاي الأخضر للحفاظ على الوزن والهندباء البرية وإبرة الراعي للتخلّص من الماء الزائد في أنسجة الجسم وجرعات الكالسيوم لرفع معدّل حرق الدهون في الجسم.

نصائح علاجية

ü        انهضي من فراشك فور استيقاظك، ما يكسبك من 10 دقائق إلى 20 دقيقة كل صباح للقيام بتمريناتك الرياضية أو تدليك جسمك بالفرشاة، فيتحسّن أداء الدورة الدموية في جسمك مع بداية يومك.

ü        استغلّي الفترة المخصّصة للغذاء بتناول صنف من الطعام الصحّي وممارسة بعض التمرينات ، علماً أن من يأخذون استراحة الغذاء يكونون أكثر إنتاجية مقارنة بالأشخاص الذين يواصلون عملهم بدون استراحة. وفي هذا الإطار، ينصح بتناول طبق من السلطة الخضراء وممارسة نشاط بدني خفيف كالهرولة أو السير على الأقدام خارج مبنى العمل.

ü        تناولي السوائل الخالية من الكافيين كعصائر البرتقال أو الفراولة أو الكيوي الغنية بمضادات الأكسدة والتي تخلّص الجسم من الشوادر الحرة فيه وتقيه من خطر "السلولايت" والأمراض المرتبطة بالبدانة (ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية).

ü        لا تقومي بأداء التمرينات عينها لأكثر من 3 أيام متتالية، فالتنوع يجنّبك الملل.وفي هذا الإطار، قومي بتجربة رياضة أخرى أو ممارسة الرياضة عينها بمجهود أكبر وبسرعة أكثر ما يجعل عضلاتك منبّهة دائما وتعمل بشكل أفضل.

ü       دوامي على استعمال الكريمات المضادة للسلولايت المحتوية على "الريتينول" الغني بفيتامين E والهام لصحة الجلد، كما يفضّل أن تدهن في الليل، ما يزيد من امتصاص المكوّنات الفعّالة الموجودة فيها ولا يتلف المادة الفعّالة فيه التي اثبت العلماء تلفها عند تعرضها للشمس.