«ليون»: مدينة فرنسية ذات بريق خاص

«ليون» مدينة فرنسية، تشكّل العاصمة الثقافية لمنطقة «رين الالب» Rhône Alpes. يقصدها السيّاح من أجل مطبخها المميّز وهندستها المعمارية وإطارها الطبيعي الساحر. لقد عرفت «ليون» كيف تحفظ إرثها الهندسي الذي يبدأ من الحقبة الرومانية وصولاً الى القرن العشرين، مروراً بعصر النهضة. «سيدتي» تدعوكم لاكتشاف هذه المدينة، فإلى هناك:

تحظى «ليون» بمناخ نصف قارّي، تتخلّله تأثيرات متوسطية، فصيفها حارّ ومشمس وشتاؤها قاسٍ، تزيد الرياح الشمالية من شدّة برودته. أمّا اليوم، فقد أصبحت من بين المدن الأوروبية الخمس الأكثر حرارةً في أوروبا.

 

في سطور...

«ليون» بلدة فرنسية تقع في الجنوب الشرقي، عند ملتقى نهري «الرين» Rhone و«السين» Saone، تربط بحر الشمال بالبحر المتوسط وأوروبا بالأطلسي. إنها محافظة مقاطعة Rhone ومنطقة Rhône Alpes. تحوطها الجبال، إذ تقع بين سلسلة جبال الوسط في الغرب وسلسلة جبال الألب في الشرق. يقطنها 472 330 نسمة، وهي بذا ثالث بلدة في فرنسا لناحية عدد السكّان. تبعد «ليون» 470 كيلومتراً من «باريس» و320 كيلومتراً من «مارساي» و160 كيلومتراً من «جنيف» و630 كيلومتراً من «برشلونة».

شكّلت عاصمةً قديمةً لبلاد «الغال» في خلال الإمبراطورية الرومانية، وتحوّلت إلى مدينة كثيرة الضوضاء ابتداءً من القرون الوسطى، ثم إلى محلّة مالية من الطراز الأول ابتداءً من عصر النهضة، وذلك عند نهاية القرن التاسع عشر. وقد بدأ اقتصادها يزدهر تباعاً من خلال احتكار تجارة الحرير، ثم من خلال ظهور مجموعة من المصانع العاملة في مجال الأقمشة والكيمياء. وتجدر الإشارة إلى أن «ليون»، كانت تاريخياً مدينة صناعية استقطبت عدداً كبيراً من مصانع البتروكيميائيات على طول «الرين»، ثم ما لبثت أن ركّزت نشاطها على قطاعات تكنولوجية أخرى، كالصيدلة والتكنولوجيا البيولوجية.

إنها ثاني مدينة للدراسة في فرنسا، بسبب تمركز أربع جامعات هامّة فيها ومجموعة من المعاهد الكبيرة، خصوصاً تلك المتخصّصة بالهندسة. كما، تحتضن مقرّ «الأنتربول» الدولي.

 

لا تفوّتوا زيارة

- «ليون القديمة» Vieux Lyon: جزء قروسطي من المدينة، يمتاز بطرقه المرصوفة التي تجذب السيّاح الراغبين بالعودة إلى بضعة قرون إلى الوراء! وتحتضن مبنيين مطعّمين بالأحجار ومطلّيين بالأحمر والأصفر، تعود هندستهما إلى طراز عصر النهضة، حيث الأبراج والسلالم اللولبية. وهنا، لا تفوّتوا زيارة الممرّات شبه السرّية التي لعبت أكثر من دور في تاريخ مدينة «ليون».

- جـداريـات «لـيـون» The Spectacular Murals of Lyon: يمكن رؤية هذه الجدران المرسومة على طول الطرق المزدحمة، فيما يقع جزء آخر منها داخل الطرق الصغيرة خلف الأبنية وداخل المناطق التي

لا تُرى إلا حين تُقصد.ومع ما يزيد عن 150 جدارية، سوف تتولّد لدى الزائر رغبة بزيارة مكتب السياحة في المدينة للحصول على خريطة مواقع جميع هذه الجدران!

- المتحف الغالي ـ الروماني Musée gallo-romain de Fourvière: يقع هذا المتحف فوق «ليون القديمة» مباشرةً، على مقربة من البازيلية، ويحتضن مجموعةً من أعمال الموزاييك القديمة والرومانية التي تستحقّ المشاهدة. وبعد الإنتهاء من جولة المتحف، لا تنسوا الإنتقال إلى الخارج للتجوّل في آثار المسرح الروماني  Small and large Roman theater التي تبدو كأنها لم تمسّ!

- صرح «نوتردام» الديني Basilica of Notre-Dame de Fourviere: وسط المساحات المصنّفة إرثاً هندسياً لافتاً وعلى تلّة «فورفيير»، تقع بازيلية «نوتردام» المبنيّة وفق الطراز «النيو قوطي» والتي أصبحت رمزاً لمدينة «ليون»، التي تطلّب بناؤها 18 سنة، ابتداءً من العام 1872.

- ساحة «بيل كور» The Bellecour square: تشكّل أكبر ساحة للمشاة في أوروبا وأقدم ساحة ملكية. لعبت دوراً في قلب العديد من الصراعات خلال الثورة الفرنسية وحكم نابليون. تقع في المستديرة الثانية، وتحتضن «الحصان البرونزي» وهو نصب شهير يمثّل لويس الرابع عشر ويعتبر مكاناً للقاءات بأشكالها كافّة، كما الإحتفالات.

- فندق المدينة Hotel de Ville: بني في العام 1646، وتمّ تجديده تباعاً، واستعملت ألوان لمّاعة في طلائه. يقع في «ساحة دي ترو» Place des Terreaux ويمكن مشاهدته بسهولة، كما الإشراف على «متحف الفنون الجميلة» و«دار الأوبرا» في محيطه.

- ساحة «جاكوبان» Place des Jacobins: إنها إحدى أجمل الساحات في «ليون»، نالت اسمها من رهبان «جاكوبان» الذين استقرّوا في القسم الجنوبي منها. تتّخذ شكلاً مثلّثاً يعود إلى القرن السادس عشر، وسمّيت باسمها بعد الثورة الفرنسية. يتوسّطها ينبوع مياه تمّ تنفيذه في العام 1878 من قبل الفنان غاسبار أندريه، وهو مصنّف اليوم كمعلم تاريخي.

- ساحة «تيرّو» Place des Terreaux: تقع وسط «ليون»، وتحديداً في المستديرة الأولى. وهي ساحة مغلقة، مستطيلة الشكل، تحتضن من جهة قصر فندق المدينة ومن الجهة الأخرى قصر الفنون الجميلة وفي جزئها الغربي معرضاً تجارياً.تمّ تصنيفها إرثاً عالمياً من قبل «اليونسكو»، وهي مخصّصة اليوم للمشاة، ويتواجد ينبوع مياه كبير في وسطها.