يضفي سحر الشواطئ والغابات وروعة الشلالات والأنهار ميزةً خاصةً على هذه البلاد، ما يجعلها وجهةً سياحيةً مثاليةً لهواة الطبيعة. «سيدتي» تدعو قارئاتها إلى جمهورية «غويانا» Guyana التي تختبئ في أحضان أميركا الجنوبية، فإلى هناك.
تتمتع «غويانا» بمناخ استوائي حار، رطب ومعتدل بسبب الرياح الشمالية الشرقية التي تهبّ في اتجاه الجنوب الغربي. ويمكن تمييز فصلين ماطرين، هما: الأول، يبدأ من مايو (أيّار) ويستمر حتى منتصف أغسطس (آب)، والثاني يبدأ في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) ويستمر حتى منتصف يناير (كانون الثاني).
أبرز النشاطات
تتمحور غالبية النشاطات في «غويانا» وسط الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها هذه البلاد، وأبرزها:
- اكتشاف شلالات المياه والأنهر، وأبـــرزهــا: شــــلالات «كــايــتــور» Kaieteur التي تختبئ في أعماق «الأمازون» ونهر «بوتارو» Potaro ذي عمق 220 متراً والذي يقدّم لزوّاره مشهداً رائعاً. وفي الموازاة، تعدّ شلالات «كانيستر» Canister التي تصبّ في نهر «اسكيبو» Essequibo وشلالات «ايتابرو» Itabru وشلالات «فريديرك ويلام الرابع» King Frederick William Falls الــتــي تــصــبّ في نهر «كوروني» Coeroeni، من بين المواقع المدهشة أيضاً.
ومن جهة ثانية، يشكّل شلال «كوكنام» Kukenaam Falls الذي يرتفع 2000 قدم، من بين الشلالات الخمسة عشرة التي يتمّ القفز منها في العالم، ويصبّ في أحد متفرّعات نهر «أرابوبو» Arabopo.
- الشواطئ: يعتبر شاطىء «بارتيكا» Bartica Beach أشبه بمدينة صغيرة تقع في منطقة «اسكيبو» Essequibo ويشكّل بوابة العبور نحو داخل «غويانا». وهو مثالي للسباحة على طول حدوده الشمالية، ويرتاده سكان المدينة في أيّام الحر وينظّمون فيه الإحتفالات التي تستمر حتى ساعات الصباح الأولى.
وبالمقابل، يعدّ شاطئ «هامبورغ» Hambourg الواقع على جزيرة «تايغر» Tiger Island الخاصّة مثالياً لإقامة الحفلات الخاصة أو لتناول الطعام برفقة العائلة والأصدقاء. يزوره حوالي 15000 شخص سنوياً، وُينطّم فيه نهار الإثنين الأول من أغسطس (آب) في كلّ عام، احتفالاً رائعاً لمناسبة عيد تحرير «غويانا».
ويـعـتـبـر شـاطـئ «سـاكـسـكـالـي» Saxacalli الواقع على الضفة اليسرى من نهر «اسكيبو» Essequibo مكاناً ذائع الصيت، يستقطب الزوار الراغبين بالسباحة وقضاء أوقات مميزة على أحد أجمل الشواطىء الداخلية في «غويانا».
أمّا السفر إلى الساحل الشمالي الشرقي للأطلسي في «غويانا»، داخل منطقة «بارما وايني» Barima Waini في «شل بيتش» Shell beach فيشكّل متعةً حقيقيةً، إذ أن هذا الجزء الذي يمتدّ 90 ميلاً على الساحل غير المأهول، يعرف كوسط لصنع أعشاش أربعة أنواع من السلاحف البحرية النادرة. وتشكّل هذه المنطقة نظاماً بيئياً فريداً يشمل غابات أشجار «المانغروف» والمستنقعات في داخل الغابات والسهول العشبية التي تحوط الأطلسي وتشكّل ملجأً لبعض الحيوانات والطيور التي تعتبر الأكثر غنى في «غويانا». أمّا النظام البيئي لشاطئ «شل» Shell فقد بقي محمياً على مدى السنين، بسبب غياب المستعمرات الكبيرة على طول الشاطئ وفي المناطق المجاورة، وذلك نتيجة صعوبة الدخول إلى هذه الأخيرة، رغم تمكّن بعض المجموعات الهندية الأميركية من بناء مساكن لها في المنطقة الأكثر اتساعاً.
وفي حال كنتم تبحثون عن ممارسة بعض النشاطات الرياضية المسلية فننصحكم بالتوجّه إلى شاطىء «بربايس» Berbice Beach الواقع شمالي «كوريفرتون» Corriverton في داخل القرية التي تحمل الرقم 63 على «كورنتين» Corentyne: إنه شاطئ كثير الحركة، يزوره حوالي 3000 زائر أسبوعياً، يمتدّ على طول 10 أميال ويمرّ في ما يزيد عن 12 قرية، ويقدّم إمكانية ممارسة الكرة الطائرة و»الكريكيت» والسباحة والإسترخاء وصيد السمك...
- السهــول العشبـيــة: تــعرف باسـم «روبــونـوني سـافـانـا» The Rupununi savannah، وتشكّل أحد الأماكن النادرة في العالم التي لم تمسّ، وتشمل سهولاً خضراء وأراضي جبلية مسطّحة. تقع في جنوب «غويانا»، بين نهر «روبونوني» Rupununi والحدود البرازيلية. تنبسط على مساحة طبيعية استثنائية، تكثر فيها الحيوانات البرّية، كما تحتضن 500 نوع من الطيور و1500 نوع من النباتات وما يزيد عن 400 نوع من الأسماك و120 نوعاً من الأفاعي و105 أنواع من الحيوانات «اللبونة» ومن بينها الفهود التي ترفرف فوقها النسور عالياً. وفي هذه المنطقة، يمكن للزائر التعرّف على القرى التي تقطنها القبائل الهندية ـ الأميركية، واكتشاف الحياة البرّية عن كثب.