لم تلفت الممثلة التركية المميّزة إيجا بنجول المولودة في اسطنبول عام 1974، وخريجة معهد الكونسرفاتوار الدولي للمسرح التي حالفها الحظ، فعملت مبكراً وبسرعة في مسرح (دورمان)، أكبر وأعرق مسارح اسطنبول، وقدّمت فيه أهمّ المسرحيات الراقية، أنظار جمهورها العربي حين عرضت لها قناة mbc أول مسلسلاتها المدبلجة «حدّ السكين»، ولا حين عرض عملها الثاني «ندى العمر» الذي قدّمت فيه دور فاتن والدة نهال، لكنّ النجاح الجماهيري العربي والتركي الأكبر، حصدته بمسلسلها الأخير والأشهر «على مر الزمان» الذي يعرض الجزء الأول منه عربياً، والجزء الثالث في تركيا حالياً، إثر نجاحها المتصاعد بدور جميلة من جزء درامي لآخر. التقتها صحيفة «حريت» التركية بحوار شيّق وسريع رصدته «سيدتي التركية» حول بداياتها المسرحية، وسرّ قبولها السريع لمسلسل «على مر الزمان» ورأيها بقصة العمل وإحساسها بشخصية ومشاعر «جميلة».
ما أهمّ أعمالك المسرحية؟
كنت محظوظة بأن تكون بداياتي مسرحية، لأنني من خلالها استطعت تطوير موهبتي وإبرازها بشكل عميق وراق، أهّلني للسينما والتلفزيون. وقدّمت في المسرح التركي أعمالاً عديدة حقّقت نجاحاً جماهيرياً، ونلت على بعض منها «جائزة أفضل ممثلة مسرحية»، خاصةً مسرحيتيّ «أحتاج بيكاسو» التي عرضت لفترة طويلة و«الوجه الشاحب للنهر».
صارت الدراما التركية اليوم تستعين أكثر من السابق بنجوم انطلقوا من المسرح مثلك ومثل بولنت آينال وأركان بتككيا، لماذا؟
في الماضي، كان معظم مخرجي ومنتجي الدراما يتجنّبون الممثلين المسرحيين؛ لظنّهم بأنهم يبالغون جداً في أدائهم على الخشبة، وكانوا بالطبع مخطئين برأيهم هذا، واليوم بعد أن تغيّر كل شيء في العالم حتى فنون السينما والتلفزيون والمسرح، تغيّر هذا الرأي وصار من الماضي. وجراء هذا التغيير، ولدت قناعة لدى المخرجين والمنتجين بأن الممثل المسرحي موهوب وبسيط وطبيعي وحقيقي قادر على أداء أي شخصية تسند إليه في التلفزيون أو في السينما. وبعد أن أثبت بعضنا هذه القناعة ورسخها أكثر، زاد الطلب على الفنانين المسرحيين في الدراما التركية.
قصة بسيطة جداً
وأنت بعد أن نجحت بالفنون الثلاثة: المسرح والتلفزيون والسينما أي منها أهمّ لديك كممثلة؟
لقد اشتهرت وأثبت نفسي كممثلة على خشبة المسرح أولاً، ورغم نجاحي السينمائي والتلفزيوني الكبير تظلّ للمسرح مكانته عندي كأساس حقيقي للفن.
ما هو سبب قبولك السريع للمشاركة ببطولة المسلسل الاجتماعي «على مر الزمان»؟
لم أبدِ رأيي الحاسم قبل استلام حلقات الجزء الأول منه، وبعد انتهائي من قراءة حوالي 15 حلقة منه، أسرتني وأعجبتني بحبكتها وتسلسل أحداثها الشيّق، وأحسست بأنني لا بدّ أن أشارك فيه، وكان رفضي لصورة المرأة الضعيفة في الدراما وراء موافقتي الفورية على أداء شخصية جميلة القوية.
إذاً، أعجبتك قصته من القراءة الأولى؟
نعم، رغم أنها قصة بسيطة جداً، لكنها حقيقية بأحداثها الاجتماعية.
القبطانة الحقيقية
وما رأيك بشخصيات أبطاله؟
كل شخصية في مسلسل «على مر الزمان» مهمّة، ولها وزنها الدرامي، وعمقها، وخصوصيتها، خاصةً: شخصية جميلة التي أؤدّيها بفخر وسعادة.
من كان أهمّ عنصر أسهم في نجاحه؟
بالنسبة إليّ شخصياً، سعدت جداً بعملي مع القبطانة الحقيقية لـ«على مر الزمان» مخرجته زينب جوناي التي بفضل تواضعها الكبير معنا، وحرصها على إنصافنا كلنا نحن الممثلين الكبار والصغار بدون تمييز أو استثناء، وعدم سماحها لفنان بأن يطغى حضوره على الآخر دون وجه حق أو مبرّر، وتعاملها مع النص ومع المتلقي للعمل بحساسية بالغة الشفافية، جعلها تنجح إلى حدّ فاق كل التوقّعات بإبراز مشاعر الأبطال الإنسانية الحقيقية، وهذا سبب سعادتي بالعمل معها، وسبب استعدادي للعمل معها مرة أخرى.
ضقت ذرعاً من هؤلاء
هل أنت راضية عن دورك بشخصية جميلة؟
مؤكّد، لأني ضقت ذرعاً من المخرجين الذين يصوّرون المرأة دائماً على أنها الضعيفة والضحية والمسكينة، وأعجبني «على مر الزمان» الذي بالرغم من أن أحداثه تقع في حقبة السبعينيات، إلا إنه أظهر المرأة في عدة شخصيات قوية وليست ضعيفة أبداً، حيث قاومت جميلة ما تعرّضت له من خيانة وظلم، ووقفت بوجه زوجها والمجتمع، ونهضت على قدميها بمفردها وربّت أولادها دون مساعدة من أحد. وبفضل دوري هذا وعملي هذا، فزت بـ«جائزة أحسن ممثلة تركية» لعامين متتاليين 2011 و2012 عن الموسمين الأول والثاني منه.
حوار خاص مع جميلة بطلة "على مر الزمان"
- مشاهير العالم
- سيدتي - سميرة حسنين
- 01 ديسمبر 2012