ينصَبّ تركيز الأطفال على أنفسهم، في الصغر؛ فهُم مخلوقات أنانية، وتحب نفسها، إذا أصبنا التعبير، لكن ذلك يكون بتغذية تصرفاتهم من قِبل الكبار، الذين عليهم توخّي الحذر، واتباع نصائح الخبراء والمتخصصين، لتربية أطفال كرماء يجيدون التعاطف والاهتمام بالآخرين.
يتعلم الأطفال السؤال عن الأشياء التي يريدونها في وقت مبكر جداً من تطورهم، ولكن مع نُضْجهم، يصبح من الضروري أيضاً أن ينظروا خارج احتياجاتهم الخاصة، ويبدأوا في الاستجابة بشكل أكثر لاحتياجات الآخرين.. ويلعب الآباء دوراً كبيراً في مساعدة الأطفال على تعلُّمهم تطوير الكرم، سواء من خلال التشجيع أو القدوة.. فيما يلي بعض المبادئ التوجيهية التي يجب وضعها في الاعتبار لتربية أطفال كرماء.
شجعيهم على التعاطف مع الآخرين من خلال مواقف معينة
يبدأ الكرم بالتفكير فيما يشعر به الآخرون.. الأطفال أنانيون بطبيعتهم، ولكن يمكن للوالدين تنمية التعاطف، من خلال مساعدة الأطفال على تخيُّل كيف يشعر الآخرون.. يمكن أن تتواصلي مع طفلك يومياً في هذا الإطار، قولي له مثلاً (كيف شعرت بأخيك عندما أخذت لعبته؟) أو يمكنك البحث عن مناسبات للتعاطف، مثل: المشاركة في حملة الطعام أو الملابس.. إن اختيار شيء خاص لإعطائه لشخص ما في عمره، سيجعل الأطفال يشعرون بأنهم أكثر إنسانية، وحباً للكرم.
5 نصائح تساعدك على تعليم أولادك تنظيم الوقت والتفوق خلال فترة الدراسة
قومي بالثناء على أفعاله الإنسانية الكريمة
من الطبيعي أن يقوم الأطفال بأشياء لطيفة للآخرين من وقت لآخر.. إذا لاحظتِ لفتة لطيفة، مثل: مشاركة لعبة، أو مناصفة الحلوى، أو إطعام أحدهم قبل أن يأكل، أو تقديم مجاملة، أو المساعدة في حمل البقالة؛ فامدحي طفلك على هذا السلوك.. إن الاعتراف الإيجابي بشيء ما، يجعله أكثر رغبة للاستمرار في القيام بذلك.
كوني مثالاً له في تصرفاتك
منذ اللحظة الأولى التي يولدون فيها، يتطلع الأطفال إلى والديهم للحصول على إشارات حول كيفية التصرف.. إن التحدث مع الأطفال حول رد الجميل أمرٌ مهم، ولكن تقديم مثال للكرم في حياتك الخاصة– ومنها زيارة مسن في العائلة، والتطوع في معرض المدرسة، والمساهمة في الأطباق في عشاء كبير- يُظهر للأطفال أنك تفعلين ما تعلمينهم إياه.
دعيه يشاركك في نشاط لمؤسسة خيرية
يمكن للأطفال المشاركة في عملية رد الجميل، عن طريق اختيار مؤسسة خيرية للعائلة للتبرع لها.. إذا اختار كلُّ فرد من أفراد الأسرة قضية لدعمها، مهما كانت متواضعة؛ فيمكنه بدء محادثة مع طفلك حول ما يقدره كل شخص.. إن دعم مؤسسة خيرية أيضاً، يجعل الأطفال يشعرون بالفخر، وقد يعتبرونه تقليداً عائلياً جديداً؛ خاصة إذا كان توقيته في عطلة نهاية يوم السنة الجديدة، أو الأعياد الأخرى.
علمي طفلك أن الكرم يمكن أن يحدث كل يوم
في كثير من الأحيان، عندما نفكر في الكرم، يكون ذلك من حيث تقديم الهدايا أو العمل التطوعي.. ولكن الكرم يمكن أيضاً أن يكون جزءاً تلقائياً من يومك.. دعي الأطفال يعرفون أنه من الجيد دائماً البحث عن طرق بسيطة لإحداث فرق إيجابي في يوم شخص ما، مثل: المساهمة في تسريع الأعمال المنزلية للإخوة، أو التعامل بلطف مع شخص ما بعد ارتكابه لخطأ ما.
شاركي طفلك مواهب أصدقائك
أفضل هدية أن تطلبي من طفلك مشاركة أصدقائه في مواهبهم، مثل: عازف كمان يدربه عليها، أو رسام يدربه على إمساك الريشة والإبداع بالألوان، أو حتى الرقص أو القراءة.. وبعد أن يشارك طفلك في أحد هذه الأنشطة، اسأليه إذا كان بإمكانك الجلوس معه، أو إذا كان يرغب في إخبارك عن يومه، ومن خلال المحادثة، دعي طفلك يفهم كيف يسعد الآخرين بمواهبه، ثم شجعيه على التفكير في الأنشطة المفضلة لأصدقائه، وكيف يشعر طفلك عندما يشاركه شخص ما نشاطه المفضل.
انشري السعادة في البيت
يمكن أن يكون صنع البطاقات والهدايا الصغيرة أمراً ممتعاً للأطفال، كما أن تقديمها للأشخاص من حولهم، يمكن أن يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من شيء أكبر.. سواء أكانوا جيراناً أو معلمين، أو حارس البناية أو المعلم؛ فإن الاعتراف بهم يقوي الروابط ويذكّر الأطفال بتقدير الأشخاص الموجودين في حياتهم.
شجعيه لمشاركة وقته مع الآخرين
إن تشجيع طفلك على مشاركة وقته مع الآخرين، سيساعد في منحه استراحة من التكنولوجيا، وتذكيره بالتواجد في اللحظة الحالية، وتطوير تقدير أكبر للشخص الذي يعيش معه.. ورغم أن طفلك قد يكون لديه وقت روتيني ومحدد مع الأصدقاء والعائلة، يمكنك تعزيز فهم ما يعنيه أن تكون كريماً مع الوقت من خلال المحادثة، واضربي له مثلاً عندما تستغل صديقتك إجازتها لمساعدتك في أداء واجبك المنزلي.. وكيف كتبتِ رسالة شكر لها.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.