علمياً لا يوجد اضطرابٌ طبيٌّ مُحدَّدٌ مسؤولٌ في أكثر من 95% من حالات كثرة بكاء الطفل في عمر 6 سنوات، ومعظم الأسباب يرجع إلى شخصية الطفل التي تظهر ملامحها في هذا العمر؛ فنراه يسعى لتلقي المديح على أدائه الدراسي، ويفرح للأشياء الجيدة التي يفعلها، ويرحب باكتساب مهارات جديدة، ويشعر بالقلق لمجرد فكرة الابتعاد عن والديه.
وللتعرف إلى أسباب كثرة بكاء الطفل في عمر 6 سنوات، على الآباء إدراك سمات الطفل في هذا العمر، و الحاجات التي تؤثر فيه- داخل المنزل أو خارجه-، بجانب الاطلاع على مخاوف الطفل واحتياجاته، وفي ضوء كل هذا يمكن التعرف إلى أسباب كثرة بكاء الطفل، وطرق التعامل معه.
اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية للشرح والتوضيح.
سمات الطفل في عمر 6 سنوات
- يبدأ طفل السنة السادسة في اختبار حدوده مع ذويه، وتظل لديه الرغبة في أن يرضيهم ويساعدهم، ويسعى الطفل لتلقي المديح على أدائه الدراسي، أو على الأشياء الجيدة التي يفعلها، كما يحاول في هذه السن أن يكتسب مهارات جديدة.
- يحتاج الطفل من والديه أن يشيرا إلى ما أحسنَ فِعْله وأن يتم مدح مجهوده أكثر من النتيجة التي وصل إليها، ولكن اجتنِبا المديح الزائد واحرِصا على أن تُعرّفاه بأنه مُميَّز، وكذلك الآخَرون.
- يتعلم الطفل كيفية تكوين الصداقات، ويتعلم كيفية اتباع القواعد الاجتماعية، كما يبدأ التفكير في إظهار تقدم ملحوظ، والطفل في هذا العمر يشبه الإسفنج الذي يمتص كل ما يدور حوله من خبرات منذ الولادة، ثم يرجع ليسترجعه بعد عمر الست سنوات.
- سلوكيات الطفل وتصرفاته ونمط تفكيره في هذا العمر، يكون ناتجاً عن الخبرات التي تعرض لها سابقاً، و تظهر بدايات تعلم التفكير المنطقي الأوسع، و يتضح لديه أيضاً تطور النمو العقلي أيضاً.
- يتسم الطفل بالخيال المتسع. يتخيل نفسه بطلاً، وقد يلجأ بعضهم إلى تأليف القصص والشعر، مع اكتمال ملامح اكتمال شخصية الطفل المتمردة، وقد يبدأ في إظهار تقلب تام في الشخصية، وعلاقة الوالدين بالطفل تحدد مسار هذا الانقلاب.
أسباب كثرة بكاء الطفل في عمر 6 سنوات
- البكاء بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل؛ نتيجة مشاكل عائلية منزلية أو مشاكل في المدرسة.
- بسبب الإرهاق والجهد والتعب بشكل زائد عن الحد، وقد يرجع لتغيير مكان النوم، كالنوم في غرفة جديدة أو خارج المنزل.
- بسبب مشاهدة أفلام مخيفة؛ تتضمن مشاهد قتل أو عنف أو أشباح أو وحوش.
- الإصابة بالمرض أو الحمى، الحرمان من النوم، وربما لاستخدام بعض الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
وبطبيعة الحال. هذا البكاء يكون مُجهِداً للأبوين، ولكن الطفل في نهاية المطاف يهدأ ويتوقَّف عن البكاء من تلقاء نفسه.
وهناك أسباب أخرى عديدة لكثرة بكاء الطفل في هذه المرحلة العمرية؛ أبرزها ما يلي:
نوبات البكاء للخوف
وهي نوبات فجائية من الخوف تحدث أثناء نوم الطفل، فيجلس في سريره ويبدأ بالصراخ، ويبدو خائفاً ومرعوباً، وقد يبكي بشدة، وبعد عدة دقائق يهدأ ويعود لنومه.
وهذا البكاء الليلي للطفل في عمر 6 سنوات، يعتبر نادر الحدوث، حالة تحدث عند 3-6% من الأطفال بعمر 4-12 سنة، وعند 5-15% من الأطفال بعمر 4-6 سنوات.
ويصاب الطفل بنوبة واحدة من هذا الرعب الليلي، أو عدة نوبات خلال حياته قبل أن تتوقف بشكل كامل، وقد يستمر تكرارها حتى سن المراهقة.
وهي تصيب الذكور أكثر قليلاً من الإناث، وفي 80% من الحالات يكون هناك أكثر من طفل يعانون من هذه المشكلة في العائلة الواحدة.
الصرخة الليلية للطفل أثناء النوم
البكاء لأنه طفل حساس ويتأثر من أقل شيء
يتسم بعض الأطفال بالحساسية الشديدة، التي تجعلهم يتأثرون بشدة تجاه بعض الأمور، تجدين الطفل يبكي من أتفه الأسباب، مما يتسبب له في حدوث بعض المشاكل الاجتماعية خاصة مع أصدقائه.
لهذا يحتاج هذا الطفل لمعاملة خاصة، فقد يحتاج للجلوس بمفرده عند التعرض لأمر تسبب في مضايقته، ليستطيع إعادة شحن طاقته مرة أخرى.
التعامل مع هذا الطفل بحرص شديد، وإظهار التعاطف عند شعوره بالضيق بسبب ما حدث له بالمدرسة، أو لتعرضه لبعض المشاكل، حتى لا يشعر الطفل بالإحباط.
الطفل شديد الحساسية كثير الاعتذار؛ لاعتقاده بأنه ارتكب خطأ ما في حق المحيطين به، لذلك يجب على الوالدين قبول اعتذار الطفل، حتى لا تتأثر نفسيته سلبياً ويبكي.
يجب على الوالدين شراء حيوان أليف للطفل، حيث يؤثر ذلك بطريقة إيجابية في نفسيته، ويساعده على زيادة الشعور بالهدوء والحب، والأمان.
وكل الحذر من استخدام العقاب الشديد لينهي بكاءه، مثل الضرب، والصراخ، والتي تؤثر سلبياً في نفسية الطفل، وتجعله يصرخ ويبكي أكثر وأطول مدة.
طرق للتعامل مع كثرة بكاء الطفل
إظهار الدعم النفسي للطفل
يجب على الوالدين الاهتمام بحزن الطفل، والتساؤل عن سبب بكائه، من خلال طرح الأسئلة عليه، وقد يظل الطفل يبكي بعض الوقت، قبل أن يتحدث عن السبب، لذلك يجب على الأب أو الأم أن يكون صبوراً ويستمع له.
مساعدته على الوقوف ضد المعتدين عليه
قد يبكي الأطفال الحساسون جداً نتيجة تعرضهم لموقف أو سماع كلمة من أحد زملائهم بالمدرسة، لذلك يجب على الأم أن تعلم الطفل ألا يخاف من أحد، وأن يتسم بالشجاعة ويثق بنفسه، وأن ينشىء صداقات مختلفة مع أشخاص يحبونه.
*ملاحظة من"سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.