يُولد بعضُ الأطفال بذكاءٍ وفطنةٍ أكثر من غيرهم، ويتميّزون بخصائص ومزايا تفرّقهم عن باقي الأطفال وبشكل أكبر من عمرهم؛ فمنهم من يتميز بمهاراتٍ لغويّةٍ وآخر شغوف بالمواد التعلّيميّة، وثالث له أسلوبه المميز في التعاملات والسلوكيات الاجتماعية، وعلامات أخرى كثيرة يستطيع الوالدان بها الاستدلال على ذكاء طفلهم وقياسه.
التقرير التالي يستعرض بالتفصيل علامات ذكاء الطفل في عدة نواحٍ، وطرق الآباء لتنمية هذا الذكاء. اللقاء والدكتورة محاسن الضوي أستاذة الصحة النفسية والإرشاد النفسي.
مهارات التّعلُّم للطفل الذكي
- القدرة على التّعلّم بسرعةٍ وبكفاءةٍ عالية، والقدرة على اكتساب المعلومات والمهارات من دون مجهود.
- البحث المستمر عن المعلومات، وميوله إلى موضوع ما؛ كالحشرات أو الحيوانات أو الفضاء واهتمامه به.
- القدرة على إثارة أسئلةٍ تُظهر فهماً واستيعاباً كبيرين.
- امتلاك كمٍّ هائلٍ من المعلومات عن العالم المُحيط به أكثر ممّا كنت تعتقدين.
- ذاكرة قويّة وقدرة على استرجاع معلوماتٍ رآها أو سمعها في السّابق.
- الرغبة الدّائمة بقراءة الكتب والقصص وتفضيل القراءة على الألعاب والأنشطةِ الأخرى.
- يمتلك تفكيراً إبداعياً، ويحبّ حلّ المشكلات واكتشافها على طريقته الخاصّة وبمفرده.
المهارات اللّغويّة للطفل الذكي
- اكتساب الأطفال الأذكياء لمهارة الكلام واستيعاب ما يتم سماعه في وقتٍ مُبكر عن مُعظم الأطفال الذين يصلون له عند بلوغهم الثّانية من عمرهم، ويُعد علامة أو مقياساً على ذكاء الطفل من النّاحية اللّغويّة.
- معرفته بكلمات كثيرة وقدرته على حفظ كلماتٍ جديدةٍ بسرعة، بجانب السّرعة في الكلام، واستخدامه المبكّر لجملٍ معقّدة بقواعدها السّليمة.
- تعلّمه السّريع لقراءة الكلمات قبل دخوله إلى المدرسة.
- استفساره المتكرّر عن الكلمات الّتي يسمعها، ورغبته في سماع إجابةٍ مقنعة، بجانب قدرته على فهم أحاديث الكبار والمشاركة معهم.
- قدرته على تغيير اللّغة وأسلوب الكلام بناءً على من يتحدّث معه؛ فالكلمات معقّدةٍ وفصحى عند تحدّثه مع الكبار، والأسلوب بسيط عند تحدّثه مع صغار السّن.
المهارات السلوكيّة للطفل الذكي
- الطّفل الذّكي يكون ناضجاً عاطفيّاً وسلوكيّاً أكثر من غيره من الأطفال، ويُظهر مشاعر وردّات فعلٍ تجاه أمورٍ محدّدةٍ لا يهتمّ بها غيره من الأطفال، ومن النّقاط الّتي يُمكن أن تبحث عنها في طفلك الذّكي هي:
- مستوىً عالٍ من النّشاط؛ فالطّفل الذّكيُّ لديه طاقة كبيرة للاستكشاف والحركة والتّحدّث والسّؤال من دون تَعبٍ أو ملل.
- مقدرته على التّفكير والتّحدّث بسرعة؛ فتجده يتحدّث بسرعةٍ ليتماشى مع المَعلومات والأفكار الّتي تخطر بباله بسرعة، كما تجده ينزعج من الأشخاص الّذين يتحدّثون ببطء. لمهاراته القياديّة.
- مقدرته على اللّعب والاندماج مع الأطفال الأكبر عمراً؛ لأنّ مهاراته الفكريّة أكبر من عمره، بجانب استمتاعه بقضاء وقتٍ بمفرده من دون أن يَملّ.
"6" خطوات لتنمية ذكاء الطفل
أولى الخطوات.. محافظة الأم على صحّتها خلال فترة الحمل
والتي تنعكس بشكل إيجابي على الطفل؛ لذلك من الضروري أن تحرص الأم على تجنُّب كافة الأمور التي تؤثّر سلباً على صحَّتها وصحّة طفلها.
مثل تجنُّب تناول بعض الأدوية، والابتعاد عن أيّة عادات مضرّة، حيث أثبتت الدراسات أنّ التدخين-مثلاً- يجعل الطفل أكثر عرضةً لصعوبات في التعلّم وتحديداً القراءة، بالإضافة إلى انتهاجه بعض السلوكيات العدوانية غير المفهومة.
تحفيز قدرات الطفل أهم الأساليب المتّبعة لتنمية ذكائه، حيث إنّ إخباره بقدراته ومهاراته، والتركيز على جهوده المبذولة في عملٍ ما بدلاً من التركيز على النتائج يُساهم في تطوير قدراته الذهنية.
وقد أظهرت دراسة بجامعة ستانفورد أنّ الأطفال الذين يتمّ إخبارهم بأنّهم أذكياء يحصلون على درجات ذكاء أعلى من زملائهم.
تنمية القدرات العقلية للطفل
ثاني الخطوات.. التفاعل مع الطفل
حيث أظهرت العديد من الدراسات أنَّ التعبير عن الحب للطفل، واحتضانه، والتفاعل معه، واللعب معه، له تأثير كبير على تنمية ذكائه.
حيث يُوفِّر هذا النّوع من الترابط العاطفي بين الأهل والطفل أساساً قوياً لتنمية مهارات التفكير لديه، كما تُشكّل الاستجابة لأفعاله قاعدةً آمنةً لاستكشاف العالم من حوله؛ والأطفال الذين يفتقدون هذا النوع من العلاقات يتأثّر نمو أدمغتهم سلباً، وقد يُعانون من مشاكل نفسيّة ويكونون أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب.
ثالث الخطوات.. التغذية الصحية للطفل
يُصبح الطفل في مرحلة معيّنة من عمره جاهزاً لتناول كافّة أنواع الأغذية، وفي هذا الوقت يجب أن تحرص الأم على تزويد طفلها بكافة أنواع الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائيّة.
والتي تحوي الفيتامينات والمعادن الضرورية لنموّ جسم الطفل بشكل صحي، ونموّه العقلي والمعرفي بشكل سليم، ومن الأمثلة على الأغذية الصحيّة والمفيدة للطفل: البيض، والخضروات الورقيّة، والفواكه، والمكسّرات، والبذور.
رابع الخطوات.. التأديب الإيجابي للطفل
بمعنى ان يحرص الأهل على استخدام الأساليب التأديبّية الإيجابيّة؛ فعندما يخطئ الطفل أو يتصرّف بطريقة غير لائقة أو محرِجة أمام الآخرين،
يجب استخدام طرق وأساليب تضع حدوداً وقواعد بسيطة وواضحة للطفل وبما يتناسب مع عمره، وتوضِّح له بنفس الوقت العقاب الذي سيترتَّب عليه عندما يتجاوز هذه الحدود، دون استخدام أساليب التخويف أو العنف.
خامس الخطوات.. تشجيع الطفل على القراءة
والتي تمنح العديد من الفوائد للطفل؛ فتنمية حب القراءة لديه في عمر مبكِّر سيُساعده بشكل كبير على تنمية ذكائه مستقبلاً من ناحية.
كما ستجعله مستعدّاً بشكل جيد لتلقّي المعرفة من ناحية أخرى؛ حيث إنّ القراءة ستُساعده على فهم العديد من العلوم المعقّدة، مثل: الرياضيّات، والعلوم، والهندسة، والفيزياء، وغيرها من العلوم الأساسيّة التي تجعل حياته أكثر إنتاجيّة.
سادس الخطوات.. تجنُّب الألعاب الإلكترونية
تُشير إحدى الدراسات العلمية الصادرة عن جامعة واشنطن، إلى أنّ الألعاب التقليديّة تُساهم في تطوير النمو المعرفي للطفل؛ كاللعب بالمكعبات.
بينما تُعدّ الألعاب الإلكترونية من الألعاب التي تُثبّط الذكاء وتُعوق التفكير الإبداعي لديه، على الرغم من أنّها قد تُشعره بالمرح والمتعة وتَلفت نظره وانتباهه بشكل كبير، إلاّ أنّها هي من توجّه الطفل وتتحكّم به بدلاً من أن يتحكّم هو بها، والعلاج يتمثل في إشراف الأم أو مشاركتها للطفل في التعريف بإيجابيات الأجهزة الإليكترونية.
*ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب نفسي.