الطفل في هذا العمر يكون عجينة لينة مادة خاماً تستقبل بهدوء كل ما يُقدم لها، وما سيغرزه الآباء في تلك التربة الخصبة سوف يجنون ثماره اليانعة والطيبة عاجلاً أم آجلاً، وقبل كل هذا هناك بعض الخطوات التي يجب أن يتخذها الآباء من أجل تهيئة طفل سليم عقلياً وبدنياً، له القدرة على الإنتاج والإبداع يتمتع بالذكاء والانتباه.
وفي التقرير التالي سنتعرف إلى تلك المهارات التي ينبغي أن تعلمها الأم ويكتسبها الطفل في عمر 3 سنوات. اللقاء والمرشد التربوي والاجتماعي الدكتور جمال عبد اللطيف للشرح والتوضيح.
علّميه قيمة الوقت
يجب تعريف الطفل على الوقت والزمن وإدراك أهميته، ويكون ذلك من خلال إعطاء الطفل مهمات يومية ويتم تحديد مدة زمنية معينة له لإنهاء تلك المهمة، في البداية سيواجه صعوبة، ولكن مع تكرار الأمر سيكون أكثر قدرة على إنجاز مهمته في الوقت المحدد، وعندما ينجح عليك أن تشجعيه وتفردي له الهدايا المحفزة، وإذا أخفق لا تقسي عليه، وأخبريه بتكرار المحاولة.
علّميه الرسم والتلوين
يتعلم الطفل في هذه الخطوة مهارات يدوية، تمكنه من استخدام حاستي اللمس والنظر، ويتم ذلك بإعطائه ورقة وبعض الألوان، ويقوم باستخدام أصابع يديه في التلوين، مع مراعاة عدم الخروج من حدود الرسمة.
تقديم أنشطة تتضمن اللعب بالصلصال، وتشكيل أشكال به، ونقل أشياء بالملقط أو المعلقة من مكان لآخر، وفتح الأقفال وغلقها وغيرها من الأنشطة اليدوية.
التوازن بين حاسة البصر وحركة اليد، والتنسيق بينهما من خلال ألعاب تحتاج إلى الاثنين مثل المكعبات أو إدخال أشكال معينة في ثقوب خاصة بها وهكذا.
علّميه كتابة اسمه
تعليم الطفل كتابة اسمه حتى قبل تعلم الحروف، تعد خطوة مهمة جداً؛ حيث تربط الطفل باللغة العربية، وتجعله يدرك أهميتها في حياته من خلال ربطها باسمه الذي يناديه به الجميع.
اكتبي اسم الطفل على شكل رسمة مفرغة يمكن تلوينها وأخبريه أن يقوم بتلوين اسمه بأقلام التلوين، تعليم الطفل كتابة اسمه بنفسه ورسمه وتلوينه بدون مساعدتك، حتى يستطيع التعرف إلى اسمه إذا رآه في أي مكان.
علّميه قواعد النظافة
في هذه الخطوة يتم تعليم الطفل مهارات النظافة الشخصية والنظافة العامة خاصة إذا كان مقبلاً على دخول الحضانة.
تعليم الطفل غسل يديه قبل الأكل وبعده، وبعد دخوله الحمام، ويكون ذلك من خلال اعتماده على ماء الصنبور أو أحد المطهرات المناسبة لاستخدام الأطفال، أو المعقمات التي يسهل حملها داخل الحقائب.
تعليم الطفل أن هناك أدوات للاستخدام الشخصي لا يمكن مشاركتها؛ مثل الفوطة، زجاجة المياه ، كوب الماء، بالطبع لا يمنع الماء عن زملائه، لكن لا يعطيهم كوبه الخاص أو زجاجته ليشربوا منها، حتى لا تنتقل الأمراض.
الاعتماد على النفس وتنظيم حاجاته
- تعليم الطفل الاعتماد على نفسه بدون مساعدة الأم، عكس سنينه الأولى؛ حيث كان اعتماده الكامل على والدته تطعمه وتقدم له الماء وتغير له ملابسه وتكون معه عند دخول الحمام.
- وفي هذه المرحلة يكون على الطفل الذهاب للحضانة، لهذا يجب أن يتعلم الاعتماد على نفسه، وجمع ألعابه، وتنظيمها في الأماكن المخصصة لها حتى يتعود على جمع أغراضه ووضعها في الحقيبة الخاصة به.
- وأن تجعليه يرتدي ملابسه بنفسه تحت إشرافك، وتشجيعه بحماس وتصفيق حار وإشعاره بأهمية ما يقوم به، بعدها أعطيه تعليمات شفهية بدون تدخلك، وكذلك الأمر مع ارتداء الحذاء.
- تعليمه الأكل بأدوات الطعام بدون تدخل منك، حتى لو أثار هذا الأمر فوضى في البداية، لكنه مع الوقت ستعتاد أصابع يده وأعصابه الإمساك بتلك الأدوات واستخدامها بشكل صحيح وفوضى أقل.
علّميه التواصل الاجتماعي
في تلك المرحلة يتعلم الطفل المشاركة والتعاون، يذهب للحضانة ويتعامل مع أطفال آخرين من نفس العمر، وسوف يحتك بهم لهذا يجب أن تزرعي فيه حب التعاون والمشاركة حتى يستطيع تكوين الصداقات.
- تعليمه كيف يتعامل إذا قام أحد الأطفال بضربه، وذلك بالشكوى للمعلم أو المسؤول، أو إنهاء الأمر بدون التطاول على الطفل الآخر.
- تعليمه بعض الألعاب الجماعية التي تستدعي أكثر من فرد؛ لأن أكثر شيء يجمع الأطفال اللعب، وتكون هذه الألعاب عاملاً مساعداً في تكوين الصداقات.
- تعلم قواعد المشاركة مثل؛ إذا استعار شيئاً من أحد زملائه يُعيدها كما كانت ويحافظ عليها، ويعوضه إذا أفسدها بدون قصد، والحرص على تذكر استعادة ما أعاره لزملائه كذلك.
علّميه الإمساك بالقلم
يتعلم في هذه المرحلة الإمساك بالقلم وبداية الكتابة، هذه الخطوة مهمة جداً؛ لأنها تكون البداية لغرز تدريس اللغة العربية داخله وربطه بها، ويكون ذلك من خلال تعليمه الإمساك بالقلم بأصابعه.
ويمكن تنقيط الحروف وجعله يسير عليها بالقلم بمفرده، ويمكن إعطاؤه نشاطاً كتابياً يومياً على ورقة لتنمية قدرة الطفل على التحكم في عضلات يديه واستخدام القلم بشكل جيد قبل دخول مرحلة الكتابة.
نصائح خاصة للتعامل مع الطفل
- إظهار المحبة للطفل وتجنّب الصراخ عليه؛ إذ يُعدّ الصراخ وسيلة دفاع خاطئة تستخدم في حال عدم نجاح جميع الطرق السابقة، ولها أضرارها على الجانبين السلوكي والنفسي للأطفال في عمر ثلاث سنوات.
- الانسجام مع الطفل في عمر ثلاث سنوات يعني صحة عاطفية جيدة، ويدفع الوالدين لمعرفة سبب السلوكيات السيئة للطفل، وبالتالي يصبحان قادريْن على تلبية احتياجات الطفل بشكل أفضل، فتتحسن سلوكياته.
- منح الطفل الاهتمام الكامل؛ على شكل فترات جلوس متكرّرة، فقد يقوم ببعض التصرّفات؛ بهدف لفت انتباه والديه، وفي هذه الحالة ينبغي على الوالدين تفهم ما يدور برأس الطفل والتحايل عليه.
- يحتاج الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات إلى العناق والاحتضان بشكلٍ كبير، وعلى الوالدين مراعاة ذلك، واحتضانه لمرّات عديدة خلال اليوم، حتى لو لم يكونا متفرّغيْن.
- من المتوقّع أن يكرّر الأطفال في عمر ثلاث سنوات نفس الأخطاء عدّة مرات، وبعض السلوكيات السيئة؛ لذا على الوالدين متابعتهم والتدخّل مبكراً، وتشجيعهم على اتّخاذ خيارات جيدة.
- يحتاج الأطفال في عمر ثلاث سنوات للمزيد من الاهتمام بمختلف الجوانب؛ كتطوير المزيد من المهارات اللّفظية لديهم؛، والتعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم الخاصّة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.