لماذا تكون المراهقة أكثر عناداً من المراهق وكيف يمكن التعامل مع عنادها؟

طريقة التعامل مع المراهقة
طريقة التعامل مع المراهقة

في مرحلة الطفولة المتأخرة عند الأطفال وحتى سن دخول المدرسة تكون الأم سعيدة وفرحة بطفلها العنيد، وتشعر بأن طفلها قد أصبح مثل الكبار لديه رأيه الخاص، ويتمسك به ويصر عليه، وتتفاخر بأن طفلها "عنيد"، ولكنها لا تقبل العناد من ابنتها الطفلة لأسباب كثيرة تربينا عليها؛ مثل ضرورة أن تطيع البنت الكبار في كل حال، ولذلك فقد اكتشف اختصاصية التربية أن البنت تكون عنيدة أكثر من الولد وأكثر من المتوقع.
تشعر البنت في مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية دخولها مرحلة المراهقة بالتفرقة في التعامل بينها وبين الولد ولذلك فهي تصبح أكثر عناداً منه، وتتساءل الأم عن طرق لتقليل هذا العناد ونصائح للتعامل معها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى أسباب حدوث العناد عند المراهقة أكثر من المراهق، ونصائح لتقليل عناد المراهقة يمكن للأم والأب اتباعها في الآتي:

أسباب عناد المراهقة أكثر من المراهق

تشعر البنت بالظلم من الوالدين


تشعر البنت المراهقة منذ صغرها بالظلم بسبب تفريق الوالدين بالمعاملة بينها وبين شقيقها الولد، وهي ترى أن الولد يكون محبوباً أكثر في العائلة، وكل هذه المفاهيم لا يمكن تغييرها عند الكثير من الآباء والأمهات رغم أن الكثيرين أيضاً قد تخلوا عنها بسبب أساليب التربية الحديثة وتغير نمط الحياة، إلا أن ذلك لا يعني أنها غير موجودة ولا تعاني منها البنات.
فالبنت المراهقة تشعر بأنها لا تأخذ كل حقوقها خصوصاً لو كانت هي الأكبر سناً، ولكن الابن الذكر يحصل على كل شيء، أو هي ترى ذلك من منظورها ولا يكون الأمر صحيحاً، ولكنها تقوم بافتعال المشاكل مع إخوتها الذكور، وترفض أي طلب يطلب منها سواء من الأب أو الأم من باب العناد، وتتعامل بغلاظة وخشونة مع كل من حولها، ولا تحاول مساعدة إخوتها الأصغر منها.
وهذه الشخصية العنيدة التي تظهر في مرحلة المراهقة تكون بسبب عدم تكون الصورة عند البنت حول دورها في المجتمع ودور الولد مثلاً، وهي تحاول أن تكون عنيدة لكي تثبت ذاتها فهي ترفض أي طلب بكل سهولة دون أن تسأل أو تناقش ولا تبدي الأسباب للرفض، وتفعل ذلك لمجرد أن تثبت ثقتها بنفسها واعتزازها بشخصيتها وبأنها صاحبة قرار وتفعل أيضاً ذلك بأن تكون عنيدة وضد التيار لمجرد المخالفة فقط.
قد يهمك أيضاً: طرق ذكية للتعامل مع عناد المراهق

نصائح للوالدين لتقليل عناد المراهقة

الابتعاد عن المعاملة القاسية

احرصي أثناء تعاملك مع ابنتك المراهقة على البعد عن المعاملة القاسية، وانقلي هذا التحذير للأب الذي يحاول أن يكون قاسياً لأنه من المفروض أن يكون كذلك، وهو يعتقد أن هذا الأسلوب الأفضل للتربية، ولكن من المهم والضروري بالنسبة للأب خصوصاً الابتعاد عن المعاملة القاسية خصوصاً أمام الآخرين، ويجب أن يحترمها الوالدان خصوصاً والبعد عن النصح والإرشاد المباشر، وفي الوقت نفسه عدم تقريعها أو استخدام ألفاظ قاسية في التعامل معها.

تقبل العناد والاحتواء

عدم الاحتواء يحولها لإنسانة منطوية ومكتئبة


يجب على الأم أن تتقبل عناد الابنة؛ بمعنى أن لا تعترض على كل ما تفعله ولا توجه لها الانتقاد بشكل مباشر مع عدم إلقاء الأوامر المباشرة لها، فكثرة إلقاء الأوامر تحول المراهقة إلى شعور سلبي؛ مثل شعورها بأنها أقل من أي فرد في العائلة، وتصاب بضغط عصبي وتنسحب من الحياة الاجتماعية، وتميل إلى العزلة والسلبية والانطوائية.
قومي باحتضان ابنتك المراهقة بكل صفاتها حتى لو كانت عنيدة كما ترين، وحاولي أن تكون قريبة منك وامنحيها التقدير والاحترام، ولا تعاقبيها وتوافقي معها بإيجاد حلول وسطية لكل الأمور والمشاكل، والحذر من أن تقومي بمقارنتها بصديقاتها أو محاولة تشويه صورتها أمامهم، بل جملي صورتها دائماً وتحدثي معها من دون تهديد وترهيب.

المراقبة بحذر

احذري توصيل إحساس المراقبة لابنتك المراهقة العنيدة، حيث ستصاب حتماً بانعدام ثقتها بنفسها، ولكن راقبيها بحذر ومن دون أن تكوني قاسية، ولا تشعريها بأنك جلاد أو حارس كما تصف الكثيرات من المراهقات أمهاتهن، وعليك أن تقللي من الاصطدام بها؛ لكي تقللي من حدة العناد وسوف يختفي بالتدريج، والمراقبة تكون بحنان وحب وتوجيه وإظهار الخوف عليها، وناقشيها وتحاوري معها لكي تشعر بالاطمئنان حين تجلس معك، وفي الوقت نفسه تعاطفي مع مشاعرها وآرائها مهما كانت، فالتعاطف يعني أن تتحدث معك من دون صراخ أو حدة، وبذلك فسوف تتعلم بالتدريج أن تتكلم بأدب وأن تبتعد عن الصوت المرتفع وفي حال وقوعها في الخطأ وجهي لها عتاباً رقيقاً ومحبباً وتجاهلي الأخطاء البسيطة.

تفريغ الطاقة فيما يفيد

من المعروف أن المراهق أو المراهقة يكون لديهما كمية كبيرة من الطاقة التي لا يعرفان كيفية وطرق تفريغها، وبذلك فهما يمتلكان وقت فراغ كبيراً قد يتحول إلى مشاكسة الآخرين، وفي حال شعور المراهقة العنيدة بأن لديها وقتاً لا تستطيع شغله فهي سوف تستغله في المشاكسة أو الصراخ لإثبات وجودها، ولذلك فمهمة الأم أن تحاول استنفاد طاقاتها، وإشغال وقت فراغها بهواية أو ممارسة رياضة ومحاولة اكتشاف موهبة مدفونة لديها عن طريق الدعم والتوجيه، وفي حال كانت المراهقة عنيدة ونتيجة للتغيرات النفسية التي تمر بها لا تستطيع أن تستقر في موهبة ما لمدة طويلة فمن واجب الأم الصبر عليها، وإظهار المرونة وعدم تركها لكي تسير في موهبة قد تضرها أو غير مناسبة لشخصيتها.

مصادقة المراهقة العنيدة

كوني صديقة للمراهقة العنيدة


صادقي ابنتك التي تمر بمرحلة عناد المراهقات، فمن الطبيعي ونتيجة لوصولها إلى النضج المبكر الذي تمر به البنات قبل الأولاد أن تكون حساسة ولديها رهافة الحس، وتبكي لأقل سبب وتشعر بجرح في مشاعرها، ولذلك فهي بحاجة لأن تكوني صديقتها الأولى والمقربة.
انقلي لها قصصاً واقعية وحقيقية من الحياة عن الصداقة الحقيقية، وكذلك احكي لها قصصاً عن رفاق السوء وكيف يستطيعون تدمير حياة أصدقائهم اللطفاء والخلوقين، وتعاملي معها كأنك في مثل سنها، ولكن لا تهملي أن تشاركيها تجاربك الحياتية وذكرياتك التي مررت بها بتجارب صعبة، وقدرتك على تجاوزها، فالمهم أن تعطيها الإحساس بأنك تحبينها كما هي فلا تنبذي صفة يمكن أن تنتهي وتختفي قريباً من ضمن صفات جميلة كثيرة لديها.