عندما يحين وقت نوم الطفل يكون التعب قد بلغ بك مبلغه، وأصبحت بحاجة للنوم والراحة والاسترخاء، ولكن الصغير لا ينام بسهولة، وغالباً ما تشتكي الأمهات ويتفقن على نفس الطقوس التي يقوم بها الأطفال، وهي ان الطفل يبالغ في طلباته عندما يحين موعد نومه، وكأنه يبتز الأم لكي ينام وهو يعرف أنها متعبة بالطبع، ولذلك فالأم تلجأ إلى أسلوب الضرب قبل النوم لكي ترغم طفلها على الخلود إلى فراشه والنوم فيه.
إرغام الطفل على النوم بالترهيب والضرب واستخدام وسائل التعنيف المختلفة، يؤدي لأضرار كثيرة على الطفل، حتى لو انتحلت الأم كل الأعذار لما تقوم به من تصرفات خاطئة، مثل شعورها بالتعب طيلة اليوم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار إلى الأضرار الصحية والنفسية على طفلك عند ضربه قبل النوم ونصائح بديلة لتنويم الطفل دون عنف كالآتي:
الأضرار الصحية لضرب الطفل قبل النوم
التعرض للأذى الجسدي
- يؤدي ضرب الطفل لإرغامه على النوم من قبل الكبار وتحديداً الأم لإصابته بالرضوض والآلام الجسدية وربما الجروح والخدوش.
- يؤدي الضرب أحياناً لاصابة الطفل بكسور في العظام وذلك لأن عظام الطفل تكون ضعيفة وهشة وسهلة الكسر والتعرض للشروخ.
- يتسبب الضرب في مكان حساس من جسم الطفل أحياناً لإصابته بالنزف الداخلي بأحد اعضائه مثل الكلى والكبد، وينام الطفل دون أن تعرف الأم، مما يهدد حياته وقد سجلت العديد من الحوادث بهذا الخصوص.
التعرض للتبول اللاإرادي
- يتسبب الضرب للطفل لإرغامه وإجباره على النوم أن يتبول في فراشه، فقد يشعر الطفل بالخوف ولا يطلب من أمه الذهاب إلى الحمام والنزول من سريره مثلاً؛ لإفراغ مثانته فيتبول في فراشه.
- يؤدي تهديد الطفل وضربه لشعوره بالخوف، وينتابه القلق والتوتر خلال نومه وحين يخلد إلى النوم بعد فترة طويلة من محاولة الاستغراق فيه فهو يتبول على نفسه، لأنه يكون قد امضى فترة طويلة محاولاً السيطرة على نفسه.
- يتسبب الضرب أو التعنيف برد عكسي من الجسم، حيث يعبر عن رفضه لما يتعرض له بالتبول في الفراش وهذا من أهم أسباب التبول اللا إرادي عند الأطفال التي يجب إغفالها إلى جانب الأسباب العضوية.
تابعي أيضاً: التبول اللا إرادي عند الأطفال
التعرض للتأخر الحركي والعقلي
- يتعرض الأطفال الذين يعانون من الضرب قبل نومهم لمشكلات عقلية وحركية، مثل أن يصبح الطفل لا يحب الحركة من سريره وممارسة أي نشاط، حيث يعتقد أن كل أفعاله خاطئة وسوف ينال العقاب عليها فيصبح سلبياً وخاملاً.
- يتعرض التطور العقلي والحركي للطفل المعنف قبل نومه للتباطؤ؛ بسبب خوفه من التعرض للعقاب، فلا يبدي تفاعلاً مع المجتمع حوله، وهذا التفاعل هو أساس تطوره الحركي والعقلي والمهاراتي.
- أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يضرب قبل النوم يتعرض للنسيان، وعدم القدرة على الحفظ، ويتراجع مستواه الدراسي بشكل كبير قياساً بالطفل الذي تقرأ له أمه القصص قبل نومه، ويجب أن تعرف الأم الطريقة المثلى لقراءة القصص للأطفال لكي يستفيد منها، أو الطفل الذي يحفز ويشجع بكلمات وعبارات تشجيعية.
- يؤدي تعنيف الطفل إلى توقفه عن ممارسة أي نشاط مع إخوته؛ لأنه يخاف من الضرب، وفي حال أنه يرفض النوم فهو يهدر وقته ويسهر لوقت متأخر دون نشاط، فلا يتعلم الغناء أو حفظ الأناشيد أو الدخول في منافسات ومسابقات مع إخوته لزيادة قدراته العقلية والإبداعية.
الأضرار النفسية لضرب الطفل قبل النوم
التعرض للكوابيس الليلية
- يعاني الطفل الذي يتعرض للتعنيف قبل نومه من الأحلام المخيفة والمرعبة، ويصاب بالكوابيس الليلية التي تصاحب ما يترسب في عقله الباطن من مخاوف؛ بسبب العنف الجسدي أو اللفظي الذي تعرض له، حيث إن الدقائق التي تسبق نوم الإنسان تعد من الدقائق الثمينة التي تسجل فيها خبراته جيداً، وتدفن في العقل الباطن ويتم إعادتها مع صياغات جديدة على شكل أحلام جميلة أو كوابيس مخيفة، وبعد ذلك تبدأ الأم في التساؤل ماذا أفعل عندما يعاني طفلي من الكوابيس ويبدأ في الخوف في النهار أيضاً.
- يصاب الطفل اذا ما ضرب قبل نومه بحالة توصف بالطب النفسي باضطراب الوعي، أي أنه لا يستطيع أن يفرق بين الخيال والواقع ويعتقد أن الكوابيس التي يراها هي حقيقة.
كراهية النوم وطقوسه
- يصاب الطفل الذي يتعرض للعنف قبل النوم لحالة مزعجة جداً ويترتب عليها نتائج قد تؤدي لإضرار بحالة الطفل النفسية، وهذه الحالة هي كراهيته للنوم وتهربه منه؛ بسبب تعرضه للضرب مثلاً في فراشه، فتكتشف الأم مثلاً أنه حين تبدأ في مرحلة تنويم الصغار أن أحد أطفالها قد اختبأ في مكان غريب وغير متوقع؛ لأنه لا يريد أن ينام، وفي نفس الوقت فهو يخاف من الضرب والتعنيف لإرغامه على النوم.
- يكره الطفل الذي يتعرض للضرب والتعنيف اللفظي قبل نومه كل ما يرتبط بالنوم، ولا يحب الجلوس في فراشه أو اللعب في غرفته، ويجد المكان ليس محبباً له على الرغم أنه في الغالب تكون غرفة الطفل هي مملكته الخاصة، حيث يجد أغراضه ومتلعقاته الشخصية وألعابه، ويمارس اللعب في مساحة من الغرفة، ولكنه حين يضرب في سريره فهناك ذكريات سيئة سوف ترتبط بعقله ويحاول الهروب منها.
- يتمارض الطفل الذي يتعرض لتعنيف ما قبل النوم؛ لكي لا يذهب إلى فراشه، ويحاول أن يبدو أمام الأم ضعيفاً ومتوعكاً وغالباً ما ينعكس ذلك على قدرته على تحمل المسئولية في المستقبل وقدرته على تنظيم وضبط برنامجه اليومي.
الميل إلى العزلة والانطواء
- يميل الطفل إلى العزلة والانطواء بسبب تعرضه للضرب أو التعنيف قبل النوم، حيث إنه يرى أن ضربه خصوصاً أمام باقي إخوته يعد إهانة له ولكرامته، وقد تعتقد الأم أنه لا زال صغيراً ولا يتأثر، وكل ما عليه أن يلبي أوامرها، ولكن على العكس من ذلك فالطفل في سن ما بعد الخامسة يصبح ذا شخصية مستقلة وحساسة حيث تبدأ المؤثرات المحيطة في بناء شخصية الطفل وتؤثر به أي تصرفات من قبل الكبار ويحرص على مكانته في الأسرة وبين إخوته الصغار خصوصاً.
- يصبح الطفل أكثر انعزالاً في مرحلة مبكرة من حياته بسبب ضربه امام شخص يحبه، مثل أن تضربه الأم في وجود شخص حل كضيف على العائلة، فيصاب بالحرج ويختفي في كل مرة يأتي هذا الشخص لزيارتهم، مما يترتب على ذلك أن الطفل يصاب بعقدة الفقد باكراً وهذه العقدة ليس من السهل أن يتجاوزها الطفل.