أهم الطرق الإيجابية للتعامل مع السلوكيات الصعبة لدى الأطفال

صورة طفلة صعبة المراس
صورة طفلة صعبة المراس

بعض الأطفال أصعب من غيرهم. حسب تصريح الآباء عن مشاعرهم وتحدياتهم، والذين يعانون من هذا، حيث يمكن أن يكون الطفل سهل التعامل في البداية. حتى ينقلب رأساً على عقب في تصرفاته، فيتخلى عن القيلولة المبكرة ويمنع الأسرة من الهدوء ليلاً وينتقل من تعلم المشي إلى التسلق على طاولات المطبخ والاندفاع نحو الموقد الساخن. هذا عدا عن مقاومة روتين الصباح ونوبات غضب متكررة. وعلى عكس أختها، لم تساعدها تقنيات التعزيز الإيجابي مثل مخططات الملصقات، ولتجنب فقد الأم لأعصابها، وصراخها على الطفلة، لا بد من التحلي بالصبر والثبات. فهو أقل ما يمكنك فعله عندما يضغط طفلك باستمرار على أزرارك. وللوصول إلى هذه المرحلة، إليك ما ينصحك به الأطباء والاختصاصيون.
تختلف طريقة تربية طفلين من نفس العائلة بشكل كبير، تابعي القراءة لتتعرفي إلى المزيد من صعوبات الأطفال وكيفية تعامل علم النفس معها.

اعلمي أنه لا يوجد طفلان متماثلان

اعلمي أنه لا يوجد طفلان متماثلان


أي شخص لديه طفلان أو أكثر يعرف أن الإخوة قد يعيشون تحت سقف واحد بنفس القواعد، لكنهم يأتون إلى العالم بشخصياتهم وأمزجتهم الفريدة. ولن تكوني نفس الأم مرتين أبدًا. تقول بيري كلاس، دكتوراه في الطب، والمؤلفة المشاركة لكتاب "أطفال غريبو الأطوار": "يتلقى بعض الآباء مهاماً أصعب بكثير من غيرهم. إذا كان لديك طفل ذو مزاج أكثر تحديًا، فالحقيقة هي أنك قد لا تستمتعين بتربية أطفالك يومياً في حياة طفلك".
من المفهوم تمامًا أن تشعري بالإحباط لأن التعامل مع طفلك يبدو أكثر صعوبة من التعامل مع أطفال صديقتك الثلاثة مجتمعين، أو أن تشعري بالانزعاج لأن الغرباء والأسرة يحكمون عليك بشكل غير عادل. لديك واحدة من أصعب المهام على الإطلاق: النجاة من المراحل الصعبة التي يمر بها طفلك دون أن تفقدي ثقتك بنفسك أو عقلك.
حيث تشير الأبحاث التي أجراها عالم النفس جيروم كاجان من جامعة هارفارد، إلى أن مزاج الطفل عند الولادة يعد مؤشراً جيداً لسلوك الطفل في مرحلة المراهقة، وقد وجدت دراسة أن 40% من الأطفال الذين يتمتعون بطبع هادئ (لا تزعجهم المنبهات مثل الضوء أو الضوضاء بشكل مفرط)، وبعد سنوات، يظل هؤلاء الأطفال هادئين. ومع ذلك، يولد ما يصل إلى 15% إلى 20% من الأطفال بطبع "تفاعلي" أكثر، وقد يصفهم أصدقاؤك وعائلتك بأنهم "مزعجون"، ومن الصعب تهدئتهم.

اعلمي أن للتنشئة دوراً كبيراً

إذا كان لديك طفل "صعب المراس"، فهل يعني هذا أن طفلك ـ وأنت ـ مقدر له أن يمر بأوقات عصيبة في المستقبل؟ بالتأكيد لا. دائمًا هناك جدل حول الطبيعة مقابل التنشئة. ومع ذلك، يمكن للآباء والأطفال الآخرين والمعلمين المساعدة في تشكيل شخصية الطفل ومهارات التأقلم بمرور الوقت".
بعبارة أخرى، قد لا تؤثر التربية "الجيدة" على الأطفال كثيرًا، ولكن الأطفال الأكبر سنًا ذوي المزاج الأكثر صعوبة قد يستفيدون من التربية المدروسة والمتسقة.
ولا شك أن إنجاب أطفال أكثر صعوبة من غيرهم يؤثر على ديناميكيات التعامل مع الأشقاء الآخرين بعدة طرق.

 طفل واحد يحتاج إلى مزيد من الاهتمام

من أكثر الأمور المزعجة في تربية طفل أكثر صعوبة من غيره هو القلق من أن هذا الطفل يأخذ الحيز الأكبر من اهتمامك، دوناً عن إخوته، الذين يستسلمون بالموافقة على مصالح أخيهم الصعب، لكن اعلمي أنه حتى الأطفال سيجدون أن الأمر غير عادل عندما يحصل شقيقهم البالغ من العمر عشر سنوات (الذي تم تشخيصه باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والتوحد) على ما يريده أكثر منهم. وما عليك إلا تعزيز الرابطة بين الإخوة، واتركي الخيارات للطفل السهل.
ومن الضروري أن يكون لديك بعض آليات التكيف لمساعدتك وسط يوم صعب في تربية الأبناء من الآباء الذين يواجهون نفس الأمر.

قدمي التنازلات

قدمي التنازلات


هناك بعض الأشياء التي لا يستطيع الطفل الصعب القيام بها، وهناك أشياء لا يرغب في القيام بها - مثل حضور حفل موسيقي أقيم مؤخرًا. وقد يكون الأمر بمثابة عاصفة مثالية من كل ما يكرهه، بما في ذلك ارتداء الملابس التنكرية للأطفال والتواجد في مسرح مزدحم، من هنا عليك الموازنة بين مقدار الضغط الذي ستدفعينه وبين مقدار معاناته وسواء كان ذلك بسبب تشخيصه أو مجرد تحدٍ. وفي النهاية، سيشارك في الحفل بعد الموافقة على بعض التنازلات، مثل ارتداء قميص بولو ناعم بدلاً من قميص رسمي مفتوح الأزرار.

قللي الاحتكاكات العائلية

اتبعي استراتيجيات خاصة لتقليل تأثير سلوك ابنك الأصغر المضطرب على الأسرة. على سبيل المثال، اجعليه يجلس في نهاية الطاولة في أحد المطاعم لأنك تعلمين أنه سيرغب في النهوض فجأة للذهاب إلى الحمام. أو يريد الحصول على مزيد من المناديل أو قائمة طعام إضافية، وبالتأكيد، عندما تفهمين سبب سلوك طفلك، قد تحتاجين أحيانًا إلى تذكير نفسك بأنه لا يتصرف بهذه الطريقة عن قصد. فطفلك لا يجعلك تعانين من وقت عصيب. بل يمر هو بوقت عصيب. إن تذكر هذا يغير من طريقة رد فعلك، في بعض الأحيان، يكون رد الفعل هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه.

تأكدي أن التربية تقوم بتشكيل شخصيتك

تأكدي أن التربية تقوم بتشكيل شخصيتك


إن التعامل مع تحديات تربية طفل أكثر صعوبة من الآخرين لن يؤثر فقط على أسلوب تربيتك بل سيؤثر أيضًا على شخصيتك، حيث لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع في تربية الأبناء، ولكن الأبحاث وجدت أن الأطفال الذين يعانون أكثر من المشاعر السلبية هم الأكثر استجابة لأسلوب تربية متعاطف ولكن منظم ومتسق، فالابن يبحث عن الحنان عندما يواجه صعوبات. ويحتاج إلى عناق، هناك أيام يكون فيها البقاء متفائلة مهمة صعبة، وفكري في أن التحديات التي تواجهينها مع ابنك الصغير تحتاج إلى روتين وتخطيط مسبق للطفل الذي قد يحتاج إلى المرونة يمكن أن يقلل من التدخل في يومك.
هل مررت بأصعب مرحلة في تربية الطفل؟

اعلمي أن طفلك يمتلك المرونة

بالطبع، لدينا جميعًا لحظات نشعر فيها بالندم على كيفية رد فعلنا تجاه سلوك أطفالنا، لكن الخبراء يقولون إن الأخبار المشجعة هي أن الأطفال يتمتعون بالمرونة ويحبوننا. ومن الأشياء الرائعة في الحياة مع الأطفال الصغار أنهم يستيقظون كل صباح ويبدأون بداية جديدة، إنهم يعلموننا الصبر والتفهم الذي ربما لم نجده لولا ذلك.
إن تجربة إنجاب طفلين مختلفين تمامًا قد تجعلك شخصًا أكثر تفهمًا وصبرًا بمرور الوقت. فأنت تشاركين في اللعبة لفترة طويلة مع وجود الكثير من الداعمين، لا تحكمي على الآخرين كثيرًا. وعندما ترين طفلًا يتصرف بشكل سيئ، امنحي أمه ابتسامة. من الجيد أن تعرف أنها ليست وحدها.


*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص