حيث يتعلم الأطفال عن العالم من حولهم من خلال علاقة إيجابية بين الوالدين والطفل. وبينما ينمون ويتغيرون، ينظر الأطفال إلى والديهم لتحديد ما إذا كانوا آمنين ومحميين ومحبوبين أم لا. كما أنها الأساس الذي سيبنون عليه علاقاتهم المستقبلية. يمكنك بناء علاقة إيجابية مع طفلك من خلال التواجد معه وقضاء وقت ممتع معه، وخلق بيئة يشعر فيها بالراحة لاستكشاف العالم. دليل سري أو نهج مضمون لنجاح هذه العلاقة، ومن المرجح أن تجدي صعوباتٍ على طول الطريق. ومع ذلك، إذا واصلتِ العمل على تحسين علاقتك، فسوف ينمو طفلك بطريقة سليمة بالتأكيد.
تعرفي إلى ثماني تقنيات إيجابية في التربية يمكنها أن تساعدك على تقوية العلاقة بينك وبين طفلك:
احرصي على اللمسة الإنسانية
اللمسة الإنسانية والعاطفة المحبة ضرورية في كل مرحلة من مراحل حياتنا من أجل التطور العاطفي والعصبي الصحي. ومن المهم أن يتلقى طفلك لمسة لطيفة ومحبة (أي العناق) منك عدة مرات طوال اليوم. تعاملي مع كل تفاعل على أنه فرصة للتواصل مع طفلك. حيِّيه بتعبيرات دافئة، وتواصلي معه بالعين، وابتسمي، وشجعيه على التفاعل الصادق.
هي وسيلة بسيطة وفعّالة لتهدئة المخاوف والقلق، وتوفير "غلاف حماية" للأطفال وهو وسيلة للتعبير عن المحبة. اللمس حاجة ضرورية وأساسية تقريباً، مثل حاجتنا إلى الأكل والشرب وبالطبع إلى التنفس.
قولي له "أحبك" كثيراً
ما يُفهم ضمناً أننا نحب أطفالنا، ولكن تأكدي من إخبارهم بذلك كل يوم، بغض النظر عن أعمارهم. حتى عندما يكون طفلك صعباً أو يفعل شيئاً لا تحبينه؛ فقد تكون هذه فرصة ممتازة لتذكيره بأنك تحبينه دون قيد أو شرط. يمكن أن يكون لكلمة "أحبك" البسيطة تأثير كبير على علاقتك طويلة الأمد بطفلك.
حيث تعطي كلمة "أحبك" للطفل أساساً قوياً يُشعره بأن لديه شخصاً يثق به، ويمكن أن يرجع إليه مراتٍ ومرات من دون أن يخذله أو يحبطه. فالطفل يحتاج إلى شخص يحبه من دون شروط، يحمّسه ويشجعه ويمنحه القوة، وكلمة "أحبك" تقول له إن وجوده شيء قيّم ليس لما عنده، ولكن لما هو عليه.
ضعي حدوداً وقواعد وعواقب
يحتاج الأطفال إلى هيكل وتوجيه أثناء نموهم وتعلمهم عن العالم من حولهم. تحدثي إلى أطفالك حول ما تتوقعينه منهم وتأكدي من فهمهم. عند كسر القواعد، تأكدي من وضع عواقب مناسبة للعمر والالتزام بها. لمعرفة المزيد عن العواقب المناسبة للعمر.
حيث يمكن للعقاب الإيجابيّ، عند تطبيقه تطبيقاً صحيحاً، أن يُعزِّز انضباط طفلك الذاتيّ. يصبح طفلك أكثر وعياً بتأثير سلوكيّاته في نفسه والآخرين، بتجربة العواقب السلبيّة لأفعاله. يمكن أن يساعده هذا الوعي على تطوير ضبط النفس وتنظيم أفعاله من دون تدخّل خارجيّ.
تعاطفي مع طفلك
يبدأ التواصل بالاستماع. اعترفي بمشاعر طفلك، وأظهري له أنك تفهمنه، وطمئنيه بأنك موجودة لمساعدته في أي شيء يحتاجه. حاولي أن تري الأشياء من وجهة نظر طفلك. من خلال الاستماع والتعاطف معه، ستبدئين في تعزيز الاحترام المتبادل.
إن الأطفال الذين يمارسون التعاطف بانتظام يشكلون روابط أقوى مع أقرانهم وعائلاتهم، مما يؤدي إلى علاقات أكثر صحة. كما أنهم قادرون على فهم وجهات نظر مختلفة وإيجاد حلول فعّالة للصراعات بسهولة أكبر.
وعندما تتعاطفين مع طفلك يصبح أكثر لطفاً وتفهماً واحتراماً لمشاعر الآخرين، كما يساعده التعاطف على بناء قدرات التواصل وتعزيز سلوكيات مساعدة الآخر، ويساهم في زيادة قدرته على تكوين صداقات عند الطفل ويمنعه من التنمر على المحيطين بهم، ومن أهم ما مميزات التعاطف أنه يُساعد الطفل على فهم اختلاف كل شخص عن.
العبا معاً
يكون دماغ الطفل في العام الأول من عمره بشكل خاص في مرحلة النمو والتطور، حيث تتشكل الوصلات العصبية بين خلايا الدماغ بسرعة كبيرة في هذه الفترة. يمكن القول إن للعب الأطفال دوراً كبيراً في عملية بناء الوصلات العصبية، وتنمية دماغ الطفل، وهو الأمر الذي يمكن أن يطور مختلف المهارات الحركية والذهنية لديه. كما يعد اللعب أمراً مهماً للغاية لنمو الطفل. فهو الأداة التي يطور بها الأطفال مهارات اللغة، ويعبرون عن مشاعرهم، ويعززون الإبداع، ويتعلمون عن المهارات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، فهو طريقة ممتعة بالنسبة لك لتعزيز علاقتك بطفلك. لا يهم ما تلعبه. المفتاح هو مجرد الاستمتاع ببعضكما البعض والالتزام بمنح طفلك انتباهك الكامل.
كوني موجودةً في حياة طفلك من دون تشتيت
إن تخصيص 10 دقائق فقط يومياً للتحدث مع طفلك، دون تشتيت، يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في ترسيخ عادات التواصل الجيدة. أطفئي التلفاز، وأبعدي أجهزتك الإلكترونية، واقضِيا بعض الوقت الجيد معاً. يحتاج طفلك إلى معرفة أنك تعتقدين أنه يمثل أولوية في حياتك على الرغم من عوامل التشتيت والضغوط العديدة التي تواجهك.
ذلك أن دور القدوة في حياة الطفل أمر بالغ الأهمية، حيث تسهم في تنمية مهارات اتخاذ القرار والسلوك الاجتماعي عند الطفل. تبدأ قدرات الأطفال بالنمو ابتداءً من لحظة الولادة! ولا يقتصر دور الأهل على إدراك الطرق المناسبة لتنمية قدرات الطفل الاجتماعية والعاطفية فحسب، وإنما ينبغي عل الأهل أن ينتبهوا إلى سلوكهم العاطفي والاجتماعي كذلك.
تناولوا وجبات الطعام معاً
يمكن أن يؤدي تناول الطعام معًا كعائلة غالباً إلى محادثة رائعة ووقت للترابط مع طفلك. شجعي الجميع على وضع هواتفهم أو أجهزتهم الأخرى بعيداً والاستمتاع بصحبة بعضهم البعض. يعد وقت تناول الطعام أيضاً فرصة رائعة لتعليم أطفالك أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، مما يؤثر أيضاً على صحتهم العقلية بشكل عام.
حيث يضمن تناول الطعام مع الأسرة توفير جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم، فضلاً عن تجنب الإصابة بالسمنة. ويعزى ارتفاع معدل الإصابة بالسمنة بين الأطفال في السنوات الأخيرة إلى غياب رقابة الوالدين على النظام الغذائي واتباع نمط حياة غير مستقر.
قومي بإنشاء طقوس خاصة مع طفلك
إذا كان لديك أكثر من طفل، فحاولي أن تحرصي على قضاء وقت فردي مع كل منهم. إن قضاء وقت فردي جيد مع طفلك يمكن أن يعزز الرابطة بين الوالدين والطفل، ويعزز احترام طفلك لذاته، ويجعله يدرك أنه مميز وذو قيمة. تقوم بعض الأمات بتحديد "ليالي موعد" خاصة مع أطفالهم لخلق فرصة فردية (سواء كانت نزهة حول الحي، أو رحلة إلى الملعب، أو مجرد مشاهدة فيلم في المنزل - من المهم الاحتفال بكل طفل على حدة).
أربعة أشياء يمكنك القيام بها إذا شعرت بالإرهاق من طفلك الرضيع
توقفي وقيمي الموقف: إذا كان لديك طفل رضيع أو طفل صغير، فيمكنه أن يشعر بمشاعرك. يمكن للطفل الرضيع أن يشعر بنبضات قلبك ويشعر بأن هناك شيئاً ما خطأ. قد يجعل هذا من الصعب جداً عليك وعلى طفلك أن تهدئيه.
خصصي بضع دقائق لنفسك: ابحثي عن مكان آمن مثل سرير الأطفال أو سرير الأطفال الخالي من البطانيات أو الوسائد أو الحيوانات المحشوة لوضع طفلك فيه. قومي بتشغيل جهاز صوتي أو موسيقى هادئة. غادري الغرفة. خذي نفساً عميقاً أثناء العد إلى عشرة - استنشقي من خلال الأنف وزفر من خلال الفم. أعيدي تركيزك.
لا تخاقي من طلب المساعدة: من المهم أن يكون لديك شخص أو شخصان في هاتفك يمكنك الاتصال بهم أو إرسال رسالة نصية إليهم عندما تحتاجين إلى دقيقة للتعبير عن مشاعرك.
اخرجي: بعد القيلولة، احملي عربة الأطفال واخرجي. حتى المشي السريع حول المبنى قد يساعدك!
ثلاثة أشياء يمكنك القيام بها للمساعدة في تنظيم مشاعرك ومشاعر طفلك الأكبر سناً
التواصل : قومي بإثبات صحة مشاعر طفلك من خلال توضيح أنك تشعر بالإحباط أيضاً. اشرحي لطفلك أننا نحتاج إلى أخذ قسط من الراحة من أجل استعادة السيطرة على مشاعرنا.
تنظيم التنفس : خذي نفسًا عميقًا وعد حتى عشرة، واطلبي من طفلك أن يساعدك. استنشقي من أنفك، وأخرجي الهواء من فمك.
تهدئة الأعصاب : قومي بتشغيل جهاز يصدر صوتاً أو موسيقى هادئة. اهتزي على كرسي، أو قفي متمايلة، أو استلقِي على الأريكة.
من خلال إظهار لطفلك أنك تستطيعين التعرف على مشاعرك وإثباتها وتنظيمها بشكل صحيح، فأنت بذلك تقدمين نموذجًا لاستجابة إيجابية للتوتر. تماماً مثل تعلم كيفية ربط حذائك، يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر الأكبر من الحياة. إذا كان من المفيد تدوين خطة الاستجابة للتوتر، أو "تقنية الوقت المستقطع"، فافعلي ذلك! واعرفي أوقاتها، وأين تشعرين بأكبر قدر من الإرهاق؟ هل تتزامن الانهيارات العصبية مع تحضير العشاء أو وقت الاستحمام؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص