تأخر الحمل الثانوي يعني: عدم القدرة على إنجاب طفل، أو إتمام فترة الحمل كاملةً.. رغم التمكن من الحمل وإنجاب طفل من قبل.. ومن دون حدوث أي مشكلة، ويشترك تأخر الحمل الثانوي مع الحمل الأولي في العديد من الأسباب ذاتها.. وذلك بسبب مشكلات تتعلق بالحيوانات المنوية، أو تحركها في اتجاه خاطئ، أو إعاقة التقاء الحيوان المنوي بالبويضة.. وأسباب أخرى سيأتي ذكرها داخل التقرير التالي، بجانب توضيح الفرق بين تأخر الحمل الأول والحمل الثانوي. اللقاء واستشاري النساء والتوليد الدكتور ياسر عبد العزيز للشرح والتفصيل.
1-أهمية استشارة الطبيب
- إذا تأخر الحمل.. وكان عمرك أقل من 35 عاماً، ولم تتمكني من الحمل بعد سنة كاملة من المحاولة، فاستشيري الطبيب.. وحسب طبيعة الحالة، قد يرغب الطبيب في فحصكِ أنتِ وزوجك لتقييمكما طبيّاً.
- أما إذا كان عمرك 35 عاماً فأكثر، فتوجهي إلى الطبيب بعد مرور ستة أشهر.. ولا يلزم استشارة الطبيب لإجراء تقييم مبكر، إلا إذا كانت لديك عوامل خطورة مرتبطة بالعقم.
- ومن بين هذه العوامل: انقطاع الدورة الشهرية، أو قلة تواترها أو انتباذ بطانة الرحم.. وسيساعدكِ الطبيب في تحديد ما إذا كان من الأفضل خضوعك لرعاية متخصصة، أم أن العلاج في إحدى عيادات الخصوبة سيكون مجدياً بالنسبة لحالتك.
- ربما تكون الإصابة بالعقم الثانوي تسبب لكِ الضيق والضغط النفسي، لهذا احرصي على طلب الدعم من الزوج والأقارب والأصدقاء، هذا إذا لم تتمكني من تقبل الأمر والتأقلم معه.
لمزيد من المعرفة.. خطوات للتخلص من آلام الظهر أثناء الحمل
2- الفرق بين تأخر الحمل الأول وتأخر الحمل الثانوي
تأخر الحمل الأول.. هو عدم حدوث حمل نهائياً بعد مرور سنة من علاقة زوجية منتظمة، وبدون استخدام أية وسائل لمنع الحمل.. بينما تأخر الحمل الثانوي- الثاني أو الثالث- هو عدم القدرة على الإنجاب بعد عامين من الولادة السابقة.
وقد يكون هذا التأخر بسبب الزوج أو الزوجة.. حيث إن هناك تغيرات قد تطرأ على جسم الرجل والمرأة بمرور الوقت، وتؤثر على الخصوبة..فيكون سبب تأخر الحمل الثانوي متعلقاً بالزوج أو بالزوجة أو كليهما، أو لأسباب غير معروفة لدى الأطباء، لذلك يجب على الطرفين زيارة الطبيب.
3- أسباب تأخر الحمل الثانوي
-
عمر الزوجة فوق 35 سنة
تتعرض المرأة لعوامل عديدة تسبب تأخر الحمل بعد أن تتجاوز عمر 35 عاماً، ومنها زيادة احتمالية التعرض لأمراض النساء، أو حدوث تغير في الهرمونات بمعدل زائد، أو قلة عدد مخزون البويضات الذي يتناقص تدريجياً كلما تقدمت السن.. كل هذه العوامل تجعل الحمل صعباً، ويحتاج إلى وقت للعلاج حتى يحدث الحمل بشكل طبيعي، أو الحمل عن طريق الحقن المجهري بحسب ما تستدعي الحالة.
-
تكيس المبايض
يحدث تكيس المبايض بسبب خلل في الهرمونات ناتجة عن زيادة الوزن وعوامل وراثية.. ومن أعراض تكيس المبايض: تأخر الحمل.. عدم انتظام الدورة الشهرية، أو تأخرها.. ظهور حبوب في الوجه والصدر والظهر.
نمو الشعر الخشن في مناطق مختلفة من الجسم وخصوصاً الذقن.. وقد لا تظهر عليها هذه الأعراض، ويتم التشخيص غالباً عن طريق الأشعة التليفزيونية (السونار)، وتحليل الهرمونات.
يؤدي تكيس المبايض في النهاية إلى اضطراب في عملية الإباضة، وبالتالي صعوبة في الحمل، لكن يمكن علاجه بالأدوية والوصول إلى نسبة نجاح مرتفعة للحمل بشكل طبيعي تصل إلى 75 بالمائة.
هل تعلمين أن..الزيادة المفرطة في وزن الحامل ترتبط بمخاطر الوفاة
-
قلة جودة الحيوانات المنوية عند الزوج
ضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو تشوهها أو وجود خلل في حركتها يعيق تخصيب البويضة.. وفي العموم تتأثر جودة وعدد الحيوانات المنوية بتقدم سن الرجل.. بالإضافة إلى عامل التدخين.
ومن أسباب قلة جودة الحيوانات أيضاً؛ الصحة العامة وحدوث مشكلة في الوعاء الناقل أو دوالي الخصية.. أو بسبب تعرض الخصيتين للحرارة المرتفعة وقتاً طويلاً.. أو بسبب تناول المنشطات أو مكملات التوستيسترون دون إشراف الطبيب.
-
زيادة الوزن عند الزوج والزوجة
تأثير زيادة الوزن على خصوبة الزوجين؛ بالنسبة لتأثير زيادة الوزن للزوجة فهي تسبب؛ مقاومة الأنسولين وزيادة هرمون التوستيسترون (هرمون ذكري)، مما يؤدي إلى خلل في عملية الإباضة.. أما عند الزوج فتسبب زيادة الوزن، زيادة مستوى هرمون الإستروجين (هرمون أنثوي) وبالتالي انخفاض في عدد الحيوانات المنوية وتقليل حركتها.
-
التدخين
كما يؤثر التدخين على عملية الإباضة ويسبب تلف البويضات، كما يؤثر على جودة الحيوانات المنوية.
-
مشاكل في الرحم أو قناتي فالوب
من أسباب تأخر الحمل الثانوي، هو وجود مشاكل في الرحم أو قناة فالوب، مثل:
بطانة الرحم المهاجرة (تواجد البطانة الداخلية للرحم في غير مكانها).. حدوث ندوب في الرحم تسبب التهابه.. التصاقات ومشاكل أخرى في بطانة الرحم.. انسداد قناة فالوب وفيها يتم التخصيب (التقاء الحيوان المنوي مع البويضة).
-
اضطرابات الجهاز المناعي
هناك حالات معينة يقوم فيها جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا والأنسجة السليمة بالجسم، على اعتبار أنها غريبة عنه، ومنها الأنسجة التناسلية فيسبب التهاب الرحم والمشيمة، ما يؤثر على الخصوبة.
هل تريدين الاطلاع على.. أبرز متاعب الحمل وكيفية التغلب عليها
4-أسباب أخرى لتأخر الحمل الثانوي
الإصابة بالتهاب الحوض المزمن (التهابات أسفل البطن)، ويؤدي إهمال علاجه إلى حدوث مشكلات في المبيضين وقناتي فالوب.. إذ تكتفي بعض السيدات بتناول المسكنات عند الشعور بالالتهاب، أو تستعمل الغسول عند نزول إفرازات بدون الرجوع إلى الطبيب.
وهذا خطأ.. يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة؛ لأن العلاج غير صحيح، ويتم – فقط – تسكين العَرَض، وليس علاج المرض.. بجانب الإصابة بالأورام الليفية في الرحم، والتي يمكن إزالتها بالمنظار الرحمي أو منظار البطن.
5- علاج تأخر الحمل الثاني
لتأخر الحمل الثاني أسباب مختلفة وبمجرد اكتشاف الطبيب لها يتم بدء مرحلة العلاج الذي يكون – غالباً – بإحدى الطرق التالية:
- أدوية تحسين الخصوبة.. لتحفيز التبويض عند الزوجة، وعلاج الاضطرابات الهرمونية عند الزوج.
- التدخل الجراحي.. لإزالة الأورام الليفية من الرحم، وعلاج انسداد قناتي فالوب عند الزوجة، أو إزالة دوالي الخصية عند الزوج.
- التلقيح الصناعي.. ويتم فيه إدخال الحيوانات المنوية من الزوج – بعد تحضيرها في المعمل – في رحم الزوجة عن طريق أنبوب طويل ورفيع لزيادة فرصة حدوث الحمل.
- وهو علاج ينصح به الأطباء في حالات معينة من تأخر الإنجاب غير معلوم السبب، وأيضاً بشروط معينة في الزوجين منها توفر العدد المناسب من الحيوانات المنوية.
- في النهاية تختلف أسباب تأخر الحمل الثانوي (الثاني) من حالة لأخرى، ولا يمكن تحديد الطريقة المناسبة للعلاج إلا بعد التشخيص الدقيق للزوجين.
- وأيّاً كانت طريقة العلاج يُنصح دائماً بالتوقف عن العادات غير الصحية، كما يجب محاولة فقدان الوزن قدر المستطاع واتباع نظام غذائي صحي.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.