الحمل اللاجنيني هو نوع من الحمل يحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ولكن الجنين نفسه لا ينمو ولا يتطور، و يُطلق عليه أيضًا حمل "البويضة الفارغة"؛ لأنه رغم انغراس البويضة في الرحم وتكوين كيس الحمل، إلا أن الجنين لا ينمو داخل هذا الكيس وهو حمل فارغ يصاحبه كل أعراض الحمل الحقيقية من قيء وغثيان وعدم القدرة على تناول الطعام ودوخة وهبوط، ولكن عند الذهاب للطبيب للتأكد نجده كيساً كاذباً فارغاً.
ولهذا تعتبر هذه الحالة من أكثر أنواع الإجهاض المبكر شيوعًا، وتحدث غالبًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهذه التجربة محبطة للغاية، إلا أنها ليست نادرة.
بهذه التعريفات بدأ الدكتور محمود موافي استشاري النساء والتوليد شرحه للحمل اللاجنيني، مستكملاً عرض أسبابه وأعراضه، وعلاقته بالحمل الكاذب من خلال التقرير التالي.
ما هو الحمل اللاجنيني؟
الحمل اللاجنيني يبدأ عندما تنبت البويضة المخصبة في الرحم، ولكن لا ينتج عنها جنين، ويُسمّى هذا الحمل بكيس الحمل الفارغ، وهو مسؤول عن حوالي خمسين بالمائة من الإسقاطات في الأشهر الأولى للحمل.
المعروف أن الحمل الطبيعي يحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم، وبعدها بحوالي خمسة أسابيع يكون الجنين موجوداً، في هذه الأثناء يتكوّن ما يعرف بكيس الحمل، ويتكون الجنين بداخله، بينما كيس الحمل يكون فارغاً من دون جنين في الحمل اللاجنيني.
الحمل اللاجنيني تجربة مؤلمة، لكنه في الغالب لا يشير إلى وجود مشكلة صحية دائمة، وفرص حدوث حمل صحي في المستقبل لا زالت مرتفعة.
أعراض وعلامات الحمل اللاجنيني
- الحمل اللاجنيني غالبًا ما يظهر بنفس أعراض الحمل الطبيعي في البداية، لأن الجسم يفرز هرمونات الحمل.
- ومن الأعراض التي قد تظهر: غثيان الصباح، انقطاع الدورة الشهرية، والشعور بالتعب، كما يحدث في الحمل الطبيعي.
- نتائج ايجابية لاختبار الحمل، بسبب استمرار إنتاج هرمونات الحمل، ومع مرور الوقت، تظهر أعراض الإجهاض المبكر.
- يحدث نزيف خفيف أو ثقيل، يمكن أن يتراوح من مجرد بقع إلى نزيف حاد، ثم انخفاض مفاجئ في أعراض الحمل.
الأسباب المحتملة للحمل اللاجنيني
الحمل اللاجنيني غالبًا ما يحدث بسبب مشاكل في الكروموسومات عند تخصيب البويضة؛ قد تحدث أخطاء جينية تؤدي إلى عدم قدرة الجنين على التطور بشكل صحيح، ومن الأسباب المحتملة الأخرى:
- تشوهات جينية في البويضة أو الحيوان المنوي.
- تقسيم غير طبيعي للكروموسومات.
- جودة منخفضة للبويضات أو الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى عدم تطور الجنين.
في معظم الحالات، لا يكون للمرأة أو الرجل أي سيطرة على حدوث هذا النوع من الحمل، ولا يعني تكرار حدوثه بالضرورة وجود مشكلة صحية خطيرة.
العلاقة بين الحمل الكاذب والحمل اللاجنيني
الحمل الكاذب يحدث بعد الحمل اللاجنيني؛ حيث تشعر المرأة بجميع أعراض الحمل، رغم عدم وجود جنين حقيقي، وذلك نتيجة لاستمرار إنتاج الجسم لهرمونات الحمل لفترة قصيرة بعد الإجهاض، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحمل المعتادة.
كما يمكن أن يكون اختبار الحمل في الدم إيجابيًا لفترة بعد الإجهاض، ثم ينخفض تدريجيا بمرور الوقت، وإذا استمر الحمل الكاذب أو كانت المرأة غير متأكدة من حالتها، يُنصح بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لتأكيد وجود أو عدم وجود جنين.
كيفية الوقاية من الحمل اللاجنيني
على الرغم من أن الحمل اللاجنيني قد يحدث بسبب عوامل خارجة عن سيطرة الأم أو الأب، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في تجنب الحمل اللاجنيني، وتعزيز فرصة الحمل الصحي مثل:
- الاهتمام بالتغذية الصحية: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد في تعزيز صحة البويضات والحيوانات المنوية، مثل حمض الفوليك الذي يساعد على منع العيوب الخلقية.
- الابتعاد عن أماكن التدخين: هذه العوامل يمكن أن تؤثر على جودة البويضات والحيوانات المنوية، مما يزيد من خطر حدوث مشاكل جينية.
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة أو النحافة المفرطة قد تؤثر على الخصوبة وتزيد من فرص حدوث مشاكل في الحمل.
- إدارة التوتر: الإجهاد الزائد يمكن أن يؤثر على صحة الجهاز التناسلي، لذا من المهم تعلم تقنيات الاسترخاء وتقليل الضغط النفسي.
- متابعة الطبيب بانتظام: إجراء الفحوصات اللازمة قبل الحمل، ومتابعة أي مشاكل صحية قد تؤثر على القدرة على الإنجاب.
خيارات العلاج المتاحة والتعامل مع الحمل اللاجنيني
عندما يتم تشخيص الحمل اللاجنيني، تكون الخيارات المتاحة هي:
- الانتظار الطبيعي: في بعض الحالات، ينتظر الأطباء أن يتم الإجهاض بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخل طبي.
- التدخل الطبي: يمكن اللجوء إلى الأدوية أو العمليات الجراحية البسيطة (مثل عملية التنظيف) لإزالة بقايا الحمل من الرحم.
- الدعم العاطفي: يمر العديد من النساء بمشاعر الحزن أو الخسارة بعد تشخيص الحمل اللاجنيني، ومن المهم أن يحصلن على الدعم العاطفي من الأصدقاء والعائلة. يمكن أن يكون الحديث مع اختصاصي نفسي مفيدًا أيضًا لتجاوز هذه التجربة الصعبة.
الفرق بين الحمل الكاذب والحمل الطبيعي
على الرغم من أن النساء المصابات بالحمل الكاذب لديهنّ أعراض الحمل الطبيعي نفسها، فإنه يمكن التفريق بينهما عن طريق الفحص البدني، بما في ذلك فحص الطبيب للحوض.
وعلى الرغم من أنها تُظهر عدم وجود جنين، لكن في الحالات الشديدة يظهر لين في عنق الرحم تمامًا مثل الحمل الحقيقي، ومع ذلك تظل الموجات فوق الصوتية هي الطريقة التي تنفي أو تثبت الحمل.
لا يزال الأطباء يحاولون معرفة السبب الحقيقي في حدوث الحمل الكاذب، ويُعتقد أن السبب إما جسدي أو نفسي أو خلل كيميائي، فقد يحدث بعد التعرض لصدمة جسدية أو نفسية.
كما تتسبب أحاسيس الرغبة الملحة والشديدة في الحمل في جعل الدماغ يخطئ في تفسير الإشارات على أنها حمل حقيقي، ويبدأ الجسم في إفراز هرمون، مثل: الاستروجين والبرولاكتين التي تتسبب في ظهور أعراض الحمل الفعلية.
مشكلات أخرى تتسبب في حدوث الحمل الكاذب
- الإجهاض خاصةً إذا كان أكثر من مرة.
- العقم، أو أسباب فيزيائية، مثل: أورام المبيض واختلال التوازن الكيميائي في الدماغ.
- الرغبة الشديدة في الحمل لدرجة إقناع الجسم بالحمل، بالرغم من عدم إمكانية حدوثه بسبب العقم أو الوصول لسن اليأس.
- الاكتئاب عند اقتراب انقطاع الطمث.
- الأشخاص الذين تعرضوا لتحرش أو صدمات عاطفية.
أعراض الحمل الكاذب
تعاني النساء اللواتي لديهنّ حمل زائف من أعراض الحمل نفسها، وتشمل:
- زيادة الوزن.
- كثرة التبول.
- تغيرات في الجلد والشعر.
- تورم الثديين وتغير في الحلمتين وربما إنتاج الحليب.
- غثيان صباحي.
- انتفاخ البطن.
- الشعور بحركة الجنين وانقباضاته.
- انقطاع الدورة الشهرية.
والغريب ان تحليل الدم يعطي نتائج إيجابية في حالة حدوث الحمل الكاذب، لكنها لا تكون نسبة عالية، على الرغم من النتائج السلبية لاختبار البول.
تستمر أعراض الحمل الكاذب لبضعة أسابيع أو تسعة أشهر أو ربما عدة سنوات، وقد تصل بعض النساء إلى المستشفى بآلام المخاض.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.