دراسات كثيرة تشير لأهمية الارتباط بتوقيت الوجبات الثلاث، أكثر من نوعية الأكل نفسه؛ بمعنى الالتزام بموعد مبكر لتناول وجبة الفطور، ثم موعد مناسب للغداء، وكذلك العشاء، بجانب الاهتمام بوجبة إفطار الطفل، التي تمد الجسم بالعناصر التي يحتاجها، خاصة وقت الدراسة على أن يتناول جزءاً منها قبل ذهابه إلى المدرسة، وبخاصة أنها تأتي بعد مدة طويلة من آخر وجبة تم تناولها وهي وجبة العشاء؛ ما يساعد على زيادة النشاط والتحصيل العلمي. اللقاء واختصاصي التغذية الدكتور محمد مهران؛ لشرح الدراسات التي تشير لأهمية الارتباط بتوقيت الوجبات الثلاث أولاً، مع شرح تفصيلي لتأثير وجبة الإفطار في صحة الطفل وعاداته ثانياً، وحديث عن الأنماط الغذائية للطفل.
الأنماط الغذائية للطفل
يحتاج الأطفال إلى الأغذية الملائمة في الوقت الملائم؛ كي ينموا ويتطوروا ويصلوا إلى بلوغ كامل إمكاناتهم.
أما الوقت الأكثر أهمية للتغذية الجيدة؛ فهو فترة الـ1,000 يوم التي تبدأ بمرحلة الحمل وحتى بلوغ الطفل سن الثانية.
وخلال أول سنتين من الحياة، تعمل الرضاعة الطبيعية على حماية أرواح الأطفال وتحصينهم من الأمراض والدفع بنماء أدمغتهم وضمان مصدر غذاء آمن لهم.
وعند بلوغ الأطفال سن 6 أشهر، يبدؤون تناول أغذيتهم الأولى، ويجب أن يحصل الأطفال الصغار على وجبات غنية، وتتألف من مجموعات غذائية متنوعة.
وعلى الأم أن تدرك أن التعرف إلى ما يجب أن يأكله الأطفال ومواعيده، وكيفية تقديمه قبل سن السنتين، أكثر أهمية مقارنة بأي وقت آخر في الحياة.
وغالباً ما تتألف الأنماط الغذائية للأطفال الصغار من الحبوب، مع كمية قليلة من الفواكه والخضروات والبيض ومشتقات الحليب والسمك واللحوم.
ويمكن أن تؤدي الأنماط الغذائية السيئة في الطفولة المبكرة إلى نقص في الفيتامينات والمغذيات الأساسية، مثل نقص فيتامين «أ» الذي يضعف جهاز المناعة لدى الطفل، ويزيد خطر الإصابة بالعمى، وقد يؤدي إلى الوفاة من جرَّاء أمراض الطفولة الشائعة كالإسهال.
هيا تعرَّفي إلى: عادات صحية وسلوكيات اجتماعية.. علِّميها لطفلك مع بداية الدراسة
دراسة تؤكد: توقيت تناول الطعام أكثر أهمية من نوعيته
- حيث وجدت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن تفويت الطفل لوجبات الطعام اليومية، والاكتفاء بتناول وجبة واحدة أو اثنتين فقط؛ يجعل الطفل أقل صحة من هؤلاء الذين يحرصون على تناول الوجبات الثلاث بانتظام في مواعد محددة؛ إذ إن من المُفترض أن تتوزَّع الطاقة التي يكتسبها الطفل من الطعام بالتساوي على عدد الوجبات التي يتناولها على مدار اليوم، والجانب الأكبر منها في وجبة الإفطار، خاصة وقت الذهاب للمدرسة.
- كما أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بمواعيد تناول وجبات الطعام أكثر من نوعيات الطعام نفسها؛ فلا تتعدى وجبة الإفطار العاشرة صباحاً -يختلف الأمر وقت الدراسة بطبيعة الحال- والغداء الثالثة مساءً، والعشاء الثامنة مساءً، على سبيل المثال.
- وفي ورقة بحيثية أخرى، نُشرت بالدورية البريطانية للتغذية، أشاروا خلالها إلى الآثار التي تنجُم عن اضطراب أوقات الوجبات وتناولها في مواعيد غير منتظمة.
- وهناك احتمالية أن يؤدي هذا الاضطراب إلى إصابة الطفل بأمراض مثل: «النوع الثاني من داء السُّكري، وارتفاع ضغط الدم، والسِّمنة».
- كما قاموا بإجراء مزيد من البحوث لاكتشاف العلاقة بين توقيت تناول الوجبات وزيادة الوزن بين الأطفال؛ حيث يظل الطفل جائعاً لفترة طويلة، وحين يتم تناول الطعام تجدينه يأكل بشراهة وسرعة؛ ما يزيد من وزنه.
أهمية وجبة الإفطار
- وجبة الإفطار من الوجبات المهمة لصحة الطفل الغذائية، بينما سوء التغذية يضعف الذاكرة، ويحد من مستوى الذكاء؛ ما يؤثر في التحصيل الدراسي.
- يجب تعويد الطلبة على تناول الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، ويفضل تنوع إعداد طعام الإفطار قدر الإمكان، مع الحرص على الاحتفاظ بالقيمة الغذائية.
- يجب الحرص على عدم تأخر الطلبة في النوم لساعات متأخرة؛ ما يؤدي إلى الاستيقاظ متأخراً، وبالتالي عدم تمكنهم من تناول الإفطار.
- ضبط توقيت وجبة الإفطار يساعد الطلبة على تنظيم الوجبات الثلاث، وعند إهمال تناولها فإنه يصبح الطفل أكثر عرضة للسِّمنة والشعور بالخمول.
- كما أن عدم تناول وجبة الإفطار قد يؤدي إلى سرعة الإحساس بالتعب، وقلة الرغبة في الدراسة، وقلة الاستيعاب والتفاعل الذهني، والإجهاد العقلي.
محتويات وجبة الإفطار
- يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على النشويات والفواكه والبروتينات والخضروات، ويُنصح بتناول كأس ماء عند الاستيقاظ من النوم، والحرص على تناوله خلال ممارسة النشاط المدرسي.
- يجب على الأم انتهاز فرصة عودة الأبناء إلى المدرسة، بتقديم الأكل الصحي مثل الألبان والفواكه، مع تجنب تقديم الحلوى لهم، إضافة إلى المشروبات الصحية.
- وترطيب الجسم لا يقتصر على شرب الماء فقط، بل هنالك مصادر أخرى مثل الحليب وبعض الأطعمة والفواكه وغيرها.
- كما يُنصح باقتناء قارورة الماء المدرسية القابلة لإعادة التعبئة.
- على الأم التحلي بالصبر عند غرس العادات الصحية الغذائية، مع الاهتمام بتقديم أطعمة صحية بين الوجبات «سناك» مثل: التمر واللبن وغيرهما.
- وفي النهاية عليها أن نتذكر أن الأكل بالإقناع وليس بالإكراه، وما أجمل تشجيع الطلبة على ممارسة النشاط البدني!
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.