الالتهاب الرئوي مرضٌ شائع عند الأطفال، ويُعتبر أوسع أمراض التهاب الرئة انتشاراً في فصل الشتاء، وهو يصيب مجرى التنفس، ومن أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال، أنه يؤدي إلى سعال متواصل والتهابات متكررة، وهذا يستلزم استشارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة، كاختبارات الحساسية، ووظائف الرئتين.. بجانب مراجعة وتدقيق التاريخ الطبي للطفل؛ خاصة الأطفال الخُدّج، أو حالة ظهور تشوّهات خِلقية؛ حيث يصاحبها التهابات متكررة في مجرى التنفس منذ الطفولة المبكرة.
والآن سنتعرّف على أسباب الالتهاب الرئوي وأعراضه، وسبل الوقاية منه وعلاجه، من استشاري طب الأطفال الدكتور محسن الشامي.
حقائق وأرقام تعرفي عليها
الالتهاب الرئوي هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين، وعندما يُصاب الطفل بالالتهاب الرئوي، تمتلئ أسناخ رئتيه بالقيح والمواد السائلة؛ ممّا يجعل التنفس مؤلماً، ويحدّ من مدخول الأكسجين.. ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم؛ فقد أودى بحياة 740180 طفلاً دون سن الخامسة في عام 2019؛ ممّا يمثّل 14% من مجموع الوفيات التي تُسجّل في صفوف تلك الفئة، بجانب 22٪ من جميع وفيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنة إلى 5 سنوات.
تعرفي على.. أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال
أسباب الالتهاب الرئوي عند الأطفال
يُعتبر الالتهاب الرئوي عند الأطفال، أكثر المشاكل التي تسبب تعباً شديداً، وقد يحدث نتيجة لعدة أسباب:
- الفيروسات الموجودة في الجو.
- العدوى البكتیریة.
- التعرُّض لریش بعض الطیور أو حبوب اللقاح.
- أدویة مثل: المضادات الحیویة، أو العلاج الكیماوي للسرطان.
- الأدویة المنظمة لضربات القلب.
- أخذ جرعات زيادة من التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر.
انتشار المرض
يمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عديدة؛ فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادةً في أنف الطفل أو حلقه، أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها.. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطس، وقد ينتشر كذلك عبْر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل.
أعراض الالتهاب الرئوي
- ضيق في التنفس.. حيث تبدأ الأعراض في الظهور على الطفل بعد حدوث الإصابة بـ 4-6 ساعات، عندها قد تظن الأم إصابة الطفل بدور برد.
- بينما يتمثل الفرق في أن، الالتهاب الرئوي يصاحبه ضيق في التنفس، وسعال من دون بلغم، بالإضافة لأعراض أخرى.
- مثل: إحساس الطفل بالصداع، إصابة الطفل برعشة في جسمه.
- الإحساس بألم في العظام والعضلات، فقدان الطفل وزنه بشكل كبير.
- الشعور بالإرهاق، ضيق الصدر، وارتفاع درجة الحرارة، السعال.
- التنفس السريع، والتنفس مع أصوات الشخير أو الصفير.
- بذل الجهد للتنفس، الاستفراغ، وجع في المعدة، الخمول، فقدان الشهية، وعدم الرغبة في الرضاعة أو الأكل.
- ضعف في العضلات، والأمراض المتعلقة بالتوتر العضلي المنخفض.
- وتحدث أيضاً مشكلات في العظام المُكَوِّنة للصدر، والتي قد تؤدي إلى صعوبات متكررة في تهوية الرئتين، ثم حدوث التهابات.
مضاعفات الالتهاب الرئوي المتكرر
- تراكم السوائل حول الرئتين بسبب الالتهاب الرئوي.. يُمكن أن يُسبب الالتهاب الرئوي عند الأطفال المصابين بأمراض الرئة، صعوبة مزمنة في التنفس، وعدم الحصول على الأكسجين الكافي.
- يُمكن أن يتسبب الالتهاب الرئوي في تراكم السوائل في الفراغ بين أنسجة الرئتين وتجويف الصدر، ومن المحتمل أن يُصاب السائل بالعدوى، ويتم تصريفه من خلال الجراحة، أو وضع أنبوب الصدر.
- من الممكن أن تدخل البكتيريا- جرثومة- من الرئتين إلى مجرى الدم، وتنشر العدوى إلى الأعضاء الأخرى، وأحيانا يتكّون صديد بتجويف في الرئتين، يُعرف باسم خراج الرئة، ويتطلب مضادات حيوية، وأحياناً الحاجة إلى تصريف.
علاج الالتهاب الرئوي المتكرر
عادةً يتبع العلاج نفس مسار الالتهاب الرئوي العادي مع الأدوية، ومن الضروري تقييم المخاطر والمضاعفات المحتملة، وإعطاء العلاج وفقاً لذلك.
- يعتمد نوع العلاج على سبب الالتهاب الرئوي، وشدة العدوى، وعمر الطفل، ومن أبرز طرق العلاج، ما يأتي:
- المضادات الحيوية هي أدوية تُساعد على التخلص من البكتيريا، وتُستخدم لعلاج الالتهاب الرئوي الجرثومي.
- مسكنات لا تحتاج وصفة طبية.. يمكن استخدام الباراسيتامول والأيبوبروفين؛ لتسكين الألم، وخفض الحرارة.
- وقد يحتاج الأطفال إلى دخول المستشفى؛ لتلقي علاج أقوى؛ خصوصاً إذا كانت لديهم العلامات الآتية:
- معدل حرارة سريع، تنفس سريع، صعوبة في التنفس، درجة حرارة منخفضة، وجفاف للعمر الأقل من شهرين.
الوقاية من الالتهاب الرئوي
تُعتبر الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال مكوناً أساسياً للحد من وفيات الأطفال، ومن أبرز طرق الوقاية:
التطعيم ضد المكورات الرئوية، والسعال الديكي، والحصبة، التغذية الكافية لتحسين الدفاعات الطبيعية للأطفال؛ بدءاً من الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى.
معالجة العوامل البيئية، مثل: تلوّث الهواء الداخلي، وتشجيع النظافة الجيدة في المنازل المزدحمة؛ للتقليل من عدد الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي.
إعطاء المضاد الحيوي يومياً؛ لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
يستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدي للعدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، بينما الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعي، يواجهون مخاطر الالتهاب الرئوي.
ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعي بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدى الرضّع الذين يُغذَّون بلبن الأم فقط.
وتزيد الأمراض الكامنة أيضاً، مثل حالات العدوى بفيروس العوز المناعي البشري، من مخاطر إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي.
كما تَزيد العوامل البيئية مثل: تلوّث الهواء داخل الأماكن المغلقة جرّاء استخدام الخشب والروث لأغراض الطهي والتدفئة، من احتمال تعرُّض الطفل للالتهاب الرئوي.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.