يسعد الآباء وتنشرح صدورهم عندما يشاهدون طفلهم ينمو يوماً بعد يوم، ويحسونه يكبر ويتطور عقلياً وحركياً، وأنه لا يختلف عن أقرانه ممن هم في نفس عمره، بينما تأخر نمو الطفل قد يثير القلق والمخاوف لديهم، ويطرح تساؤلات عدة في عقولهم؛ مثل: هل يعاني طفلي من خطبٍ ما؟ وهل هو تأخر أم أنها حالة مؤقتة؟ ومتى ينبغي استشارة الطبيب؟
من الأسباب الطبية المتداولة؛ أن تأخر النمو لدى الأطفال يحدث بسبب أنهم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام عادةً، أو لأن الطعام الذي يحصلون عليه لا يحتوي على ما يكفي من البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن (المواد المغذية)، التي يحتاجون إليها للنمو السليم، كما يمكن أن يحدث تأخر النمو بسبب مشاكل في العائلة أو مشكلة طبية لدى الطفل.
اللقاء مع الدكتور أحمد سعيد عبد الباقي، أستاذ طب الأطفال؛ لنتعرف إلى الإجابة عن تلك الأسئلة، وتوضيح معنى تأخر النمو وأعراضه، وأسبابه، وكيفية علاجه.
معنى تأخر النمو عند الأطفال
تأخر النمو عند الأطفال مصطلح عام يُستخدم لوصف عدم مسايرة معدل نمو الطفل الطبيعي؛ فيما يخص النمو الجسدي والعقلي وتطور المهارات الفكرية والذهنية.
قد يشير قصر قامة الطفل أو تأخر تطوير مهارات الحركة والكلام والتواصل وغيرها إلى تأخر النمو عند الأطفال، ولكن ما يُقصد به: تأخر النمو الجسدي.
قد تكون مشكلة النمو واضحة بعد الولادة، إذا كان الطفل صغيراً بشكل غير طبيعي بالنسبة لعمره، أو إذا لم يكتمل نموه بالمعدل نفسه لأقرانه في نفس عمره.
قد يكون سبب التأخير حالة صحية، مثل: نقص هرمون النمو، أو وجود مشكلة في امتصاص الطعام، والعلاج المبكر يساعد الطفل على الوصول إلى طول طبيعي أو شبه طبيعي.
في كثير من الأحيان، تؤثر التأخيرات في النمو في عدة مظاهر لدى الطفل، وليس فقط نموه الجسدي، وهنا يطلق عليه تأخر النمو العام.
ليس كل تأخر في النمو غير طبيعي، ففي كثير من الأحيان ينمو بعض الأطفال بشكل أبطأ من غيرهم؛ لأنه أمر وراثي في العائلة، ولكن قد يعاني الطفل من تأخر النمو الفعلي عندما لا يزداد طوله بما يتناسب مع عمره.
3-5بالمائة من الأطفال أقصر من المعدل الطبيعي لطولهم، وغالبية هؤلاء الأطفال لديهم أب أو أم قصيري القامة، وقليل منهم يعاني من مشكلة طبية تؤثر في النمو ويمكن علاجها.
علامات تشير إلى نمو طفلك اهتمي بمتابعتها
متى يعتبر الطفل متأخراً في النمو؟
- إذا كان حجم الطفل أصغر من الأطفال الآخرين في سنه.
- إذا كان الطفل أصغر من 95% من الأطفال في سنه وكان معدل نموه بطيئاً.
- إذا لم يحقق الطفل معدلات النمو التالية قبل وصوله لعمر خمس سنوات.
- يجب أن يزداد طول الطفل بمعدل 25.4 سنتيمتر مقارنةً بطوله عند الولادة بحلول نهاية العام الأول.
- من سنة إلى سنتين، في هذا العمر، ينمو الأطفال بمعدل 12.7 سنتيمتر في العام.
- من 2-3 سنوات، ينمو الأطفال في هذا العمر بمقدار 8.89 سنتيمتر.
ما هو طول الطفل الطبيعي؟
الأرقام السابقة هي نسب متوسطة، بمعنى أن الطفل قد يقترب منها ولا يحققها بالضبط ويظل نموه طبيعياً.
أعراض تأخر النمو عند الأطفال
- يكون الرضيع صغيراً بشكل غير طبيعي بالنسبة للحجم المتوقع، من أعراض تأخر النمو عند الولادة.
- عندما يبدو الطفل أصغر من زملائه في الفصل، أو عندما تكون مظاهر نموه غير ملحوظة على مدار عام، وعادةً ما تظهر غالبية الأعراض عند الأطفال بعد سن الخامسة.
- عندما ينمو الطفل بمعدل أقل من 5 سنتيمترات في السنة بعد عيد ميلاده الثالث، تعد من الملامح الأساسية التي تشير إلى وجود مشكلة في النمو .
- التطور البطيء للمهارات الجسدية، مثل: الجلوس والوقوف والمشي، بجانب تأخر المهارات الاجتماعية والعقلية.
- حجم ذراعي الطفل أو ساقيه غير متناسب مع حجم جذعه، من العلامات التي تشير إلى تقزم الطفل.
- إذا كان لدى الطفل مستوى منخفض من هرمون النمو، فقد يؤثر ويبدو شكل وجهه صغيراً حتى مع تقدمه في العمر.
- يظهر لديه دم في البراز، أو يعاني من الإسهال أو الإمساك أو القيء أو الغثيان، إذا كان تأخر النمو عند الطفل ناجماً عن مرض في المعدة أو الأمعاء.
- إذا كان لديه مستويات منخفضة من هرمون الثيروكسين (هرمون الغدة الدرقية)، فقد يعاني إلى جانب صغر حجم الجسم من فقدان الطاقة والإمساك وجفاف الجلد، والشعور بالبرد دائماً وبرودة الأطراف.
أسباب تأخر نمو الطفل بشكل طبيعي
مشكلات الغدد الصماء:
ينظم جهاز الغدد الصماء إنتاج وتوزيع الهرمونات في جميع أنحاء الجسم، يمكن لمشكلات الغدد الصماء أن تؤثر في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وهو أحد الهرمونات المهمة لنمو الطفل، يمكن أن تؤثر أيضاً في الغدة النخامية في الدماغ، المسؤولة عن إنتاج هرمون النمو.
تقييد النمو داخل الرحم:
وهي مشكلة خلقية لا ينمو فيها الجنين بمعدله الطبيعي في أثناء وجوده في رحم الأم، وهي سبب شائع لتأخر النمو عند الأطفال فيما بعد.
الاضطرابات الوراثية:
ترتبط بعض المتلازمات الوراثية بتأخر النمو، ومنها متلازمة تيرنر وداون، وهناك أمراض عظام مختلفة تؤثر في الطول والنمو، والعديد منها وراثي، وأكثرها شيوعاً هو التقزم؛ ويكون فيه ذراعا وساقا الطفل قصيرتين بما يتناسب مع طول جسمه.
البلوغ المبكر:
يتميز هذا الاضطراب بحدوث البلوغ في وقت أبكر مما ينبغي، قد يُظهر الطفل معدلات نمو سريعة في البداية، ولكن يتوقف النمو بعدها في سن صغيرة.
التاريخ العائلي:
قد يكون معدل نمو الطفل أبطأ من الأطفال الآخرين في نفس عمره؛ إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب قصير القامة نتيجة عوامل وراثية.
تأخر النمو البنيوي:
عادةً ما ينمو الأطفال المصابون بهذه الحالة بمعدل طبيعي، لكنهم قصاري القامة أو طولهم أقصر من المتوسط، يمكن أن يتسبب تأخر النمو البنيوي في أن يكون نضج العظام بمعدل أبطأ من عمر الطفل.
هذا أيضاً يجعل الأطفال أكثر عرضة لمرحلة البلوغ في وقت متأخر عن الأطفال الآخرين في العمر نفسه، لكنهم عادةً ما يلحقون بالأطفال البالغين.
الفشل في النمو:
تحدث هذه الحالة عندما ينمو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات بشكل أقل من المعدلات المتوقعة في الوزن والطول، عادةً ما يكون سببها مشكلة في التغذية أو سوء التغذية.
عوامل أخرى تؤثر على نمو الطفل
- الضغوط النفسية الشديدة، سوء التغذية.
- أنواع معينة من فقر الدم، مثل فقر الدم المنجلي.
- الأمراض المزمنة مثل: أمراض الكلى أو القلب أو الرئة والسكري والتليف الكيسي.
- بعض حالات تأخر النمو عند الأطفال تكون مجهولة السبب (لا يُعرف السبب وراءها).
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.