احتقان الحلق عند الرضع: ما بين الأسباب والأعراض وطرق الوقاية والعلاج

مع تغيير فصول العام، والانتقال من درجة حرارة باردة إلى أخرى حارة يتعرض الأطفال الرضع للكثير من الأعراض المرضية، ومنها مرض احتقان الحلق الشائع، خاصة خلال الأشهر الأولى من حياتهم، وذلك نتيجة ضعف مناعتهم وتعرضهم السريع للفيروسات والميكروبات، وهذا الاحتقان يسبب شعورًا بالألم والضيق للرضيع، ويؤثر على قدرته على الرضاعة والنوم، وأعراض أخرى تزعج الرضع و الأم كذلك، لهذا من المهم أن يتعامل الأهل مع هذه الحالة بحذر شديد، نظرًا لحساسية عمر الطفل، وصعوبة استخدام معظم الأدوية. وفي هذا التقرير نلتقي والدكتورة رضوى بهاء الدين، أستاذة طب الأطفال؛ لشرح أسباب احتقان الحلق عند الرضع، وأعراضه، وطرق علاجه المنزلية والطبية، بالإضافة لتوضيح طرق الوقاية، ومن المطمئن ان احتقان الحلق- غالبًا- لا يكون خطيرًا إذا تم التعامل معه بشكل سليم، بينما تركه دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الأذن أو الالتهاب الرئوي.

أسباب احتقان الحلق عند الرضع

احتقان الحلق يكون بسبب التهاب في البلعوم أو الحنجرة، أو بسبب الإصابة بعدوى، أو عوامل أخرى تؤثر على مجرى التنفس العلوي عند الرضيع، من أبرز الأسباب:

• العدوى الفيروسية: وهي السبب الأكثر شيوعًا، وتشمل نزلات البرد، والأنفلونزا، وفيروسات الجهاز التنفسي مثل "الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
• العدوى البكتيرية: مثل التهاب الحلق العقدي الناتج عن بكتيريا المكورات العقدية، وهي أقل شيوعًا في الرضع لكنها خطيرة إن حدثت.
• الهواء الجاف: يسبب جفاف الأغشية المخاطية في الحلق، مما يؤدي إلى تهيجه واحتقانه، خاصة في فصل الشتاء مع استخدام المدفأة.
• الارتجاع المعدي المريئي: يرتد الحمض من المعدة إلى المريء، ما قد يسبب تهيجًا في الحلق وسعالًا مستمرًا.
• الحساسية: بعض الرضع يتأثرون بالغبار أو العطور أو الحيوانات، مما يسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي العلوي.

أعراض احتقان الحلق عند الرضع

يصعب على الرضع تشخيص احتقان الحلق لديهم، لأنهم لا يستطيعون التعبير عن ألمهم، لكن هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تظهر هذه الحالة:

• بكاء مستمر بدون سبب واضح.
• صعوبة في الرضاعة أو رفضها.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• السعال أو الصوت الأجش.
• تورم في الرقبة أو الغدد الليمفاوية.
• سيلان الأنف أو انسداده.
• قلة النوم أو الأرق.
• مرات تقيؤ نتيجة السعال أو البلغم.

هل تودين التعرف على: تجربتي حول أهم العادات الصحية التي يجب اتباعها أثناء رعاية الرضيع

علاج الاحتقان تبعاً لسبب الإصابة

يتوقف علاج احتقان الحلق عند الأطفال الرُضّع على سبب الإصابة؛ حيث يختلف علاج التهاب الحلق البكتيري عن التهاب الحلق الفيروسي.
إذا كان الرضيع مصاباً بنزلة برد؛ فمن المرجّح أن تختفي الأعراض، بما في ذلك احتقان الحلق، في غضون فترة تتراوح بين 7 و10 أيام من تلقي العلاج.
إذا كان احتقان الحلق عند الرُضّع ناتجاً عن الإصابة بمرض باليد والقدم والفم أو التهاب اللوزتين، ربما يستغرق اختفاء العدوى مزيداً من الوقت.

العلاج المنزلي (للحالات الخفيفة)

• زيادة عدد مرات الرضاعة: سواء رضاعة طبيعية أو صناعية، فهي تساعد على ترطيب الحلق وتعويض السوائل المفقودة.
• استخدام جهاز ترطيب الهواء (Humidifier): يساعد في ترطيب الجو وتقليل جفاف الحلق، خاصة في الشتاء أو في الأماكن المغلقة.
• تناول السوائل الدافئة (للرضع فوق 6 أشهر): مثل ماء دافئ بالقليل من الأعشاب مثل البابونج أو الينسون بمعرفة الطبيب.
• رفع رأس الطفل أثناء النوم: يمكن رفع رأس المهد قليلًا؛ لتسهيل التنفس ومنع تراكم البلغم في الحلق.
• الراحة والنوم الكافي: يساعد الجهاز المناعي على مقاومة العدوى بشكل أفضل.
• تنظيف الأنف: استخدام محلول ملحي للأنف أو شفاط الأنف؛ يساعد في إزالة الاحتقان الأنفي، مما يسهل التنفس.

حقائق تعرفي إليها للمحافظة على استمرار الرضاعة الطبيعية

العلاج الدوائي (بوصفة طبية فقط)

• خافضات الحرارة مثل "الباراسيتامول" أو "الإيبوبروفين" (حسب عمر الطفل ووزنه وتوصية الطبيب).
• مضادات حيوية في حال تبين أن الاحتقان ناتج عن عدوى بكتيرية، يصف الطبيب المضاد المناسب، مثل: "أموكسيسيلين".
• مضادات الحساسية إذا كان السبب ناتجًا عن تحسس معين.
• لا يُنصح أبدًا بإعطاء الطفل أي أدوية دون استشارة الطبيب، خاصة أدوية السعال أو الزكام التي لا تناسب الرضع.

هل يسبب التسنين التهاب الحلق؟

نعم، التهاب الحلق والأذن قد يحدث نتيجة دخول الرضيع في مرحلة التسنين، كما أن هذين العرَضين يلازمان ارتفاع درجة حرارة الطفل،
والسبب في ذلك يتمثل في الألم الذي يعاني منه الطفل في هذه المرحلة بمنطقة اللثة؛ فيقوم بعضّ كل ما يجده أمامه، وهنا يجب:

• تنظيف وتعقيم كل الأدوات التي يقوم الطفل باستخدامها، التخلص من الأتربة والغبار بصورة دورية، و إبعاد الطفل عنها.
• استخدام الجل الخاص بتخفيف ألم الطفل خلال فترة التسنين، واستشارة الطبيب على الفور؛ لإعطاء الطفل العلاج المناسب.
• أن يزور الرضيع الطبيب حالة وجود سعال مستمر وقلة بالتبول، خاصة إذا كان عمر الرضيع أقل من 3 أشهر، وزادت عليه أعراض احتقان الحلق.

طرق الوقاية من احتقان الحلق عند الرضع

1. الرضاعة الطبيعية تمد الرضيع بالأجسام المضادة وتقوي جهازه المناعي.
2. الابتعاد عن مصادر العدوى وعدم مخالطة المصابين بنزلات البرد، وغسل اليدين جيدًا قبل حمل الرضيع.
3. تهوية الغرفة يوميًا؛ لتجديد الهواء ومنع تراكم الجراثيم.
4. تنظيف الأدوات الخاصة بالطفل بانتظام، مثل زجاجات الرضاعة، اللهايات، والألعاب.
5. تجنب الدخان ؛ فهو يؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي للرضيع ويزيد من فرص الاحتقان.
6. تجنب إعطاء العسل للأطفال تحت عمر سنة واحدة، لأنه قد يحتوي على بكتيريا تسبب التسمم الغذائي.
7. تناول بعض الأعشاب مثل البابونج والينسون قد تساعد، ويُفضل عدم استخدامها للأطفال تحت 6 أشهر.

استشارة الطبيب

على الأم مراقبة الرضيع جيدًا، والتوجه للطبيب في الحالات التالية:

• ارتفاع حرارة الطفل إلى 38 درجة مئوية أو أكثر إن كان عمره أقل من 3 أشهر.
• صعوبة واضحة في التنفس، وعدم التبول لعدة ساعات ما يشير لوجود جفاف.
• خمول شديد أو ضعف في الاستجابة، مع ظهور طفح جلدي مع الحمى.
• وجود صديد أو بقع بيضاء في الحلق، واستمرار الأعراض لأكثر من 3 أيام دون تحسن.

*ملاحظة من" سيدتي": قبل تقديم هذه الوصفة آو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.