ما زال الأطباء يكررون على مسامع الأمهات أن ارتفاع درجة حرارة الطفل يكون عرضاً وليس مرضاً، كما أن ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل يؤدي لتحديد نوع العدوى التي أصابت الطفل من خلال تحديد مدى الارتفاع في درجة الحرارة، وأيضاً من خلال متابعة بعض الأعراض المرافقة لارتفاعها مثل عدد الأيام التي ارتفعت فيها حرارة الطفل.
من الضروري أن تعرف الأم أن طريقة متابعتها لدرجة حرارة طفلها سوف تساعدها على تحديد نوع العدوى التي انتقلت إلى طفلها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد عبد العزيز، حيث أشار إلى كيف تحددين نوع العدوى التي أصابت طفلك من خلال درجة حرارته والخطوات الصحيحة لقياس درجة حرارة الطفل، وطرق منزلية لتخفيفها، وبعض أخطاء الأمهات في تخفيف حرارة الأطفال، ومنها استخدام ماء الكولونيا، وغيرها في الآتي.
كيف تحدد درجة حرارة الطفل نوع العدوى؟

- لاحظي أن الإصابات المعدية التي تصيب الأطفال في جميع مراحل حياتهم تنقسم إلى عدوى بكتيرية وعدوى فيروسية، وتؤدي العدوى عموماً إلى حدوث ارتفاع في درجة حرارة الطفل، ونوع العدوى التي تصيب الطفل تمكنك في حال التعرف إليها من طريقة علاج الطفل، وأن هناك بعض أنواع العدوى التي توجب استخدام المضادات الحيوية وبعضها لا يحتاج لذلك.
- اعلمي أن معدل درجة حرارة الطفل يلعب دوراً حتى لو كان ارتفاعاً طفيفاً وغير ملحوظ؛ ولذلك في حال الإصابة الفيروسية سوف تلاحظين أن درجة حرارة الطفل ترتفع لمدة يومين فقط ثم تعاود الانخفاض، أما في حال العدوى البكتيرية؛ فسوف تلاحظين أن الحرارة سوف ترتفع لعدة أيام أكثر من العدوى الفيروسية، كما أنه في حال العدوى الفيروسية؛ فمعدل ارتفاع درجة الحرارة يكون طفيفاً، وتنزل بمجرد تقديم خافض الحرارة للطفل سواء على شكل تحاميل شرجية أو شراب عن طريق الفم.
- لاحظي أنك في حال تقديم خافض ارتفاع درجة الحرارة لطفلك عندما تكون عدوى فيروسية تنخفض درجة الحرارة ثم تعود مع انتهاء مفعول خافض درجة الحرارة، أما في حال العدوى البكتيرية؛ فهي تزول قليلاً، ولكنها لا تبقى في حال هبوط وانخفاض حتى موعد الجرعة التالية من خافض الحرارة.
- لاحظي أن العدوى البكتيرية تؤدي إلى إصابة الطفل بارتفاع درجة الحرارة فقط، في حين أن العدوى الفيروسية تؤدي إلى إصابة الطفل بأعراض مثل الرشح والزكام والسعال والخنفرة في الأنف خصوصاً في أثناء النوم، وكثرة نزول الدموع من عيني الطفل بصورة ملحوظة.
- توقعي أن طفلك في حال إصابته بعدوى فيروسية سوف يعاود اللعب والنشاط في حال حصوله على خافض للحرارة، أما العدوى البكتيرية فهي تؤدي إلى بقاء الطفل في حالة من الخمول وفقدان الطاقة ويبقى ملازماً للفراش وغير قادر على مزاولة نشاطه المعتاد.
الخطوات الصحيحة لقياس درجة حرارة الطفل

- طبقي استخدام كمادات الماء الباردة بدرجة الحرارة الطبيعية لغرفة الطفل على مناطق محددة وسليمة وآمنة من جسم الطفل، حيث تُعَدُّ منطقة جبهة الطفل من الأماكن الخاطئة التي يتم اعتمادها من قبل الأمهات، ولا تؤدي إلى خفض حرارة الطفل، ولكن يفيد قليلاً مسح وجه الطفل بشكل عام بتمرير فوطة قطنية مبللة عليه.
- استخدمي خطوة الكمادات الباردة في مناطق مهمة وفعَّالة من جسم الطفل، وهي منطقة ما تحت الإبطين وبين فخذيه، حيث تكون الأوعية الدموية في هذه المناطق قريبة من سطح جلد الطفل، ويمكن أن تقومي بتطبيق الكمادات الباردة باستخدام فوطة صغيرة بحيث تكون قطنية نظيفة بعد تبليلها بالماء، وبحيث لا تتساقط قطرات الماء منها، وفي الوقت نفسه يجب ألا تكون جافة تماماً بحيث تكون لديها المقدرة على امتصاص الحرارة الزائدة وتخفيفها، ويمكن أن تطبقي الكمادات على منطقة الرسغين أيضاً، وفي حال استخدامك أكثر من مكان للكمادات في اللحظة نفسه فيمكن تطبيق الكمادات على الجبين مثلاً، ولكن لا يمكنك تطبيق الكمادات على الجبين لوحده من أجل تخفيف درجة حرارة طفلك.
- راعي أن تستخدمي جهاز مقياس الحرارة المناسب لحالة الطفل؛ فالطفل المصاب بارتفاع درجة الحرارة الذي يكون هامداً وخامداً عن الحركة يختلف تماماً عن الطفل الذي يتلوى من الألم مثلاً، وفي حال استخدام مقياس الحرارة الرقمي يجب أن تتبعي طريقة وخطوات الاستخدام المدونة في النشرة المرفقة؛ حيث إن المقياس الرقمي يكون بحد أدنى وأعلى للحرارة ويختلف عن المقياس العادي.
نصائح عامة لتخفيف حرارة الطفل في المنزل

- ابتعدي تماماً عن عادات خاطئة تستخدمها بعض الأمهات في علاج ارتفاع حرارة الطفل، ومنها مسح طبقة من المطهر الطبي السائل على جلد الطفل مباشرةً، وكذلك مسح طبقة من ماء الكولونيا على جلده، وهي طرق خاطئة تؤدي إلى حدوث التهابات في جلد الطفل فقط، وربما تؤدي إلى تهيج في البشرة خاصة في حال تطبيقها على الوجه من دون أن تحقق أي نتيجة في خفض حرارة الطفل.
- راعي تخفيف ملابس الطفل عند ارتفاع درجة حرارته، ولكن يجب عليك في الوقت نفسه عدم تطبيق الكمادات الباردة على الجبهة، وأيضاً يجب عدم تطبيق طريقة استخدام الماء المثلج، وكذلك قوالب الثلج على الجلد مباشرة، حتى لو كانت درجة حرارة طفلك مرتفعة بدرجة كبيرة؛ لأن الماء المثلج وقوالب الثلج يؤديان إلى حدوث ما يُعرف بالصدمة للأوعية الدموية حيث تتقلص بدرجة كبيرة وبصورة مفاجئة؛ ويؤدي ذلك التقلص إلى حصول الأم على قراءات خاطئة حول معدل درجة حرارة الطفل، كما أن الثلج يحفز الجهاز العصبي المركزي عند الطفل لرفع الحرارة أكثر بسبب الإشارات الخاطئة التي وصلته؛ ما يعني أن استخدام الكمادات الباردة جداً تضر صحة الطفل ولا تفيده.
- امتنعي عن تقديم الإسبرين بكل أنواعه مهما كان مذاق أقراصه للطفل من أجل خفض درجة حرارته، ويمكنك استخدام خافضات حرارة مناسبة بناءً على وصفة الطبيب ولكن أيضاً بعد استخدام طريقة خفض الحرارة عن طريق الكمادات وتخفيف الملابس.
قد يهمك أيضاً: أسباب ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى 40
* ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.