كثير من الأمهات حائرات يتساءلن بلهفة: متى يجلس طفلي؟ وما هو العمر الطبيعي الذي يبدأ فيه محاولة الجلوس؟ ومتى أعتبر طفلي قد تأخر في الجلوس؟ وهل هناك علامات مبشرة مطمئنة، وأخرى تعلن أن هناك مشاكل مسببة لتأخر الجلوس، وأن الأمر يستدعي استشارة الطبيب؟
وراء كل هذه التساؤلات ليس الرغبة في مشاهدة جلوس الطفل فقط، إنما هو الخوف من عدم سير نمو وتطور مهارات الطفل بشكل طبيعي كذلك، لهذا يتناول هذا التقرير الحديث حول الوقت الطبيعي الذي يبدأ فيه الطفل الرضيع بالجلوس، ومتى يعد متأخراً، وما هي أضرار الجلوس المبكر للطفل، وما هي أسباب التأخر؟ اللقاء والدكتور حسين السيد عبد الفتاح طبيب الأطفال للإجابة عن كل تلك التساؤلات بمزيد من التفصيل؛ حتى تطمئن الأمهات.
أساسيات عملية الجلوس
- يعتبر اكتمال عملية الجلوس إشارة إلى استقلال الطفل الرضيع، واعتماده على نفسه، واكتسابه مهارات جديدة.
- يحتاج الجلوس إلى عضلات قوية، والتي يتم الحصول عليها من خلال القيام بتدريب عضلات الطفل ومتابعة تطورها بشكل تدريجي.
- تلاحظين في البداية عند وضع الطفل بوضع الجلوس، أن الطفل الرضيع ينحني كثيراً للأمام وتنحني رقبته.
- ولكن مع التدريب يستطيع الطفل التوازن والجلوس في وضع مستقيم، وعادة ما يبدأ الطفل الطبيعي في الجلوس في عمر ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر بمساعدة الأهل.
- يبدأ الطفل الرضيع بمحاولة الجلوس عند وضعه مستلقياً على بطنه، فنراه، وقد يبدأ برفع رقبته ورأسه للأعلى.
- وهي إشارة على بدء جاهزية الطفل للجلوس مسنوداً، بالتالي يمكن للأم مساعدته في وضع الجلوس، وتمرينه على ذلك لتقوية عضلاته.
- عندما تصبح عضلاته قوية بالقدر الكافي، يتمكن من رفع رأسه والجزء الأعلى من جسمه لأعلى، وبالتدريج يتمكن من الجلوس بشكل مستقل.
- وهذه المهارة تختلف من طفل لآخر؛ فهناك أطفال يتمكنون من الجلوس بمفردهم دون مساندة في الشهر الثامن.
متى يجلس الطفل لفترة طويلة؟
- مع مرور الوقت يتوقع أن تصبح عضلاته أقوى شيئاً فشيئاً، وبالتالي يستطيع الطفل الجلوس لفترات أطول خصوصاً بعد الشهر الرابع بالمساند، ويوصَى بعدم إجبار الطفل على الجلوس مبكراً، وذلك حتى لا يعاني من مشكلات في العمود الفقري.
- يمكن اعتبار أن الطفل قد تأخر بالجلوس في حال كان الطفل غير قادر على الجلوس بشكل مستقل، ودون الحاجة للاستناد على شيء بالرغم من بلوغه الشهر التاسع من عمره.
- تتعدد أسباب تأخر جلوس الطفل، فقد يعود السبب في تأخر جلوس الطفل إلى وجود مشكلة في عضلات الطفل، أو للإصابة بلين العظام الطفلي، مع الأخذ في الاعتبار؛ أن الأطفال الخدج يأخذون وقتاً أطول مقارنة بالأطفال الطبيعيين؛ ليكتسبوا مهارة الجلوس وغيرها من المهارات الأخرى.
علامات تدل على تأخر جلوس الطفل تستدعي استشارة الطبيب
عدم القدرة على الجلوس بالرغم من بلوغ الطفل عمر السنة
السقوط بشكل متكرر وعدم انتظام وتناغم مراحل نمو الطفل، التي يجب أن يمر بها الطفل قبل أن يتمكن من الجلوس وحده.
عدم قدرة الطفل على رفع يديه بالرغم من تجاوزه عمر الشهرين، أو عدم قدرته على السيطرة على الأشياء باليدين بالرغم من تجاوز عمر 6 أشهر.
تيبس جسم الطفل وعدم تناسق الحركات التي يقوم بها
وجود إحدى علامات تأخر السلوك الاجتماعي لديه؛ مثل عدم الابتسام للأبوين والتفاعل معهما، وعدم القدرة على التواصل من خلال العينين وعدم الاستجابة للأصوات، أو الضحك، أو القدرة على تدوير الطفل لنفسه بالرغم من بلوغه عمر 6 أشهر.
جلوس الطفل حسب العمر بالأشهر
جلوس الطفل في الشهر الأول والثاني
من الصعب جداً أن يجلس الرضيع في الشهر الأول أو الثاني، حيث تبدأ مراحل تطور جلوس الطفل من الشهر الثالث أو الرابع.
جلوس الطفل الرضيع في الشهر الأول يعد ضاراً على الطفل، وذلك لعدم قدرته على تثبيت رقبته وفرد ظهره بأي حال من الأحوال.
وفي الشهر الثاني من عمر الطفل، يتوقع أن يكون الرضيع قادراً على رفع يده وتثبيتها مرفوعة لبعض الوقت، وذلك خلال شد الطفل لعضلات المعدة للقيام بذلك، وهو أمر طبيعي يحتاجه الطفل لتطوير مهارات الجلوس في الأشهر التالية.
جلوس الطفل في الشهر الثالث والرابع
في بداية الشهر الثالث يتوقع أن يكون الطفل قادراً على رفع رأسه لأعلى مستنداً على ذراعيه وكفيه لمدة قصيرة.
عند وضع الطفل على بطنه لمدة قصيرة لينزلها إلى أسفل بعد بعض الوقت، ويكرر هذه العملية عدة مرات لأعلى ولأسفل.
يتوقع أيضاً في هذه المرحلة العمرية أن يقوم ببعض الحركات القوية بساقيه وذراعيه.
كما يمكن أن ينزلق الطفل الرضيع قليلاً، وقد يتقلب على جنبيه عند وضعه على ظهره نائماً مستلقياً.
وعند محاولة الأم مساندة الطفل في اتخاذ هيئة الجلوس في الشهر الثالث والقيام بمسكه جيداً، عندها قد يثبت الطفل رأسه لمدة دقيقة ومن ثم ينحني رأسه للأمام.
لذلك لا ينصح بجلوس الرضيع في الشهر الثالث حتى مع تثبيت الأم له ومساندته، لأن هذا الوضع المائل غير صحي، وغير مريح بالنسبة للطفل.
جلوس الطفل في الشهر الخامس والسادس
يبدأ الطفل برفع رأسه لأعلى قليلاً ثم ينزله، ويكرر هذه الحركة لأعلى ولأسفل عدة مرات، في حال تم وضعه مستلقياً على ظهره، وهذا ما يحدث في الشهر الخامس والسادس من عمره.
كما يبدأ جلوس الطفل في الشهر الخامس والسادس من خلال مساعدة الأم أو تثبيته بالوسائد، حيث يمكن أن يجلس الطفل بشكل مستقل للحظات قليلة، ولكن يجب عدم ترك الطفل وحده، وإحاطته بالوسائد لحمايته من السقوط.
جلوس الطفل في الشهر السابع والثامن
يبدأ الرضيع خلال الشهرين السابع والثامن، في الحفاظ على توازنه دون الحاجة لمساعدة، ويمكن أن يتكئ على ذراعيه ويجلس وظهره مستقيم.
كما يبدأ الطفل في هذه المرحلة في تحريك ذراعيه ويديه، ويمسك بالأشياء حوله، ويمكنه الاستدارة يميناً ويساراً والمسك بألعابه.
كما يمكنه الجلوس وحده بعد وضعه مستلقياً على بطنه، من خلال رفع جسده لأعلى بالاستناد على ذراعيه.
جلوس الطفل في الشهر التاسع
في الشهر التاسع، يتوقع أن يستطيع الطفل الجلوس بشكل كامل دون مساعدة من أي شخص أو الاستناد بالوسائد، إلا أن بعض الأطفال قد يتأخرون في الجلوس وحدهم بشكل طبيعي، وخاصة الأطفال الخدج.
أضرار جلوس الطفل مبكراً
تتميز كل مرحلة عمرية بمراحل تطوراتها الخاصة، ومن أهم هذه التطورات:
قدرة الطفل على حمل رأسه والمحافظة على اتزان رأسه والتمكن من الجلوس، لذا يجب عدم إجبار الطفل على الجلوس مبكراً، لإمكانية تعرض الطفل لانحناء العمود الفقري.
يؤدي إجبار الطفل على الجلوس مبكراً لفترات طويلة، إلى تقوس العمود الفقري، لذلك يجب التدريب على الجلوس في العمر المناسب؛ لتجنب حدوث أي من أضرار جلوس الطفل مبكراً.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.