متى يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب النفسي؟ علامات تدلك على القرار الصحيح

صورة طبيب نفسي يفحص الطفلة
علامات تدل على حاجة طفلك للعلاج النفسي
تمثل الصحة النفسية عند الأطفال أهمية قصوى بالنسبة لكل أبوين في تربية أطفالهما، فقد يعاني الأطفال أحياناً من مشكلات تتعلق بمشاعرهم أو سلوكهم أو أفكارهم، وهنا يمكن أن تلعب خبرة طبيب الطب النفسي دوراً حاسماً، لكن يجب الانتباه إلى المؤشرات التحذيرية التي تخبرك بأن طفلك يحتاج إلى استشارة.
لذا، ستنقل لك "سيدتي وطفلك" حسب رأي الخبراء والمتخصصين، علامات مهمة تشير إلى أن طفلك يحتاج إلى طبيب نفسي، سيساعدك فهم هذه العلامات على اتخاذ تدابير استباقية لتعزيز الصحة العقلية لطفلك.

أهمية زيارة طبيب نفسي لصحة طفلك النفسية

تبلغ أهمية رؤية طبيب نفسي يشرف على حالة طفلك النفسية، الأهمية التي تفرضها زيارة الأطباء عندما يعاني طفلك من أمراض جسدية، حيث يمكن للطبيب النفسي أن يساعدك في حل مشاكل الصحة العقلية، وقد يعاني الأطفال من مشكلات عاطفية أو سلوكية أو عقلية تجعل من الصعب عليهم التعامل معها بمفردهم، حيث يمكن للأطباء النفسيين توفير مساحة آمنة لطفلك للتعبير عن مشاعره وأفكاره، ومساعدته على تعلم طرق صحية للتعامل مع مشاعره.

علامات تحذيرية تشير إلى أن طفلك يحتاج إلى طبيب نفسي

1 - تصدر منه مشاكل في السلوك

تصدر منه مشاكل في السلوك

تتعدد الاضطرابات السلوكية والانفعالية عند الأطفال التي تؤثر على صحتهم، وتشمل: اضطراب طيف التوحد، والاكتئاب، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والسلوك العدواني، نوبات الغضب المتكررة، العناد، الاندفاعية كلها علامات على وجود مشكلات سلوكية، يمكن علاج كل المشكلات بزيارة الطبيب المختص، لإجراء التشخيص الدقيق، ومعرفة أسباب المشكلة، ووضع البرنامج العلاجي المناسب، خصوصاً إذا كانت تؤثر على حياته اليومية وتستمر لفترة طويلة.
ومن أشهر سلوكيات الطفل الخاطئة التي انتشرت في آخر السنوات هو عدم الاحترام، والكذب، والتنمر، وغيرها من السلوكيات التي انتشرت في الكثير من البلدان، فيجب على الآباء التحدث مع الطبيب وتعلم كيفية منع هذه السلوكيات، وإذا اقتضى الأمر، فلا بد من اصطحاب الطفل إليه.

2. التغيرات المفاجئة في العادات والاهتمامات المعتادة

يحتاج الأطفال في التغييرات الحياتية الكبرى إلى دعم إضافي لمعالجة مشاعرهم وفهم التغيير والتكيف معه، وإذا لاحظت تغيرات مفاجئة في عادات طفلك واهتماماته المعتادة، فقد يكون ذلك علامة على أنه يعاني من مشكلة في الصحة النفسية، وقد تتخذ هذه التغيرات شكل تراجع في أدائه المدرسي، كما قد تؤثر على اهتمامه بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق.
لا شك في أن التغييرات السلبية في حياة الأطفال -أياً كان نوعها- تترك أثراً في حياتهم ونشأتهم، ولكن الاختلاف يكون في درجة التأثير والشدة، فعادة ما يكون للتغيرات الاجتماعية مثل طلاق الوالدين أو اليتم أثر كبير في حياة الطفل، وعادة ما تفقده التوازن النفسي والاجتماعي والعاطفي، خاصة في ظل غياب التوجيه والرعاية لغياب دور الأب المركزي في تحقيق هذا التوازن، وغالباً ما يكون الأثر بوجود الطفل في محيط غير مناسب لعمره ومرحلته النمائية.

3. الحزن المستمر أو القلق المفرط

إذا كان طفلك يشعر بالقلق المفرط والحزن الشديد معظم الوقت، فقد يكون ذلك علامة على أنه يحتاج إلى مساعدة لا يمكنك تقديمها بمفردك، من الشائع أن يشعر الأطفال بالقلق أو الاكتئاب من حين لآخر، وبالرهبة تجاه أشياء مختلفة في مراحل عمرية مختلفة، غير أن كثيراً من هذا المخاوف يعد جزءاً طبيعياً من عملية النمو، من الشائع تماماً أن يشعر الأطفال الصغار من عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات بقلق مرتبط بالانفصال؛ إذ قد يبكون ويتشبثون بوالديهم أو القائمين على رعايتهم عند فصلهم عنهم، ومع ذلك، إذا بدأ القلق والحزن يسيطران على أفكارهم وحياتهم اليومية، فمن المهم الحصول على مساعدة طبيب نفسي، حيث يعاني الطفل من ضعف التركيز ومواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات الحساسة الشديدة تجاه الأخبار السيئة أو الإجابة بالرفض، التحدث عن الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو الإحساس بالذنب.

4. العزلة الاجتماعية

العزلة الاجتماعية

يمكن تعريف حب العزلة في علم النفس على أنه نمط من العجز الاجتماعي والشخصي، يتسم بالقدرة المنخفضة على تكوين العلاقات الوثيقة، بالإضافة إلى ظهور تشوهات معرفية، وإدراكية، وانحراف سلوكي لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب الشخصية الفصمانية، ويمكن أن تبدأ أعراض هذا الاضطراب في الظهور في بداية مرحلة الطفولة، ويكون سبب الميل للعزلة تداخلَ عوامل كثيرة تختلف بين واحد وآخر ومن أكثرها وأهمها نذكر:
الوراثة، وأسلوب معاملة الوالدين للأبناء، والخلافات بين الوالدين، وعدم تعويد الطفل على الاختلاط بالآخرين، والشعور بالنقص، والتأخر الدراسي وتقليد الوالدين، وشعور الطفل بعدم الأمن، فيرفض الطفل المشاركة في الأنشطة مع الأصدقاء، وهي علامة على وجود صراعات عاطفية، إذا كان طفلك يفضل البقاء بمفرده؛ فهذا يعني أنه يواجه تحديات عاطفية.

5. أفكار إيذاء النفس

قد يبدأ الطفل بإيذاء النفس غير الانتحاري، والذي يُسمى غالباً إيذاء النفس فقط، هو إيذاء الشخص لجسمه عمداً، كأن يجرح الطفل نفسه أو يحرقها، وعادة لا يكون هذا لمحاولة الانتحار، ولكن هذا النوع من إيذاء النفس يكون بمثابة رد فعل مؤذٍ للتأقلم مع الألم العاطفي والحزن والغضب والتوتر.
ومع أن إيذاء النفس قد يُشعِر الطفل بالهدوء والتخلص من التوتر البدني والعاطفي لفترة قصيرة، فإنه عادةً ما يتبعه شعور بالذنب والخزي وعودة المشاعر المؤلمة، والطفل لا يقصد في هذه الحالة التسبب في إصابات مميتة، لكن من المحتمل حدوث ضرر أكثر خطورة بل ربما يكون مميتاً، وهو يقصد فقط لفت الانتباه إليه، لكن التعبير عن إيذاء النفس عبر الأفكار الانتحارية هي أكثر المخاوف خطورة على الصحة النفسية للطفل، إذا أظهر طفلك أي علامة على إيذاء نفسه؛ فيجب عليك استشارة طبيب نفسي لضمان سلامته.

6. مشاكل في تكوين الصداقات

في هذه الحالة يعاني الطفل من الانطوائية والخجل، والخوف من الرفض أو الشعور بعدم القدرة على الانخراط مع الآخرين، وهذا يمنعه من المحاولة في تكوين صداقات، حتى لو أتيحت له الفرصة، فإن مواجهة صعوبة في تكوين صداقات والحفاظ عليها قد يشير إلى مشاكل عاطفية أو اجتماعية؛ لأنه غالباً ما يتصرف الأطفال المندفعون والمفرطو النشاط بطرق تجعل من الصعب عليهم تكوين صداقات، وقد يواجهون صعوبة في تبادل الأدوار والتحكم في غضبهم عندما لا يحصلون على ما يريدون، وقد يتصرف الأطفال غير المنتبهين بشكل متهور أو لا يعرفون كيفية المشاركة، يمكنك مساعدة الأطفال على تكوين صداقات من خلال تدريبهم في المنزل، وقد يحتاج طفلك إلى استشارة طبيب نفسي إذا كان يواجه صعوبة في تكوين صداقات جديدة.
هل تعرفين أسباب رفض الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين؟

7. مشاكل صحية غير مبررة

مشاكل صحية غير مبررة

يعيش في العالم اليوم مليارات الأطفال، وكثير منهم معرضون للخطر ومحرومون من حقوقهم، ولأن الأطفال أصغر حجماً من البالغين جسدياً، وما زالوا في طور النمو عقلياً وعاطفياً، فإنهم يواجهون أكبر التحديات من أشياء مثل الفقر والمجاعة والحرب وتغير المناخ والاستغلال؛ ما يجعلهم يعانون من الصداع أو آلام المعدة عند الأطفال، دون تفسير واضح، بمثابة ضائقة عاطفية، إذا استمرت هذه المشاكل؛ فيجب عليك أن تفكري في العوامل النفسية التي تساهم في هذه الأعراض.
كما تعتبر المشاكل الزوجية بين الأب والأم من المشاكل الفارقة في مرض الطفل غير المبرر، فمع تفاقم المشكلات وتوتر العلاقة بين الزوجين، يكون ضحيتها الأطفال؛ ما يؤدى إلى ظهور عديد من المشاكل الصحية التي تعبر بمجملها عن عدم الاستقرار العاطفي.

8. زيادة الانفعال

قد يفتعل الطفل نوبة الغضب لجذب المزيد من الاهتمام، أو الحصول على شيء، أو تجنب القيام بشيء ما؛ غالباً ما يلقي الآباء باللوم على أنفسهم (بسبب تصورهم بأنهم لا يقومون بواجبات الأبوة على أكمل وجه)، في حين يكون السبب الحقيقي في الغالب مزيجاً من شخصية الطفل، وظروفه المباشرة، وسلوكيات النمو المرحلية الطبيعية.
إذا لاحظت زيادة في الانزعاج أو نوبات الغضب المتكررة عند الأطفال، فقد يكون هذا علامة أخرى على وجود مشاكل عاطفية لدى طفلك، إذا أصبح الموقف خارجاً عن السيطرة وأعاق الحياة اليومية لطفلك، فيجب عليك زيارة طبيب نفسي عبر الإنترنت على الأقل.

9. الخوف المفرط أو الرهاب

الرهاب الاجتماعي هو أحد الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال والمراهقين، والمصابون به يعانون من القلق، أو الخوف المستمر من التعرض للإحراج، أو السخرية، أو الإهانة، عند المشاركة في الأنشطة أو المواقف الاجتماعية المختلفة؛ ما يؤدي إلى تجنبّهم هذه المواقف أو الأماكن، والابتعاد عنها، لا تتجاهلي مخاوف طفلك الشديدة وغير المعقولة أو الرهاب باعتباره من المخاوف المعتادة في مرحلة الطفولة، إذا كانت هذه المخاوف تمنعه من المشاركة في الأنشطة اليومية، فإن زيارة طبيب نفسي للقلق هو الخيار الأفضل.

10. تغيرات جذرية في الشهية

تغيرات جذرية في الشهية

يختلف هذا الاضطراب من طفلٍ لآخر، فبعض الأطفال يشعرون بنهم شديد للأكل، والبعض الآخر يشعر بفقدان الشهية، قد تكون التغيرات المفاجئة في شهية طفلك علامة رئيسية على الضيق العاطفي، وقد يكون ذلك بسبب التغييرات في فترة الانتباه، حيث يميل الأطفال الصغار إلى أن يكون لديهم فترة اهتمام قصيرة، وغالباً ما يكونون قلقين؛ ما يجعل من الصعب الجلوس وتناول الطعام بالكامل خلال أوقات الوجبات، هذا عدا عن نوبات الغضب، خاصة عندما لا يحصلون على طعامهم المفضل، نوبات الغضب المتكررة، التي لا تتم إدارتها بشكل صحيح، قد تؤدي إلى فقدان الشهية عند الأطفال.
يمكنك عادة تحديد السبب وراء ضعف شهية الطفل من خلال الملاحظة والخبرة، ومع ذلك، من الجيد طلب المساعدة الطبية في ظل ظروف معينة.

من أين أبدأ لعلاج طفلي النفسي؟

إذا لاحظت تغيرات أكثر دقة وكنت قلقاً، فلن يضرك رأي متخصص، وهذا لا يعني أنك بحاجة إلى زيارة طبيب نفسي على الفور، قد تكون الخطوة الأولى الجيدة هي طرح بعض الأسئلة على طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة أولاً، حتى التواصل مع معلم طفلك في المدرسة لمعرفة ما إذا كان قد لاحظ أي تغييرات في السلوك قد يكون أيضاً خطوة أولى جيدة.
ومن المهم أن تبقي التواصل مفتوحاً مع طفلك، وإذا كنت تريدين مناقشة التغييرات معه، فمن المهم جداً ألا تكوني اتهامية، استخدمي عبارات تبدأ بـ"أنا" لشرح ما تلاحظينه واطلبي منه إبداء رأيه، وتجنبي العبارات التي قد تشير إلى أنه سيئ أو مخطئ أو مضطرب.
إذا تحدثت مع طبيب ومع طفلك، فقد تقررين أن من الأفضل اللجوء إلى متخصص في الصحة النفسية في هذه المرحلة، يجب أن يفهم الآباء أنهم جزء من الرحلة.

كيف أختار الطبيب النفسي؟

كيف أختار الطبيب النفسي؟

غالباً ما يقوم العديد من الآباء باصطحاب أطفالهم لزيارة المعالج أو الطبيب النفسي أولاً وهو أمر جيد، حيث يقوم الطبيب النفسي بتقييم السلوك، وقد يتطلب الأمر عدة جلسات للقيام بذلك، من ناحية أخرى، يتم تدريب الطبيب النفسي المعتمد على إجراء تقييم أكثر قوة، قد يشمل هذا التقييم حتى فحوصات الدم وتحليل التغذية وعناصر أخرى قد يراها طفلك في زيارة الرعاية الأولية.
قد يكون هذا التقييم الأكثر شمولاً ضرورياً إذا كانت الحالة معقدة، في بعض الحالات قد تحاكي أعراض مشكلة الصحة النفسية الأخرى، وقد تظهر على الطفل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مشابهة للقلق أو الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري، أو قد تكون هناك صدمات سابقة لم تتم مناقشتها، ولكنها تظهر الآن كأعراض لاضطرابات قد لا يعاني منها طفلك.
وفي مثل هذه المواقف المربكة، قد تكون هناك حاجة إلى الاستعانة بخبرة طبيب نفسي. فهو الذي يستطيع تحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تناول الأدوية، ووضع خطة علاج كاملة تتضمن أيضاً العلاج السلوكي.
وقد يتطلب التقييم النفسي الشامل أكثر من جلسة واحدة مدتها 45 دقيقة، يجب على الطبيب النفسي أن يشرح لك بوضوح ما يعتقد أنه قد تكون المشكلة، إذا لم تكوني على علم بها، ولكن يجب أن يكون قادراً على إخبارك بالخطوات التي يتخذها للعثور على الإجابة، في النهاية عندما تقابلين طبيباً نفسياً، اسألي نفسك هذه الأسئلة الثلاثة:
  • هل هو مقنع بما فيه الكفاية؟
  • هل تم توضيح التشخيص؟
  • هل خطة العلاج منطقية؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص