تحدثنا الأرقام بأن هناك 170 مليون طفل حول العالم يعانون من التقزم، إذ يعد من المشاكل الصحية التي قد تظهر لدى الأطفال في سن مبكرة، وعلميًا يحدث التقزم بسبب مشاكل في مراكز النمو في العظام لدى الطفل، تؤثر على نموها وطولها وإمكانية زيادة الطول، والتقزم أن يكون متوسط طول البالغ نحو 122 سم، والأعراض تختلف باختلاف السبب. اللقاء وطبيب الأطفال الدكتور محمود الألفي لإلقاء الضوء على أسباب وأنواع وأشكال وأعراض التقزم عند االرضع.
أسباب القزامة
أسباب وراثية: هناك عائلات يغلب على أفرادها قصر القامة، ويعتبر هذا مقبولًا وليس مرضيًا، بمعنى يتأخر النمو والنضج، وتتأخر المراهقة، ويشمل الطفل الذي يكون أقصر من المتوسط ويدخل سن البلوغ متأخرًا عن المتوسط، ولكنه ينمو بمعدل طبيعي، ويميل معظم هؤلاء الأطفال في النهاية إلى النمو تقريبًا إلى والديهم.
سوء التغذية في الطفولة المبكرة: حيث يمنع سوء التغذية المستمر الأطفال من تحقيق إمكانات نموهم الكاملة، بينما اتباع نظام غذائي متوازن بشكل عام يمنع أو يصحح هذا الاضطراب، سوء التغذية هو السبب الأكثر شيوعًا لفشل النمو حول العالم.
تأخر النمو: بسبب مشاكل في مراكز النمو في العظام تؤثر على نمو العظام وطولها وإمكانية زيادة الطول.
عادات غير صحية للأم الحامل: مثل التدخين، وشرب الممنوعات، وتناول أدوية ضارة بالجنين خلال فترة الحمل.
مشكلات (هرمونية): مشكلات بالغدد الصماء، مثل نقص مستوى هرمون الغدة الدرقية بسبب ضعف نشاطها.
وتشمل الأسباب أيضًا الأمراض الجينية مثل متلازمة داون ومتلازمة ترنر، بالإضافة إلى مشكلات صحية مثل أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب واضطرابات الغدد الصماء. وفي بعض الحالات، قد يكون التقزم ناتجًا عن أسباب غير معروفة، مما يزيد من تعقيد فهم الحالة وتشخيصها.
ملامح التقزم بعامة:
- قصر القامة على منحنيات النمو.
- بطء معدل النمو بالنسبة للعمر.
- تأخر أو انعدام النضج خلال سنوات المراهقة.
- التقزم لا يسبب تأخرًا عقليًا أو مشاكل في الحركة، أو تشوهات خلقية كتشوهات مفصل الفخذ وانحناء الركبتين أو العمود الفقري.
- مشاكل عقلية، وغالبًا سببها يكون ثانويًا مثل تجمع المياه حول المخ.
علامات القزامة لدى الرضع من خلال:
- اختلافات ملحوظة في نسب الجسم، والتي قد تشمل قِصَر الأطراف بشكل غير متناسب ورأس أو جبهة أكبر حجمًا.
- أنماط نمو متقيدة، و قد تختلف الأعراض من حالة لأخرى باختلاف الأسباب الجينية أو الطبية.
- قِصَر الطول الإجمالي عند الولادة وضعف نمو الأطراف وخصائص بالوجه مميزة مثل تسطُّح جسر الأنف.
- تأخُّرٌ في علامات النمو الحركي، أو صعوباتٌ في التغذية عند بعض الرُضَّع، مرتبطة بالتشوهات الهيكلية.
- التقييم الطبي المبكر والمتابعة الدورية أمر بالغ الأهمية لضمان إدارة النمو بصورة صحيحة وتقديم التدخلات المتخصصة اللازمة ودعم التطوُّر الصحي للطفل.
هل أنت مهتمة بقواعد النظام الغذائي التي يجب اتباعها للأطفال ؟
مضاعفات التقزم الخطيرة:
التهابات بالأذن الوسطى: لذا غالبًا نحتاج إلى وضع أنابيب تصريف لتجنب فقدان السمع.
اعوجاج الأسنان: لذا غالبًا يحتاج القزم إلى عمل تقويم للأسنان.
مشكلات في العمود الفقري: خاصة مع السمنة، لذا يجب ممارسة الرياضة وإتباع نظام غذائي سليم.
مضاعفات التقزم المتناسبة:
لا تحدث في كل الحالات، ولكن من الممكن حدوث مشكلات في وظائف بعض أعضاء الجسم مثل القلب وعدم النضج .
مضاعفات أخرى للتَّقزُّم:
- تأخر في تطور المهارات الحركية، مثل الجلوس والزحف والمشي.
- زيادة السوائل حول المخ.
- عدوى متكررة بالأذن، وإذا لم تعالج جيدًا يواجه الطفل خطر الإصابة بفقدان السمع.
- تزاحم الأسنان.
- ضغط على النخاع ألشوكي عند قاعدة الجمجمة.
- صعوبة التنفس أثناء النوم، انقطاع النفس أثناء النوم.
- تحدب الظهر أو ميله تدريجيًا، مما يؤدي إلى ألم في الظهر وضيق في التنفس.
- التهاب المفاصل.
- السمنة تزيد المشكلات بالمفاصل والعمود الفقري.
- تقوس الساقين.
العلاج
الهدف من العلاج هو زيادة الأداء الوظيفي والاستقلالية، هناك بعض العلاجات التي قد تساعد في تقليل خطر حدوث مضاعفات وتشمل:
العلاج بالهرمونات
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص هرمون النمو، قد تكون حقن هرمون النمو البشري الاصطناعي مفيدة، لا يصل الأطفال الذين يتلقون هذا العلاج دائمًا إلى متوسط الطول، ولكن يمكنهم الاقتراب منه.
تحتاج الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر إلى العلاج بالإستروجين والهرمونات الأخرى للمساعدة في تحفيز البلوغ والنمو المناسب.
علاج دوائي (الهرموني)
يناسب المرضى المصابين بالتقزم نتيجة مشكلات في الغدد الصماء، ويحصلون على جرعات تعويضية من الهرمون الناقص لديهم، وكلما تم اكتشاف حالة الطفل المصاب مبكرًا يحقق العلاج نتائج أفضل.
علاج جراحي
- عمليات لتطويل الأطراف القصيرة.
- تصحيح الاتجاه الذي تنمو فيه العظام.
- تصحيح شكل العمود الفقري.
العلاج الطبيعي
- يساعد على تقوية العضلات، وزيادة حركة المفاصل، تحسين انحناء العمود الفقري.
- الدعم النفسي والاجتماعي.
- التغذية السليمة وممارسة الأنشطة الرياضية.
نوعان من القزامة
النوع الوراثي:
ويظهر من أول يوم لولادة الطفل، ويكون شكله ملحوظًا، حيث يكون مستوى طول العظام في الساق قصير، وكف أيدي الطفل تكون أقل من الطبيعة.
النوع الآخر من القزامة:
تظهر نتيجة قلة إفرازات الغدد الصماء، وهى لا تظهر عند الولادة، ويتم اكتشافها بعد عدة أشهر، ولهذا لابد من تقييم طول الطفل كل 6 شهور، وهذا النوع يمكن معالجته إذا تم اكتشافه مبكرًا.
أشكال التقزم:
التقزم المتناسب
عندما يتناسب كل من الرأس والجذع والأطراف مع بعضها بعضٍ، ولكنها أصغر بكثير من تلك الخاصة بالشخص متوسط الحجم، وتُعرف الحالة بالتقزم المتناسب.
ويكون معدل نمو الشخص أبطأ بكثير من المعتاد وغالبًا ما يكون هذا النوع من التقزم ناتجًا عن نقص الهرمونات، يمكن علاجها بحقن الهرمونات أثناء نمو الطفل، بعدها قد يتمكن الشخص المولود بقزامة متناسبة من الوصول إلى متوسط الطول أو الاقتراب منه.
التقزم غير المتناسب
هذا النوع من التقزم هو الأكثر شيوعًا، و يتميز بوجود أجزاء من الجسم لا تتناسب مع بعضها بعض، بينما بعضها الآخر متوسط الحجم أو تكون بعض الأجزاء اصغر من المعتاد.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تقديم هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.