تتغير حياة الأسرة مع قدوم فصل الشتاء خاصة عندما يكون لديها طفل رضيع يتطلب رعاية واهتماماً؛ خاصة حيث تصبح العناية بنظافته أكثر أهمية من أي وقت آخر، وتكون التغيرات في الطقس والرطوبة والتعرض للأمراض أكثر تأثيراً على جسمه الصغير والضعيف، لهذا عن الطريقة المثلى للاعتناء بنظافة الطفل الرضيع في الشتاء، وكيف يمكن للأم والأب ضمان راحة وصحة الرضيع في هذا الجو البارد.. يقدم الدكتور حسام الربيعي أستاذ طب الأطفال كيفية الحفاظ على نظافة طفلك الرضيع في الشتاء، مع تقديم نصائح مهمة للوقاية من الأمراض وحماية بشرة الطفل.
أهمية النظافة في الشتاء للطفل الرضيع
الصغار والكبار يعيشون جو الشتاء، موسم البرد والرطوبة العالية والتقلبات الجوية، و التي قد تؤثر بشكل كبير على جسم الطفل، خاصة في الأشهر الأولى من عمره.
والرضع جهازهم المناعي ضعيف لا يزال في مرحلة النضج والتطور، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمشاكل الجلدية كذلك.
لهذا فإن الحفاظ على نظافة الطفل ليست مجرد روتين يومي، بل ضرورة صحية لحمايته من البكتيريا والفيروسات، التي قد تتكاثر بسهولة في هذا الوقت من السنة.
الشتاء أيضاً يعرض بشرة الطفل الرضيع إلى مخاطر الجفاف والتشقق؛ بسبب انخفاض درجات الحرارة وزيادة التدفئة الداخلية.
بالإضافة إلى ذلك أنه مع الملابس الثقيلة والمزيد من الطبقات التي يرتديها الطفل، قد تتراكم الجراثيم على جسمه وتسبب له التهابات جلدية؛ خاصة إذا لم تتم العناية بنظافة الرضيع بشكل مناسب.
خطوات العناية بنظافة الطفل الرضيع
الاستحمام المنتظم ولكن بحذر:
في الشتاء يمكن أن يصبح الاستحمام أكثر تحدياً نظراً لانخفاض درجات الحرارة، لكن من المهم الحفاظ على نظافة الطفل دون أن يتعرض للبرودة الشديدة.
يفضل أن يتم الاستحمام في بيئة دافئة ومريحة للطفل، بأن تكون درجة حرارة مياه الاستحمام دافئة، لا ساخنة أو باردة؛ درجة الحرارة المثالية بين 36-37 درجة مئوية.
عدد مرات الاستحمام: لا يحتاج الطفل الرضيع إلى الاستحمام يومياً في فصل الشتاء، حيث يمكن أن يؤدي الاستحمام المتكرر إلى جفاف البشرة.
يفضل أن يكون الاستحمام مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع كافياً، مع استخدام صابون لطيف مخصص للبشرة الحساسة للأطفال، خالياً من المواد الكيميائية القاسية والعطور.
فوائد صحية وعاطفية لاستحمام الطفل.. تعرفي إليها داخل التقرير
تدليك بشرة الطفل بعد الاستحمام:
بعد الاستحمام، تحتاج بشرة الطفل الرضيع إلى عناية خاصة للحفاظ على ترطيبها؛ حيث يمكن أن يؤدي الهواء الجاف الناتج عن التدفئة الداخلية إلى جفاف الجلد.
لذلك، من الضروري استخدام كريم مرطب مناسب لبشرة الطفل بعد الاستحمام؛ للحفاظ على ترطيب البشرة ومنع التشققات.
يمكنك استخدام زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند أو زيت اللوز الحلو، حيث تحتوي على خصائص مرطبة ومغذية للبشرة.
الاهتمام بالأظافر:
في الشتاء، قد يتعرض طفلك للعديد من العوامل التي تؤثر على نظافة أظافره، مثل الملابس الثقيلة والحرارة الداخلية التي قد تسبب تعرق اليدين.
تأكدي من قص أظافر الطفل بانتظام لتجنب تراكم الأوساخ تحت الأظافر أو احتمالية خدش بشرة الطفل، واستخدمي مقصاً خاصاً للأطفال وقصّي الأظافر بحذر لتجنب أي إصابة.
الحفاظ على نظافة أنف الطفل وفمه:
في فصل الشتاء، يتعرض الأطفال بشكل أكبر للأمراض التنفسية مثل نزلات البرد والأنفلونزا، وقد تتراكم المفرزات الأنفية بسهولة.
لهذا من الضروري تنظيف أنف الطفل بشكل منتظم باستخدام المحلول الملحي أو أجهزة الشفط الخاصة بالأطفال.
كما يجب تنظيف فم الطفل بعد الرضاعة باستخدام شاش مبلل أو قطعة قماش ناعمة؛ لضمان الحفاظ على نظافة الفم ومنع تراكم البكتيريا.
الملابس النظيفة والمناسبة للطقس البارد:
من أكثر المشاكل التي قد تواجهينها في الشتاء هي الاهتمام بملابس الطفل، يجب أن تكون مناسبة للطقس البارد دون أن تكون ثقيلة جداً بحيث تمنع الطفل من التحرك.
من الأفضل اختيار الملابس التي يمكن التعديل عليها بسهولة ليتنفس الجلد، مع مراعاة الحفاظ على درجات حرارة معتدلة.
الطبقات المناسبة: يفضل ارتداء عدة طبقات من الملابس بحيث يمكن إضافة أو إزالة الطبقات حسب درجة الحرارة. طبقة داخلية من القطن هي الخيار الأمثل لأنها تسمح للبشرة بالتنفس وتقلل من التعرق.
تغيير الملابس المبللة بسرعة: إذا تعرض الطفل للبلل بسبب العرق أو بسبب المطر، يجب تغيير ملابسه على الفور لتجنب إصابته بنزلات البرد والتهيج الجلدي.
نظافة البيئة المحيطة بالطفل
وهي لا تقل أهمية عن نظافته الشخصية في الشتاء، والمعروف أن إغلاق النوافذ والأبواب للحفاظ على الدفء، مما يحد من التهوية الطبيعية في المكان.
لذا من الضروري تنظيف الغرف بانتظام للحد من تراكم الغبار والجراثيم، مع التأكد من تهوية المكان بشكل دوري وتغيير الفراش والملاءات بانتظام.
الحماية من الأمراض الشائعة في الشتاء
الشتاء هو موسم الأمراض التنفسية، ومن بين هذه الأمراض الشائعة التي قد يتعرض لها الرضع هي: البرد والأنفلونزا.
تدعيم جهاز المناعة:
في فصل الشتاء، من المهم أن يحصل الطفل على جميع العناصر الغذائية اللازمة لتقوية جهازه المناعي، ويتم بالمحافظة على التغذية الصحية المتوازنة للطفل.
من خلال الرضاعة الطبيعية، التي تعد واحدة من أفضل الطرق لرفع المناعة لدى الطفل؛ لأنها تزود الرضيع بالأجسام المضادة.
إذا كان الطفل قد بدأ بتناول الطعام الصلب، يمكنك تقديم الأطعمة الغنية بفيتامين "سي" مثل البرتقال، أو الخضروات الورقية الخضراء.
إبعاد الطفل عن الأشخاص المصابين بالأمراض:
من المهم أن تحرص الأم على إبقاء طفلها بعيداً عن الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أو الأنفلونزا، لأن الرضع هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهازهم المناعي، كما يجب تنظيف يديك دائماً قبل لمس الطفل، لتجنب نقل الجراثيم إليه.
الاهتمام بالتهوية الجيدة:
تأكدي من تهوية الغرف التي يقيم فيها الطفل بانتظام، الهواء العفن والركود قد يزيد من انتشار الجراثيم، لذا من الأفضل فتح النوافذ لبضع دقائق يومياً، حتى في أيام الشتاء الباردة لتهوية المكان.
العناية ببشرة الطفل في الشتاء
بشرة الرضيع في الشتاء قد تتعرض للجفاف والتشقق بسبب البرودة والهواء الجاف، لذا، يجب على الأم أن تكون حريصة على الحفاظ على ترطيب بشرة الطفل بشكل مستمر.
استخدام مرطبات طبيعية
اختاري كريمات مرطبة خاصة للأطفال الرضع، ويفضل أن تكون خالية من المواد الكيميائية والعطور التي قد تسبب تهيجاً للبشرة الحساسة.
استعمال الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند تكون خيارات رائعة للبشرة الجافة.
ارتداء القفازات والجوارب الناعمة
لحماية يدي الطفل وقدميه من البرودة، تأكدي من ارتدائه لقفازات وجوارب ناعمة، يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على دفء الأطراف ومنع حدوث تشققات في الجلد بسبب الجفاف.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.