تعد الأعشاب الطبية من أهم الطرق الفعالة في علاج كثير من الأمراض عند الإنسان عموماً، وغالباً ما تلجأ الأمهات لاستخدام الأعشاب لأنهن لا يرغبن في استخدام الأدوية ولكنهن يقعن في خطأ فادح وهو الإسراف في استخدام بعض الأعشاب، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات عند الطفل على اعتقاد منهن أن الأعشاب تكون آمنة دائماً.
من بين الأعشاب التي تستخدمها الأمهات لعلاج بعض الأعراض المرضية عند أطفالهن هو الزعتر البري، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة ماجدة عبد السلام، حيث أشارت إلى فوائد الزعتر البري للأطفال الرضع وأضرار الإفراط في استخدامه، وطرق استخدامه الصحيحة للرضع للحصول على فوائده العديدة، مثل علاج الأمراض التنفسية بأنواعها في الآتي:
ما هو نبات الزعتر البري؟
- اعلمي أن الزعتر البري هو عشبة تصنف ضمن الأعشاب الطبية دائمة الخضرة وتكون منخفضة الطول، فقد يصل طولها تقريباً إلى ما بين (6 - 12 بوصة)، وأوراقها تكون صغيرة خضراء اللون، وهي ذات رائحة عطرية، وسيقان هذه العشبة تكون خشبية ورفيعة، علماً أنه يوجد منها أكثر من خمسين نوعاً مختلف الرائحة المحببة والمنعشة، وقد اتفق العشابون، أي المختصون بعلوم الأعشاب الطبية منذ القدم، على أن نبات الزعتر يعادل في قيمته وفائدته التطهيرية قيمة مطهر "الفينيك" الذي يستخدم للتعقيم والتطهير، ولكن عشبة الزعتر تتفوق على هذه المادة الكيميائية بفوائده الداخلية والخارجية، ويكفي رائحته التي تنعش النفس وتحسن الحالة المزاجية.
- لاحظي أن الزعتر البري يختلف عن الزعتر العادي، فالزعتر البري ينمو في شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، ولكن موطنه الأصلي هو منطقة حوض البحر المتوسط، ويعرف الزعتر العادي بمسمى مفرح الجبال؛ لأنه ينمو ويزهر ويعطر قمم الجبال، ولذلك يحرص القدماء على تقديم الزعتر البري لتغذية الحامل، خصوصاً حين تنتابها نوبات الغثيان ولأنه يحسن مزاجها، ويضاف الزعتر عموماً للطعام كنوع من المشهيات وفاتحٍ للشهية، في حين أن الزعتر البري يتميز بخصائص علاجية.
فوائد عامة لعشبة الزعتر البري
- لاحظي أن هناك مادة يتم استخلاصها من الزعتر البري وتعرف باسم مادة الثيمول وتعتبر من مستخلصات نبات الزعتر البري، وهذه المادة تؤثر على المستقبلات الحسية الموجودة في الفم والحلق واللسان والممرات الأنفية، وتساعد هذه المادة بتأثيرها المهم المستقبلات الحسية خصوصاً في هذه الأجزاء التي تتبع الجهاز التنفسي العلوي في التقليل من حدّة السعال عند الكبار والصغار، كما بيّنت إحدى الدراسات المهمة الحديثة أن غلي بعض أوراق الزعتر مع القليل من أوراق نبات اللبلاب؛ يُسهم بشكل فعال في التخفيف من السعال ومن أعراض التهابات القصبات الهوائية، حيث يسهم الزعتر كمشروب دافىء بشكل خاص في المساعدة على خروج المخاط والبلغم من الشعب الهوائية، ويوصف مغلي الزعتر البري كإحدى الطرق لتهدئة السعال عند الرضع في الليل والذي يزعج نومهم.
- اعلمي أن الزعتر البري يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين سي، وبالتالي فهو يساعد في تعزيز مناعة الجسم للكبار والصغار ويسرع من التعافي من الأمراض الموسمية، كما يحتوي على نسبة عالية من مادة الكارفاكرول التي تعمل على تعزيز المناعة أيضاً بشكل فعال.
- استخدمي الزعتر البري كمشروب لتخفيف السعال ويمكن تطبيقه عن طريق استنشاق البخار المتصاعد من غلي أوراقه، حيث تحتوي على نسبة ما بين 20 - 60% من مادة الثيمول، التي تعمل على تخفيف السعال وتقليل الاحتقان وفتح المجاري التنفسية.
فوائد الزعتر البري للرضّع
- استخدمي مغلي أوراق الزعتر البري بعد تبريدها كشراب للطفل الرضيع الذي يعاني من ارتفاع درجة الحرارة، حيث يسهم الزعتر البري في مساعدة الطفل على التعرق وبالتالي التخلص من الحرارة الزائدة في جسمه.
- قدمي مشروب مغلي أوراق الزعتر على شكل شاي، حيث يعمل على تعزيز مناعة الأطفال بشكل عام، كما أنه يعمل على تثبيط نمو البكتيريا الضارّة سواء في الجهاز التنفسي العلوي أو في جهازه الهضمي.
- استخدمي مغلي أوراق الزعتر كمشروب محلّى بالعسل للطفل بعد عمر السنة، وقدميه بدون تحلية وبكميات صغيرة جداً للرضيع الأصغر سناً، وذلك لأن الزعتر بكل أنواعه قد أثبت فعاليته في تقليل أعراض اضطرابات وفرط الحركة والتي تظهر في سن مبكرة ويمكن أن تلاحظها الأم على الرضيع، مثل بطء التواصل البصري بينهما، كما أن هناك أعراضاً أخرى تظهر على الطفل الأكبر سناً، ويجب أن تعرف الأم من خلال المختصين أعراض فرط الحركة عند الأطفال لكي تستطيع التعامل معها، حيث تقلل من أداء الطفل اليومي وتسهم هذه الأعشاب في تقليل مضاعفاتها.
- قدمي مشروب أوراق الزعتر المغلية بعد تبريدها لطفلك الرضيع الذي يعاني من الإمساك، حيث يعمل الزعتر على تحسين وظائف الأمعاء، كما أنه يساعد في علاج القيء والغثيان عند الرضع بشكل فعال خاصة الناتجين عن التعرض لبرد المعدة.
- طبّقي مغلي أوارق الزعتر البري بعد أن تصبح دافئة في تقديمها لطفلك الرضيع بكمية صغيرة قبل الرضاعة، حيث يسهم مغلي هذه الأوراق المفيدة في تقليل احتقان الحلق الناتج عن الرشح والأنفلونزا والذي يتسبب في صعوبة الرضاعة وبلع الطعام عند الأطفال.
- جفّفي أوراق الزعتر بأنواعه وقدميها لطفلك على شكل مشروب طيلة العام في حال عدم توافرها لديك دائماً، نظراً لأنه يعتبر وصفة سحرية لعلاج فقر الدم ويمكن تقديمه للرضيع بعد عمر ستة أشهر وذلك لتعزيز نسبة الحديد في دمه.
أخطاء تقع بها الأم عند علاج طفلها بالزعتر البري داخلياً وخارجياً
- توقفي عن تقديم مغلي أوراق الزعتر البري لطفلك الذي يعاني من بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث قد يولد بعض الرضع ببعض العيوب الخلقية في الأمعاء مثلاً أو لديهم بعض المشاكل الهضمية التي تتحول إلى أعراض مزمنة، وفي هذه الحالة لا يفضل تقديم الزعتر البري كمشروب لهم لعلاج أعراضٍ أخرى.
- امتنعي عن تدليك جلد الطفل الرضيع نظراً لرقته بزيت الزعتر وذلك بطريقة مباشرة، حيث يعد هذا الزيت من الزيوت التي تتسبب في حدوث تهيجات في جلد الطفل بسبب محتواه من مواد فعالة لاذعة.
- امتنعي عن تقديم الزعتر سواء كطعام أو على شكل مشروب لطفلك، في حال كان يستعد لإجراء أي جراحة لأنه يقلل من معدل تخثر الدم، كما يجب عليك الامتناع عن وضع زيت الزعتر على شكل تنقيط في أنف الطفل تحت أي سبب.
قد يهمك أيضاً: فوائد الزعتر كثيرة أثناء الحمل.. ولكن انتبهي لأضراره!
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.