في عالم صحة الطفل والتغذية العلاجية يُعَدُّ حليب الإبل خياراً فريداً يستحق تسليط الضوء عليه، خاصة هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى عناصر غذائية متكاملة لدعم نموهم وتطورهم، وقد أظهرت الأبحاث العلمية الحديثة أن حليب الإبل يتميز بتركيبة غذائية غنية وقدرات علاجية محتملة في عدد من الحالات الصحية، كما يشير البعض إليه كبديل عن حليب الأبقار للأطفال المصابين بالحساسية أو عدم تحمّل اللاكتوز.
ولبن الإبل يعطى للطفل بداية من سن 10 أشهر أو عام، وبكميات تدريجية قليلة، علماً أنه يفوق لبن الأم، ومن ميزاته أنه يتمتع بالتركيبة الغذائية نفسها للبن البقر كامل الدسم، لكن بنسبة أقل في الدهون المشبعة، وبنسب أعلى بكثير من المعادن والفيتامينات، وفي تقرير اليوم نتعرف إلى فوائد حليب الإبل للأطفال وعناصره الغذائية الكثيرة، وإمكانية علاجه لبعض الأمراض إلى جانب التحديات التي تواجهه، وذلك وفقاً لموقع Health line الطبي.
القيمة الغذائية لحليب الإبل:
يمد الطفل بثروة من العناصر الغذائية
يتميّز حليب الإبل بمحتواه المرتفع من البروتينات والمعادن الأساسية مثل الكالسيوم، الحديد، والبوتاسيوم، فضلاً عن فيتامين C ومجموعة فيتامينات B.
يحتوي على محتوى منخفض من الدهون المشبعة، مقارنةً بحليب الأبقار، مع وفرة في الأحماض الدهنية غير المشبعة؛ مثل حمض اللينوليك الذي قد يساهم في دعم صحة القلب والدماغ.
تؤكد الكثير من الدراسات المحلية والعالمية أن حليب الإبل قد يضم نسبة من فيتامين "سي"، تصل إلى أضعاف الكمية الموجودة في حليب الأبقار.
تمنح هذه التركيبة الغذائية الموجودة بحليب الإبل قدرة على دعم النمو الصحي للأطفال، وتعزيز مناعتهم، وتزويدهم بالعناصر الغذائية الضرورية للنشاط اليومي.
سهولة الهضم وخيار مريح للمعدة الحساسة
حليب الإبل يحتوي على نسب أقل من اللاكتوز مقارنةً بحليب الأبقار، ما قد يجعله مناسباً للأطفال الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز.
تبيّن العديد من الدراسات أن حليب الإبل منخفض التحسس، يتمتع بمحتوى بروتيني مختلف عن حليب الأبقار، وقد يتحمله الأطفال المصابون بحساسية حليب الأبقار بشكل أفضل.
كما يُساهم حليب الإبل في الحدّ من التقلصات والمشكلات الهضمية لدى الأطفال ذوي المعدة الحساسة، أو المصابين بالحساسية أو عدم تحمّل اللاكتوز.
حساسية الجلد عند الأطفال... أسبابها وأعراضها
يحوي أجساماً مناعية وعلاجية خاصة
تشير الدراسات إلى وجود أجسام مناعية تُعرف باسم "الناتو" في حليب الإبل، وقد تساهم في تعزيز الوظائف المناعية للأطفال كدعم طبيعي.
يحتوي حليب الإبل على بروتينات مثل اللاكتوفيرين والإيمونوغلوبولين اللذين قد يساعدان في مواجهة العدوى البكتيرية والفيروسية الشائعة لدى الأطفال.
كما يمكن أن يعزز حليب الإبل مناعة الأطفال عبر إمدادهم بمركّبات نشطة حيوياً تسهم في مقاومة مسببات الأمراض.
إمكانات علاجية في حالات محددة لدى الأطفال
يُشكل حليب الإبل بديلاً فعّالاً لبعض الأطفال؛ الذين يعانون من مشكلات هضمية بعد تناول منتجات الحليب التقليدية.
أظهرت بعض الدراسات أن حليب الإبل قد يكون مفيداً في الحد من الإسهال المرتبط بفيروس الروتا لدى الأطفال، بما في ذلك من فعالية الحليب المخمر الغني بالصوديوم والبوتاسيوم.
وأوضحت الأبحاث أن الأطفال المصابين بحساسية شديدة لحليب الأبقار، قد تحمّلوا حليب الإبل في أغلب الحالات من دون ظهور تفاعلات تحسسية.
كما أفادت بعض الملاحظات الميدانية بتحسّن بعض الأعراض السلوكية لدى الأطفال المصابين بالتوحد بعد إدخال حليب الإبل في نظامهم الغذائي، إضافة إلى إمكانية ضبط سكر الدم.
ويساهم حليب الإبل أيضاً في تحسين توازن سكر الدم لدى الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأوّل، أو اضطرابات أيضية أخرى.
إدراج حليب الإبل في النظام الغذائي للأطفال
طرق الاستهلاك: يمكن مزج حليب الإبل مع العصائر، أو استعماله كبديل لحليب الأبقار في بعض الوصفات اليومية؛ كالمخبوزات والحبوب.
تابع: فوائد حليب الإبل للأطفال
حليب الإبل هو الأقرب إلى حليب الأم، كما يختلف حليب الإبل عن أنواع الحليب الأخرى، إلا أنه يحتوي على نسبة منخفضة من السكر والكولسترول، ومعادن عالية مثل: (الصوديوم، والبوتاسيوم، والحديد، والنحاس، والزنك، والمغنيسيوم، وفيتامين ج).
يقوم بعلاج الفيروسات المسببة للإسهال (مثل فيروس روتا)؛ حيث بحثت دراسة عن تأثيرات حليب الإبل على الإسهال، وأشارت إلى أن حليب الإبل المخمر يحتوي على نسبة أعلى من الصوديوم والبوتاسيوم ما يوقف الإسهال.
له فوائد على العظام أيضاً؛ حيث تنخفض مستويات الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون بشكل بسيط أثناء البسترة، لكن يحتوي الحليب على فيتامين: A وD وE وK ونسبة عالية من الكالسيوم والفسفور، وكلاهما ضروري لصحة العظام ووظائف الخلايا وصحة العضلات والتمثيل الغذائي.
التحذيرات والعيوب المحتملة لحليب الإبل
مع أن الفوائد المحتملة لحليب الإبل كثيرة ومتنوعة وواعدة، إلا أن هناك بعض المحاذير التي عليك معرفتها قبل تناوله:
تناول حليب الإبل الخام بدون معالجة حرارية أو بسترة قد يكون له عواقب وخيمة، نظراً لأنه يكون ملوثاً بالجراثيم الممرضة.
يُنصَح بالحصول على حليب الإبل من مصادر تخضع للرقابة الصحية، واستشارة طبيب الأطفال قبل إدراجه بشكل منتظم، خصوصاً في حال وجود حالات مرضية مُحدَّدة.
على الرغم من توافر منتجات الأجبان والزبادي المصنوعة من حليب الإبل، إلا أن إنتاجها ما يزال محدوداً وصعباً نسبياً بسبب خصائص حليب الإبل الفيزيائية والكيميائية.
حليب الإبل أكثر تكلفة من حليب الأبقار بسبب محدودية توافره وارتفاع تكلفة إنتاجه، بالإضافة إلى طول فترة حمل الإبل (13 شهراً) ومحدودية كمية الحليب المنتجة.
يُستهلك حليب الإبل طازجاً دون بسترة؛ ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي وانتقال أمراض وداء البروسيلات، لذا ينصح باستهلاك الأنواع المبسترة أو الخاضعة للمعالجة الصحية الموثقة.
ينبغي معرفة مخاطره الصحية المحتملة في حال استهلاكه غير المبستر، بالإضافة إلى حالات مرضية محددة كالتوحد والسكري، ورغم ذلك ينبغي مراعاة المخاطر المحتملة عند استهلاكه غير المبستر.
استشارة طبيب الأطفال أو المختصين في التغذية أمر ضروري قبل اعتماد حليب الإبل بصفة دائمة في النظام الغذائي للأطفال.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.