بعد أن يتعلم التعرف على صوتك، ووجهك، ولمسك، ويربط كل تصرف لك بما يحب، سيبدأ طفلك في الاستجابة لك بشكل أكبر خلال الأشهر الأولى من عمره، فهل خطر ببالك أنه جاهز للتعلم، وأن هذه مسؤوليتك؟ نعم لا تستغربي، عليك أن تبدئي بتعليمه حسب عمره؛ كي تربي طفلاً تظهر عليه ملامح الذكاء منذ طفولته، كما ينصحك الأطباء والمتخصصون.
قد يبدو من المنطقي الاعتقاد بأن الأطفال يبدأون في التعلم لأول مرة عند ولادتهم، ولكن صدقي أو لا تصدقي أن عملية التعلم تبدأ في وقت أبكر من ذلك بكثير، حيث يبدأ تعلم الأطفال عندما يكونون أجنة صغاراً في رحم أمهاتهم، وقد أظهرت دراسات مختلفة أن هذا هو الحال. على سبيل المثال، في إحدى الدراسات التي أجراها أطباء في هولندا، تمكنوا من معرفة أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد كانوا يتعلمون كيفية التذكر والتفاعل مع أصوات معينة، عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 37 و40 أسبوعاً.
وجدت أبحاث أخرى أجراها خبراء في كندا والصين أن الطفل الذي لم يولد بعد قادر على التعرف على صوت أمه بحلول الثلث الثالث من الحمل. ولم يقتصر الأمر على هذا الاعتراف فحسب، بل يُعتقد أن هذا يمكن أن يساعد الأطفال على تعلم وتطوير قدراتهم اللغوية الأولى في مرحلة مبكرة جداً.
بنفس الطريقة التي يستطيع بها الأطفال التعرف على الأصوات في الرحم، فقد وجد أيضاً أنهم يستجيبون للموسيقى أيضاً، ولهذا السبب يقوم العديد من الآباء بتشغيل الموسيقى، مثل الموسيقى الكلاسيكية أو أغاني الروك المفضلة لديهم، لأطفالهم أثناء الحمل. بمجرد ولادتهم، قد تجد أنهم قد طوروا بالفعل إبداءات الإعجاب أو عدم الإعجاب بمقطوعات موسيقية معينة بعد سماعها في الرحم.
التعلم بعد الولادة
بالطبع، على الرغم من أساس التعلم المبكر يكون في الرحم، فإن الأطفال يكتسبون الكثير من الفهم والتعلم بمجرد دخولهم إلى العالم، حيث يتمتع الأطفال بالقدرة على القيام بالكثير من التعلم في مرحلة مبكرة، لذلك بمجرد ولادته يكون وعيه موجوداً ويتعلم الأشياء طوال الوقت، وقد ننظر إلى تعلمهم في هذه المرحلة على أنه صغير، ولكن بالنسبة للأطفال الرضع فهي خطوات حاسمة في عملية التعلم الخاصة بهم. على سبيل المثال، عندما تعودين إلى المنزل من المستشفى وتستقرين مرة أخرى في الحياة في المنزل، سيتعلم الطفل الأصوات والروائح والأشياء التي يراها من حوله. سيتعلم أيضاً كيف يبدو الأمر عندما ينام في سريره، وكيف يبدو ملمس البطانيات، وصوت خطواتك، والضوضاء التي تحدث في المنزل من حوله، وكيف يشعر عندما يتم إطعامك وتغيير ملابسك.
تعرّفي إلى المزيد: متى يبدأ الطفل بالانتباه للأصوات؟
ما الذي يتعلمه طفلي حسب عمره؟
يقضي الأطفال الرضع وقتاً أطول مستيقظين ويصبحون أكثر فضولًا بشأن ما يحيط بهم. لقد أصبحوا أقوى وبدأوا في تنسيق الحركات. وكل ما عليك هو تشجيع عملية التعلم من خلال التحدث مع طفلك الصغير، والاستجابة لأي تعبيرات صوتية، وتوفير الألعاب الملونة المناسبة لعمره. كما سيهتم الأطفال بالأشياء الجديدة التي تضعينها بالقرب منهم، لذا ضعي الألعاب الآمنة التي يمكن لطفلك اللعب بها فوق سريره، على الرغم من أنه لن يلعب بالأشياء بشكل نشط بعد، إلا أن شيئاً ملوناً ومثيراً للاهتمام سوف يجذب انتباهه، وسيراقبه بعناية بعينيه، ويستمع إلى أي أصوات يصدرها.
في الشهر الأول أو الشهرين الأولين من الحياة
يعتمد الأطفال حديثو الولادة على البالغين لتحديد تفاعلهم مع ما حولهم، ولكن بحلول نهاية الشهر الثالث، سوف يتفاعل معك طفلك بتعبيرات الوجه والأصوات. وستبدئين في رؤية شخصية طفلك تظهر بشكل أكثر وضوحاً!
سوف يراقب طفلك تعبيرات وجهك بعناية ويستمع إلى صوتك، ويستجيب الرضيع في عمر الشهرين تقريباً للأصوات والقرقرة، حيث يبدو الأطفال سعداء بأمهاتهم وآبائهم عندما يتحدثون أو يبتسمون لهم.
ثم يبدأ الأطفال أيضاً بفتح قبضاتهم وإغلاقها. هذا يعني أنهم قد يكونون قادرين على حمل "الخشخيشة" في أيديهم، حيث يكتشفون أنها تصدر أصواتاً يحبونها.
كيف يمكنني مساعدة طفلي على التعلم في هذا العمر؟
- استجيبي للهديل والغرغرة بأصوات خاصة بك.
- شجعي طفلك على الاستمرار في "الكلام". بهذه الطريقة، يتعلم طفلك الصغير اللغة والمحادثات المتبادلة.
- قومي بتوفير ألعاب ملونة ذات أنسجة وأشكال وأحجام مختلفة لطفلك ليحملها ويستكشفها.
- اصطحبيه إلى صالة ألعاب رياضية للأطفال تحتوي على أشياء مثيرة للاهتمام تتدلى ليضربها طفلك.
- أمسكي بلعبة بعيدة عن متناول طفلك ليتمكن من الوصول إليها، أو ضربها، أو محاولة الإمساك بها.
- لا تربطي الألعاب على أسرة الأطفال أو غيرها من معدات الأطفال، فقد يتشابك طفلك فيها.
- راقبي علامات الانزعاج أو الالتواء أو البكاء، التي تشير إلى أن طفلك الصغير يشعر بالنعاس.
أفكار أخرى لتشجيع طفلك على التعلم واللعب
- أمسكي يدي طفلك وصفقي بهما بلطف أو مدي ذراعيه (متقاطعتين أو واسعتين أو فوق الرأس).
- حركي ساقي طفلك بلطف كما لو كنتِ تقودين دراجة هوائية.
- استخدمي لعبة مفضلة لطفلك للتركيز عليها ومتابعتها، أو هزي "الخشخيشة" ليجدها طفلك.
- اصنعي تعابير وجه مختلفة ليقلدها طفلك.
- تحدثي إلى طفلك ودعيه يتجاوب معك
- اقرئي له.
- أثناء الاستيقاظ، دعي طفلك يقضي بعض الوقت مستلقياً على بطنه للمساعدة على تقوية الرقبة والكتفين، وراقبي دائماً طفلك أثناء "وقت الاستلقاء على البطن". لكن لا تضعيه أبداً لينام على بطنه. يجب أن ينام الرضع على ظهورهم لتقليل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).
في الأشهر من 3 – 6
في هذه الفترة تظهر علامات التعلم الرئيسية الأخرى على المستوى العاطفي أيضاً. سيتعلم الأطفال كيفية الاستجابة لاحتياجاتهم، وكيف يكون الشعور بالابتسامة - والابتسام في المقابل - وكيفية إخراج لسانهم. يعد التفاعل مع طفلك في هذا الوقت أمراً مهماً حقاً، لأنه لا يساعد في عملية الترابط فحسب، بل يساعد أيضاً في عملية التعلم أيضاً. لذا افعلي كل ما بوسعك من أجل طفلك، وستضعينه في وضع جيد لتعلمه في المستقبل
متى يجب أن أتصل بالطبيب؟
هناك خط واضح من التطور الطبيعي، لذلك قد يكتسب بعض الأطفال المهارات في وقت مبكر أو متأخر، لأنهم يختلفون عن بعضهم في مراحل هذا التطور، لذلك تحدثي إلى طبيبك إذا كان لديك أي مخاوف بشأن كيفية رؤية طفلك وسمعه، أو إذا كان لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن نموه.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.