فوائد الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية بلغة عربية سليمة

صورة لأم تتواصل مع طفلها
تحدثي مع طفلك بلغة عربية سليمة وصحيحة المخارج والألفاظ

تُخطئ الكثير من الأمهات الحوامل أولاً والمرضعات تالياً حين يتحدثن مع الأجنة والمواليد بعد أن يصلوا إلى الحياة بلغة غير سليمة، فمثلاً نلاحظ أن الأم تتحدث مع الطفل وحتى سن دخول المدرسة بلغته الطفولية التي تكون تقليداً لطريقته في الحديث، وبالتالي فهي تقع في خطأ كبير يضر النمو اللغوي والسلوكي والإدراكي للطفل، فيجب عليها أن تتكلم مع الجنين منذ بداية الحمل، كما تتكلم مع الكبار لما له من فوائد، وكذلك يجب أن تتكلم مع المولود ولا تعتقد أنه لا يفهم، ولكن الحديث أيضاً له ضوابط لكي يحقق أهدافه، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة لمياء محيي الدين؛ استشارية طب الأسرة، حيث أشارت إلى فوائد الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية بلغة عربية سليمة ومروراً بمراحل عملية مبكرة كالآتي:

أهمية الحديث مع الطفل خلال المرحلة الجنينية

يجب أن يتحدث الوالدان مع الجنين


أشارت الأبحاث على مدار سنوات بعيدة إلى أن حاسة السمع تتطور أثناء وجود الجنين في رحم الأم، كما أن الجنين يستطيع أن يميز صوت الأم أولاً ثم صوت الأب، ويتأثر الجنين بما يسمعه في الخارج فيتأثر حين تبكي أمه ويبكي مثلها، ويتأثر حين تفرح وتضحك ويشعر بالسعادة، ويعبر عن ذلك بزيادة حركته داخل رحمها بالركل بقدميه الصغيرتين.
ولذلك فقد اعتبر العلماء أن مرحلة الحديث الهامس مع الجنين منذ الشهور الأولى من الحمل هي مرحلة هامة لا يمكن تجاهلها كما يفعل البعض، ولكن هؤلاء العلماء أيضاً يصرون على احتساب الفترة التي يقضيها الجنين في رحم أمه، وهي التسعة أشهر على أنها من ضمن العمر الزمني للإنسان؛ لأن الجنين يكتسب خبرات خلالها مثلها مثل المرحلة التي تأتي بعد الولادة والاحتكاك والاختلاط بالعالم الخارجي.
ويمكن أن تستغل الأم فترة الحمل في الغناء للطفل وحكاية الحكايات بلغة سليمة وكذلك قراءة القصص التراثية التي يتربى عليها الأجيال؛ لأنها تصبح جزءاً من موروثه الذي سوف ينقله للجيل القادم وهكذا.
قد يعجبك أيضاً: أشياء يجب تعليمها للطفل قبل العاشرة

أهمية الحديث مع الطفل بلغة سليمة في مرحلة الطفولة المبكرة

لا تتحدثي معه بطريقة الاختصارات والرموز


يفيد الحديث مع الطفل بلغة عربية سليمة في مرحلة ما قبل عمر السنتين أي الطفولة المبكرة بحيث تلفظ الأم الحروف كما تلفظها حين تتكلم مع الكبار وتسمي الأشياء بمسمياتها، فمثلاً تسمي الماء بالماء ولا شيء غير ذلك، فليس على سبيل التدليل أو الفرح والابتهاج بالطفل نخترع لغة غريبة يمكن أن تلتصق بلسان الطفل وتؤدي لتأخر نموه العقلي والسلوكي والإدراكي، بل يجب على الأم أن تتكلم معه بلغة عربية سليمة الألفاظ وكاملة ولا داعي أيضاً للاختصارات في الحديث مع الطفل بل على العكس على الأم أن تلفظ الكلمة كاملة مع الإشارة بيدها لكي تسهل على الطفل الاستيعاب وفهم الكلمة وربطها بمعناها سواء كانت اسماً أو فعلاً.
ويسهم الحديث مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في رفع معدل ذكاء الطفل، ويلاحظ أن الأطفال الذين يتحدث لهم ذووهم بلغة عربية صحيحة يحصلون على درجات أعلى في اختبارات الذكاء، كما أن سماع الطفل لكلمات صحيحة وليس "لغة الأرانب" كما يُطلق عليها أي اللغة غير المفهومة يحفز ذكاء الطفل ويعزز قدراته العقلية ويزيد من قدرته على استخدام يديه؛ لكي يلتقط الأشياء لأنه أصبح يعرف مسمياتها الصحيحة، فقد لوحظ أن الطفل يلتقط الأشياء ولا يتركها بصورة أفضل حين يعرف اسمها ويتم ترديده صحيحاً على مسامعه، ولذلك يخبرك العلماء بأن الحديث بلغة سليمة مع الطفل يجعل عقله يتنفس بدلاً من الارتباك الذي يحدث حين يسمع أكثر من لهجة أو طريقة في الكلام مثل أن يسمع طريقة الكبار ثم طريقة الحديث معه.

أهمية الحديث مع الطفل بلغة سليمة في مرحلة المدرسة

يمكن أن يسهم الحديث مع الطفل بلغة عربية سليمة المخارج والألفاظ في علاج الطفل من مشكلة التبول الليلي، أي السلس البولي الذي تكون غالبية أسبابه نفسية ناتجة عن تعرض الطفل لمؤثرات مثل الغيرة أو سخرية الكبار من طريقته في الكلام بسبب التلعثم مثلاً.
ويسهم الحديث مع الطفل في مرحلة المدرسة وصولاً لمرحلة المراهقة في علاج الطفل من مشكلة الخوف من الغرباء أو الخوف من الذهاب إلى المدرسة، كما يمكن علاج الطفل من مشكلة التأتأة ومشاكل النطق التي غالباً ما يكون سببها نفسياً، ويعالج الحديث مع الطفل بلغة واضحة ودون رموز غيرة الطفل من المولود الجديد؛ لأن هذا الحديث الواضح من شأنه أن يلفت انتباهه ويحوله إلى أمور أكثر أهمية.
كما يمكن حل بعض مشاكل التعلم لدى الطفل بقراءة قصيدة أو آيات قرآنية أو ترديد جدول الضرب على مسامع الطفل لكي تترسخ لديه المفردات العربية الأصيلة، وتنبيه الطفل لحفظها مثل أن تردد الأم بعد قراءة جدول الضرب: أحمد تلميذ شاطر يحفظ جدول الضرب، وكذلك يمكن أن تعد الأم أغنية بكلمات عربية فصيحة تشيد بتفوق الطفل وسرعة تحصيله وحفظه.

شروط الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية

  • يجب أن تبدأ الأم الحديث بهمس وليس بصوت مرتفع لتحقيق خصوصية يحبها الطفل منذ أن يكون في الرحم وحتى سن 15 سنة.
  • يجب على الأم أن تستغل ما قبل عمر السبع سنوات لتعليم الطفل سلوكيات وخبرات؛ حيث أثبتت الدراسات أن أقوى وأسرع برمجة للعقل اللاواعي للطفل تتم ابتداء من الولادة حتى سن سبع سنوات.
  • يجب على الأم تكرار العبارات الإيجابية ثلاث دقائق كل مرة ولمدة 14 يوماً متتالياً لكي تحصل على نتائج رائعة بالنسبة لتقبل الطفل وتعوده عليها وقيامه بها بطريقة عملية.


* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.