خلال الأشهر القليلة الأولى من عمر طفلك، قد يبصق أو يتقيأ بعد كل رضعة؛ لأن الصمام الذي يتصل به المريء بالمعدة ليس مكتملاً بما يكفي ليعمل بشكل صحيح، وسيبدأ هذا الصمام بالنضج عندما يبلغ طفلك حوالي أربعة أو خمسة أشهر، ويجب أن يكون على ما يرام عندما يبلغ عامه الأول.
لذلك وفقاً لموقع "هيلث لاين"، يعد استفراغ الرضيع أمراً شائعاً لدى الأطفال، ولكن إذا كان الطفل الرضيع يبصق دماً أحمر اللون أو بني اللون مع سائل حليبي، فمن المؤكد أن ذلك عرض يدعو للقلق ويتطلب علاجاً فورياً.
1. متلازمة الأنابيب الصدئة
في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، من الطبيعي أن يكون حليب الثدي ممزوجاً ببعض الدم، ويرجع ذلك إلى زيادة تدفق الدم حول منطقة الثدي، ونمو قنوات الحليب، وغالباً ما يشار إلى ذلك باسم "متلازمة الأنابيب الصدئة"، يمكن أيضاً أن يكون الاستخدام غير الصحيح لمضخة الثدي أو أي نوع من الصدمات الجسدية للثدي من العوامل الأساسية، حيث تميل الشعيرات الدموية الممزقة إلى تسرب الدم إلى حليب الثدي.
قد يكون لون حليب الثدي الممزوج بقليل من الدم الأحمر أو الوردي أو البرتقالي أو البني قليلاً، ومع ذلك لا تقلقي، فمن الآمن تماماً أن يرضع الطفل الرضيع حليب الثدي، وسيأخذ الاستفراغ أو قيء الطفل مظهراً مشابهاً.
على الجانب الآخر، إذا بصق الطفل دماً بعد وقت قصير من الولادة، فلا داعي للقلق. قد يكون دم الأم والجنين الذي ابتلعه الطفل أثناء الولادة. ومع ذلك، قومي بإبلاغ الطبيب بهذا الأمر لمراقبة الطفل.
تعرفي إلى المزيد حول متلازمة الأنابيب الصدئة عند المرضعة
2. التهاب وتشقق الحلمات
لدى معظم الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، يكون الدم الذي يبصقه الطفل عادة من الأم وليس من الطفل، فإذا كان لدى الأم حلمات ملتهبة ومتشققة قد يحدث القليل من النزف أثناء الرضاعة الطبيعية، ومن الممكن أن يبتلع الطفل الرضيع بعضاً منه. ونتيجة لذلك، سيكون لعاب الطفل الرضيع مصحوباً بقليل من الدم.
إذا كان هناك دم في حليب الثدي أو حول الحلمة، قدمي بعض الماء للطفل بعد الرضاعة حتى يختفي الدم، ويجب التوقف عن الرضاعة من الحلمة المتشققة لبضعة أيام مع استخدام واقٍ للحلمة، وهو متوفر في الصيدليات لتجنب الشعور بحكة أثناء الرضاعة الطبيعية.
يجب الانتباه أيضاً إلى أن الدم الذي يمر مع حليب الثدي سوف يختلط أيضاً مع الأمعاء، ويمكن رؤية الدم في براز الطفل، ولكن إذا لم يكن هناك دم من الحلمة أو إذا كان الطفل يتناول أطعمة صلبة ولا يزال يتقيأ دماً؛ فيجب اصطحاب الطفل على الفور إلى الطبيب.
3. تمزق المريء
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يسبب الاستفراغ أو القيء تمزقاً في وعاء دموي صغير في مريء طفلك، ولكن لا داعي للقلق لأنه سوف يتعافى سريعاً، وعليك الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، مع اتخاذ الخطوات اللازمة للمساعدة في تقليل الاستفراغ أو القيء؛ مثل القيام بتجشؤ الطفل بعد كل رضعة؛ لمنع الهواء من التراكم في معدة الطفل وتجنب البصق.
ويجب جعل الطفل يجلس في شكل مستقيم لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد كل رضعة مع الرضاعة بكميات صغيرة من الحليب بشكل متكرر، وذلك على مدار اليوم؛ وذلك نظراً لأن معدة الطفل تعد صغيرة جداً، فيجب عدم الإفراط في إطعام الطفل في جلسة واحدة.
4. ارتجاع المريء
الارتجاع المعدي المريئي هو عودة إلى محتوى المريء وتوجيهه إلى الفم، مما يسبب التهاباً مستمراً في جدار المريء، ويعد ارتجاع المريء عند الرضع أمراً طبيعياً حتى بلوغ الطفل عمر عام، ولكن في الحالات الخطيرة، قد يسبب الارتجاع المريئي المستمر الاستفراغ أو القيء المصحوب بالدم.
استشيري طبيب الأطفال لتحديد العلاج المناسب، والذي قد يشمل بعض الرعاية؛ مثل وضع وسادة تحت مرتبة السرير، وتجنب وضع الطفل في السرير بعد أول 20 إلى 30 دقيقة بعد الرضاعة، أو وصف الأدوية، إذا لزم الأمر.
5. اضطرابات التخثر
تحدث اضطرابات تخثر الدم لدى الأطفال الرضع الذين يعانون من نقص فيتامين ك، وقد تؤدي اضطرابات التخثر إلى بعض المضاعفات للطفل؛ مثل مرض الخلايا المنجلية الذي يؤدي إلى التصاق خلايا الدم ومنع تدفق الدم بسلاسة، مما يؤدي إلى الانسداد الرئوي، وغالباً ما تتميز هذه الحالة عند الأطفال بضيق في التنفس وألم في الصدر واستفراغ دموي.
قد يهمكِ الاطّلاع على أهمية حقنة فيتامين ك لحديثي الولادة وهل لها آثار جانبية؟
متى يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب؟
إذا لم يكن أي من الأسباب السابقة هو السبب وراء الاستفراغ أو قيء طفلك للدم، وإذا استمر الأمر، فيجب عليك اصطحابه إلى طبيب الأطفال، خاصة إذا كان طفلك يعاني من أعراض مثل:
- القيء الأخضر.
- انتفاخ البطن.
- الحمى والتي تكون أعلى من 100.4 درجة فهرنهايت.
- الإسهال، وخاصة البراز الداكن أو الدموي.
- طفح جلدي جديد.
- الخمول.
- فقدان الشهية.
- النوبات أو الانزعاج الشديد.
يمكن أن يكون استفراغ الدم بسبب إصابة الطفل ببعض المشاكل الصحية في الجهاز الهضمي ووجود مشكلة طبية أساسية رئيسية، مثل نزيف الجهاز الهضمي، لذا يفضل سحب عينة من الدم الموجود في قيء طفلك إلى طبيبك لإجراء الاختبار.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.