متى تفصلين طفلك الرضيع إلى غرفته الخاصة؟ومضار تأخير فصله

صورة لطفل في سريره بداخل غرفته
ضعي طفلك في غرفته الخاصة في عمر ستة أشهر

اعتادت الأمهات على عادة أن ينام الطفل في غرفة الوالدين، وغالباً ما يتم تخصيص سرير منفرد له، ويوضع إلى الطرف الذي تنام عليه الأم من السرير العريض الذي يجمعها مع الأب، وترى الأمهات أن نوم الطفل في غرفة نوم الوالدين هو الوسيلة الأمثل لحماية الطفل، على اعتبار أنه مازال كائناً ضعيفاً؛ لا يستطيع أن يساعد نفسه في حال الوقوع مثلاً من سريره المنفرد، أو حدوث أي طارئ خلال الليل، كما أنهن يفعلن ذلك من باب الحب والدلال الزائد للطفل، ولكن خرجت دراسات حديثة تؤكد خطأ هذا الأسلوب التربوي، مما دعا الأمهات للتساؤل عن السن المناسبة لكي ينفصل الطفل عن غرفه والديه؛ لكي ينام في غرفته المخصصة، ولذلك فقد التقت "سيدتي"، وفي حديث خاص بها، بالدكتور عبد الله اليونس، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، حيث أشار إلى الإجابة عن سؤال مهم حول هذا الموضوع؛ وهو متى تفصلين طفلك الرضيع إلى غرفته الخاصة؟ ومضار تأخير فصله عنك، في الآتي:

السن المناسبة لفصل الطفل عن غرفة والديه

أكدت الدراسات الطبية والتربوية الحديثة أن نوم الطفل في غرفة نوم الوالدين يكون حتى عمر ستة أشهر فقط، ونعني بغرفة نوم الوالدين أن يكون له سريره المستقل، وألا ينام المولود في نفس سرير الوالدين تحت أي سبب، وخلال الشهور الستة الأولى من عمر الطفل؛ يحتاج الطفل فعلاً للنوم بالقرب من أمه، حيث إنه يكون بحاجة للرضاعة في ساعات الليل، كما أنه بحاجة لكي يشم رائحة الأم في الأيام الأولى، ولذلك فوائد تعود عليه وعلى الأم من الناحية النفسية والصحية، كما أن الطفل في شهوره الأولى حين ينام في سرير الأم أو بالقرب منها؛ فهو يحصل على رعاية يكون بحاجة لها في هذا العمر؛ مثل تغيير الحفاضات باستمرار، وكذلك تهدئته؛ بسبب حدوث المغص الليلي المعتاد في الشهور الأولى للرضع.
في عمر ستة أشهر تماماً، انقلي طفلك إلى غرفته المستقلة، حيث إن ذلك سوف يكون مفيداً لكِ وللأب أيضاً، فقد أشارت دراسات حديثة، صادرة عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس، إلى أن الطفل حين ينام في غرفته المستقلة يعني أن تنام الأم بشكل أفضل، وكذلك الأب، ويعني ذلك أن تكون الأم في مزاج جيد لرعاية الطفل خلال النهار، وكذلك الأب الذي يتأثر بتقلبات النوم؛ بسبب وجود الطفل الرضيع في نفس الغرفة.
وتختلف السن من طفل لآخر، ولكن ينصح الخبراء بعدم تجاوز الطفل عمر السنة، وذلك يخضع للوضع الصحي للطفل؛ مثل إصابته بمرض مزمن مثلاً، أو وجود إعاقة لديه أو تشوهات خلقية، ففي هذه الحالة يجب أن يكون الطفل الرضيع تحت رقابة الأم طيلة الوقت.
قد يهمك أيضاً: تدريب الطفل على النوم بمفرده..إليك أبرز الخطوات التي تساعدك

أضرار نوم الطفل في سرير الأم

يجب أن يكون له مهده المستقل منذ الولادة

أشارت عدة دراسات إلى ارتباط تعرض الرضع لمتلازمة الموت المفاجئ للرضع في حال النوم في غرفة نوم الوالدين، وبالأخص في سرير الأم، سواء النوم معها وحدها أو بين الوالدين، ولذلك يحذر الأطباء من نوم الطفل الخديج، خصوصاً في سرير الأم؛ لأن الأطفال الخدج هم الأكثر عرضة لمتلازمة الموت المفاجئ، رغم أنه ليست هناك أسباب لما يعرف بموت المهد حتى الآن.
كما أن نوم الطفل في غرفة الأم يجعل من الصعوبة تنويمه، ويكون نومه خفيفاً؛ أي أنه يستيقظ لمجرد سماع أي صوت، أو عندما تحاول الأم حمله ونقله إلى سريره، كما أن الطفل الذي ينام بجوار أمه أو في غرفته؛ يكون لديه إلحاح لطلب الرضاعة، خاصة الصناعية، بعكس الطفل الذي ينام في غرفته بعد عمر ستة أشهر، حيث يتخلى بسرعة عن الرضاعة الليلية، وكذلك عن استخدام اللهاية والتعلق بها.
يلتصق الطفل الذي ينام في غرفة أمه بها، ويصبح من الصعب نقل الطفل لغرفة أخرى بعد أن يتعدى سن ستة أشهر، ويعاني من أعراض نفسية؛ نتيجة للقيام بهذه الخطوة المتأخرة.

طرق إقناع الطفل بالنوم في غرفته الخاصة

هناك فرق بين المهد والسرير

 

  • جهزي غرفته لكي يحبها، فعلى الأم أن تجهز الغرفة للطفل، بحيث تكون ذات ألوان زاهية وجميلة ولطيفة، وبرسوم لطيفة وليست مخيفة، كما أن الألوان الفاتحة تكون مبهجة للطفل في اختيار لون الطلاء والستائر وكذلك الأثاث.
  • وعلى الأم أيضاً أن تبعد السرير عن شباك الغرفة مثلاً، وتكون الإضاءة مناسبة؛ لكي لا يشعر بالخوف، كما عليها أن تضع حدوداً مرتفعة للسرير؛ لكي لا يقع الطفل خلال نومه، ويمكن قضاء بعض الوقت في الغرفة خلال النهار؛ لكي يتقبلها.
  • ضعي الطفل عدة ساعات وحده في الغرفة دون أن ترافقيه؛ لكي يتقبلها ويعتاد عليها، وتحدثي عنها أمامه، حتى لو كان صغيراً جداً بأنها غرفته، وتحدثي أمام الآخرين عن جمال سريره، وعن جمال الرسومات على الجدران مثلاً، فكل هذا يشجعه لكي يستقل بها مهما كان صغيراً، فسوف يفهم تعبيرات وجهك الفرحة والمشجعة.
  • حاولي أن تضعي له روتيناً معيناً للنوم، بحيث إنه في سن الرضاعة، لا تجعلي آخر ما يقوم به قبل النوم هو الرضاعة، بل أرضعيه، ثم دعيه يلعب في السرير حتى يشعر بالتعب، ويمكن أن تتركيه يلعب على أرضية الغرفة حتى يبدأ بالتثاؤب، فاحمليه إلى السرير، وغنّي له، وقلّبي بين يديه بعض القصص المصورة ضخمة الحجم.
  • استعيني بالضوضاء البيضاء لتنويم الطفل، واستخدمي أجهزة مخصصة تصدر أصواتاً وضعيها في غرفته؛ لكي تساعده على النوم بسرعة، ويوماً بعد يوم يمكنكِ اكتشاف الأصوات التي تساعده على النوم بسرعة، مع تحديد وضبط كمية الإضاءة في الغرفة؛ لكي يستطيع أن ينام في فصل الشتاء في جو مظلم قليلاً وينعم في فراشه الدافئ.
  • تعرفي إلى الفرق بين المهد والسرير المخصص للأطفال، فالمهد هو السرير المرتفع، والذي تضعين فوقه الألعاب الصغيرة، ويظل الطفل فيه حتى يقترب من عمر ثمانية عشر شهراً، وبعد ذلك وفيما يقترب من العامين؛ يمكنك أن تنقليه لسرير الأطفال المخصص لمن تجاوزوا العامين، وممن يستطيعون النزول والصعود إليه، ويمكن لإخوته مساعدته وتعليمه.
  • فتشي غرفته جيداً، وتأكدي من خلوها من الحشرات التي قد تسبب له الأذى وتقلقه أثناء نومه، مما يجعله يكره النوم في غرفته، استعيني برشاش معطر لا يسبب الحساسية عند الأطفال، وانثري بعض البخاخات ذات الرائحة العطرية التي تجلب النوم في أجواء غرفته.

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.