كيف تدل طريقة مشي طفلك على أعراض مبكرة لإصابته بطيف التوحد؟

صورة لطفل يتعلم المشي
هناك أعراض من طريقة مشي الطفل تدل على إصابته بالتوحد
عندما يبدأ طفلك بالمشي على قدميه الصغيرتين فأنت تشعرين بسعادة لا نظير لها وتبدئين في مراقبة طفلك وهو يخطو أولى خطواته، وكذلك فأنت قد تشجعينه وتصفقين له وحين يمشي خطوتين فأنت تسندينه لكي يمشي أكثر من ذلك ويتقدم ويسرع ثم يتعلم الجري والقفز، ولكن خلال ذلك فأنت لا تلاحظين طريقة المشي بحد ذاتها.
ترتبط طريقة مشي الطفل بأعراض أولية ومبكرة لإصابة طفلك بطيف التوحد وهذا المرض قد أصبح آفة العصر الحديث وزادت معدلات الإصابة به عالمياً بين الأطفال، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة غدير صافي؛ استشارية طب الأسرة حيث أشارت إلى أعراض مبكرة للتوحد وكيف تدل طريقة مشي طفلك على أعراض مبكرة لإصابته بطيف التوحد وهي مشيه على أطراف قدميه أو أصابعه وأعراض أخرى للتوحد كالآتي:

تعريف طيف التوحد

  • يعرف طيف التوحد بأنه حالة ترتبط بنمو الدماغ ويُعرف أيضاً بأنه ضعف التواصل مع الآخرين وهو مرض وراثي حيث ينشأ مع الطفل لأسباب وراثية غالباً؛ أي أثناء مرحلة تكوين الجنين في رحم الأم، وإن كان ذلك لا يمنع أن يصاب به الطفل في رحم أمه لأسباب ترتبط بالأم مثل نمط تغذيتها، وقد يُصاب به المولود أثناء مرحلة الولادة؛ حيث يُولد المولود المصاب بطيف التوحد بحجم ووزن أقل عن المعدل المعتاد والطبيعي، وقد يُصاب المولود بتلف في الدماغ نتيجة لأخطاء الولادة ويجب أن تعرف الأم كيف يتطور الشلل الدماغي عند الأطفال؟، لكي تستطيع رعايتهم لأن أطفال الشلل الدماغي هم أطفال متوحدون.
  • تتسم السمات العامة للطفل المصاب بالتوحد أن درجة التواصل مع الآخرين تصل لديه إلى الصفر أو تكاد تكون معدومة، إضافة لخوفه من الضوء وأنه يعاني من سرعة النسيان، أي تكون ذاكرته لحظية، إضافة لأعراض أخرى لا زالت تجرى عليها الدراسات الحثيثة حول العالم.

علاقة طريقة مشي الطفل بإصابته بطيف التوحد

طفل يقف على أطراف أصابعه
  • لاحظي طريقة مشي طفلك جيداً حين يتعلم المشي، حيث أشارت الأبحاث والدراسات العلمية أن الطفل الذي يمشي على أطراف أصابعه أو على الجزء الخلفي من مشط قدميه يكون لديه استعداد كبير للإصابة المبكرة بطيف التوحد ولا تدل طريقة مشي الطفل هذه مثلاً على ليونة عظامه وأنه لا زال يتعلم المشي ولم يتقنه بعد حتى أن طريقة تعليم الطفل المشي لا تجدي نفعاً معه، فالمشي مرحلة نمو تتطورية هامة، ولذلك فمشي الطفل بطريقة "البطريق" هي مؤشر ودليل قوي على استعداد مبكر لإصابة الطفل بالتوحد وأنه حين يبلغ الثالثة من عمره سوف تظهر عليه بقية أعراض الإصابة بالتوحد.
  • راقبي طريقة ضحك طفلك أيضاً ففي حال لاحظت أن طفلك يضحك بدون سبب، فهذه العلامة من علامات الإصابة بالتوحد وهي علامة مبكرة، فلا يكون الطفل لديه ضحكات عشوائية إلا في أثناء مرحلة المهد المبكرة جداُ وأثناء نومه غالباً، أما الطفل الطبيعي فهو يتبادل الابتسام والضحك مع من حوله وهذا من علامات التواصل الصحية والمطمئنة.
  • لاحظي تعلق طفلك بالأشياء فاذا كان طفلك يتعلق بأشياء غير طبيعية أو غير تقليدية فهذه من علامات إصابة طفلك بالتوحد، فهناك أطفال يحملون فردة حذاء أينما ذهبوا أو أن الطفل يحمل لفافة من ورق الحمام وينقلها معه في كل مكان أو قطعة من أدوات المطبخ، والطبيعي أن يتمسك الطفل باللعبة الخاصة به، وأن تنشأ علاقة قوية مع الألعاب تجعله يتمسك بها أينما ذهب، بل يطلب من الأم أن تنام ألعابه إلى جواره.
  • دققي بردة فعل طفلك حين يسمع اسمه فسوف تلاحظين أنه لا يستجيب لمناداته باسمه، علماً بأن الأطفال يعرفون أسماءهم مبكراً ويحبون أسماءهم، وحين تنادين طفلك باسمه تجدينه يلتفت نحوك ويبتسم أو يلتفت نحو من يناديه، ولكن الطفل المصاب بطيف التوحد لا يستجيب إطلاقاً لمن يناديه باسمه.
  • احمي طفلك من تركيزه مع الضوء القوي وعدم استيعابه لخطورة ذلك، مثل أن يتتبع ضوء سيارة عندما يكون برفقتك وتكونين قد قمت بوضعه في الكرسي المخصص له في سيارتك، أو تركيزه على ضوء قوي في غرفة الطبيب ودون تقدير لمخاطر ذلك وما يسببه له من تشتت التركيز، فيجب أن تعلمي أن هذا التصرف، أي التركيز على الأضواء المثيرة هو من أعراض إصابة الطفل بطيف التوحد.

أعراض التوحد المبكرة عند الرضع

  • راقبي التواصل البصري بينك وبين مولودك؛ ففي مرحلة مبكرة من عمر الطفل المهيأ للإصابة بالتوحد تلاحظ الأم بأنه لا يتم التواصل البصري بينها وبين طفلها إلى ما بعد عمر السنة، وفي هذه الحالة يجب أن يراودك الشك بأن طفلك مصاب بطيف التوحد وأن عليك مراجعة الطبيب؛ فالطبيعي أن يلاحق الطفل الأم بنظرات عينيه وأن يتواصل معها بهذه الطريقة، حتى لو لم يكن يتكلم وأن يبتسم في وجهها حين تبتسم في وجهه مع تقدمه في عمره، خصوصاً أثناء فترة الرضاعة، فمن الطبيعي أن ابتسامة مولودك.. أولى علامات صحته النفسية والجسدية وهي دليل على التواصل السليم بينه وبينك والذي يتطور لتواصل مع الآخرين.
  • لاحظي أن طفلك قد وصل إلى مرحلة المناغاة الطبيعية، ولكنه لم يقم بالمناغاة التي تدل على استعداده للكلام وسلامة حواسه ويجب أن يكون عدم مناغاة الطفل سبباً لطلب المشورة من الطبيب في وقت مبكر من عمر الطفل.

أعراض التوحد عند الطفل بعد عمر 3 سنوات

  • لاحظي أن طفلك تظهر عليه أعراض التوحد بصورة واضحة في عمر ثلاث سنوات، ولذلك يجب أن تراقبي طفلك جيداً، حيث تلاحظين مثلا أنه ينظر نحو إشارات المرور التي يتغير لونها باستمرار ويركز بصره عليها دون ملل، كما أنه يراقب نزول الماء من الصنبور ولا يشيح بصره عنه حتى عندما يتوقف نزول الماء.
  • لاحظي أن طفلك لا يرحب بأي ضيف غريب، كما أنه لا يعطي أي انتباه لأي شخص مثل أن يعبر عن فرحه أو خوفه منه، فالطفل المعرض لطيف التوحد لا يبدي أي انفعال نحو الوافدين الجدد، وهذا من أعراض التوحد التي يجب أن تلفت نظر الأم.
  • راقبي طفلك في حركاته المتكررة، فإذا كان الطفل يكرر الكثير من الحركات البندولية كما يطلق عليها مثل هز رأسه باستمرار أو ضرب كفيه ببضعهما دون أن يشعر بالملل أو الألم فهذه علامة أخرى تدل على إصابة الطفل بالتوحد، وكثير من الأمهات يعتقدن أن ظاهرة هز رأس الطفل دليل على ذكائه او عناده ولكن ذلك ليس صحيحاً.

نصائح للأم لتقليل إصابة رضيعها المقبل بطيف التوحد

مصادر فيتامين د
  • احرصي على إتمام الرضاعة الطبيعية حتى عمر السنتين أو نحو ذلك؛ لأن الدراسات العلمية قد أثبتت أن الطفل الذي يتغذى على الرضاعة الطبيعية لمدة طويلة أقل عرضة للإصابة بطيف التوحد مقارنة بالطفل الذي يرضع الحليب الصناعي.
  • تابعي فحوصات معدل الحديد في دمك خلال فترة الحمل وما بعد الولادة، فيجب أن تحصلي على مكملات الحديد في أشهر الحمل الأخيرة وبعد الولادة، وكذلك يجب أن تحصلي على جرعات من حمض «أوميغا 3»؛ لكي يحصل عليهما الطفل من خلال الرضاعة، وبالتالي تقل احتمالية إصابته بطيف التوحد.
  • لا تفوتي أهمية الحصول على جرعتك اليومية من حمض الفوليك تُقدر بـ600 ميللي غرام يومياً، وكذلك الحصول على جرعتك اليومية من فيتامين «د»، بالإضافة لأهمية تقديم فيتامين «د» للمولود منذ الشهر الثاني للولادة، وحيث يُسهم حمض الفوليك في سلامة الجهاز العصبي للأم والجنين ويسهم فيتامين د في حماية الطفل من طيف التوحد حسبما أشارت الأبحاث العلمية.
  • أكثري من تناول الأسماك الدهنية خلال مرحلتي الحمل والرضاعة وقدميها للطفل بعد عمر ستة أشهر بسبب محتواها العالي من الأحماض الأمينية التي تدخل في تركيب الدماغ وتحمي الطفل من التشوهات وتحافظ على سلامة الجهاز العصبي.

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.