تهتم معظم الأمهات بأن يرتدي الطفل الجوارب على مدار اليوم سواء ليلاً أو نهاراً ويعتقدان أن هذا الأسلوب في المحافظة على صحة الطفل، بحيث يحصل على الدفء ويعتقدن أن الطفل يُصاب بالبرد من قدميه ويتسبب ذلك بإصابته بالرشح مثلاً، ولذلك فهن يضعن الجوارب في قدمي الطفل طيلة الوقت ولا يعرفن مخاطر ذلك على النمو العقلي له، إضافةً لممارسات وعادات أخرى خاطئة تقوم بها الأمهات دون قصد وتؤثر على التطور العقلي للطفل.
هناك العديد من الممارسات التي تقوم بها الأمهات ويجب تصحيحها والتوقف عنها من أجل صحة الطفل العقلية والادراكية، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة رجاء أبوالفضل، حيث أشارت إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة هل ارتداء الرضيع للجوارب ليلاً يؤثر على نموه العقلي إضافة لممارسات خاطئة أخرى تؤثر على نمو الطفل العقلي مثل هزّ الطفل وتركه أمام الشاشات وغيرها في الآتي:
ارتداء الطفل للجوارب ليلاً
توقفي عن عادة وضع الجوارب في قدمي طفلك الصغيرتين، خاصة في مرحلة ما بعد الولادة وحين يكون رضيعاً، وذلك من باب حرصك على تدفئة الطفل، حيث إن الاستمرار في ارتداء الجوارب حتى خلال الليل يؤدي لتسلخات جلدية والتهابات بين الأصابع خاصة في حال التعرق أو عدم الجفاف، ولكن الأهم من ذلك أنها قد تؤثر على عمل القلب والدماغ، فالمعروف أن حركة عضلات الجسم عموماً تساعد على ضخ الدم من الأجزاء المختلفة من وإلى القلب، وفي حال ارتداء الطفل للجوارب وهو في الأساس يكون محدود الحركة وخاصة لو كانت لديه مشاكل في دورته الدموية فالجوارب وخاصة الثقيلة والصوفية تعوق عمل الدورة الدموية، خاصة خلال نوم الطفل مما يؤدي لمشاكل مثل حدوث الجلطات القلبية والدماغية، وقلة توارد الدم إلى الدماغ يقلل من تغذية الدماغ مما يؤدي لأضرار على المدى البعيد عند الطفل.
نظر الرضيع إلى الشاشات
- امنعي طفلك تماماً من الجلوس أمام شاشة التلفاز حتى لو كنت تضعينه في حضنك لأن الشاشات الإلكترونية بأنواعها ابتداء من شاشة التلفاز وغيرها مثل الأجهزة اللوحية بأحجامها وكذلك الهواتف الذكية والتي تُترك بين أيدي الرضع أو التي يتم وضع الرضع أمامها من أجل إشغال الرضيع عن البكاء، فهذه الأجهزة تؤدي لأضرار جسيمة على النمو العقلي للرضع ابتداء من إصابة الأطفال بطيف التوحد إضافة إلى تأخر في النمو العقلي والإدراكي وضعف التحصيل اللغوي وتأخر النطق عند الطفل، كما يعاني الطفل حين يكبر من مشكلات صعوبات التعلم والعصبية والعناد، إضافة لقلة التركيز وضعف الذاكرة.
- توقعي أن طفلك الرضيع وقبل عمر السنتين وحين يشاهد الصور والرسوم المتحركة على الهاتف أو على الأجهزة اللوحية والتلفاز فهو لا يستطيع أن يسقط هذه الصور على مثيلاتها في الواقع، وهذا العجز الذي يُصيب الطفل أي عدم القدرة على الربط يؤدي إلى حدوث مشكلات كثيرة وخطيرة في دماغ الطفل الصغير مستقبلاً؛ فالطفل في حال إدمان مشاهدة هذه الصور يكون عليه أن يتعلم اسماً لكل ما يراه مرتين أو على هيئتين، مثل غرفة نوم على شاشة التلفاز مرسومة على شكل كرتون، وغرفة النوم الخاصة به في الحقيقة وينطبق ذلك على بقية الأجهزة والأثاث في البيت.
عدم التواصل البصري مع الرضيع
لا تهملي التواصل البصري مع رضيعك منذ الأيام الاولى لولادته، حيث إن إطالة نظرك في وجه مولودك الصغير والنظر إليه بحب وحنان حتى خلال نومه يساعد على تعزيز التواصل البصري بينك وبين الطفل من ناحية وشعور الطفل بمشاعر خاصة منها الشعور بالأمان، كما أن تواصلك وحديثك مع الطفل خلال النهار ولعدة مرات يعزز من إفراز أحد الهرمونات المهمة في جسم طفلك ويعرف هذا الهرمون بـ"oxytocin hormone"، ويختص عمل هذا الهرمون بتعزيز نمو وتطور الدماغ عند رضيعك بصورة أسرع من الأطفال الرضع الآخرين، وبالتالي استنتج الأطباء وتوصلوا إلى أن الأطفال الذين تُطيل الأمهات النظر إليهم وتأملهم حتى وهم نيام يحدث لديهم تطور في نموهم الحركي والعقلي والمعرفي بصورة أسرع من الرضع الذين لا يحظون بنظر الأمهات إليهم ولا تتحدث أمهاتهم معهم وتتعامل معهم الأمهات خلال عملية الرضاعة فقط بصورة آلية دون حديث أو مداعبة أو تبادل الابتسامات.
عدم نوم الرضيع خلال النهار
احرصي على نوم طفلك خلال النهار ولا تكتفي بالنوم الليلي، فمن الطبيعي أن يمضي طفلك معظم وقته نائماً في الأيام الأولى من ولادته ومع تقدمه في العمر تتناقص ساعات نومه النهارية، ولكن إرضاع الطفل وعدم نومه بعد الرضاعة لا يحقق للطفل الفوائد التي يجب أن يحصل عليها من النوم، فخلال نوم الطفل ينشط هرمون النمو كما أن خلايا المخ تحديداً تنشط وتنمو وتتعزز صحتها وكفاءتها من خلال فترة النوم عند الرضيع، ولذلك نجد أن الأطفال الذين ينامون بعد الرضاعة لديهم قدرات ومهارات أكثر من الأطفال الذين يبقون مستيقظين ويبكون أو يعانون من المغص.
هز الرضيع في الكرسي الهزاز لمدة طويلة
توقفي عن هز طفلك أثناء وضعه في الكرسي الهزاز، ويمكنك أن تتركيه جالساً دون هزّ، حيث توصلت دراسة حديثة أُجريت في ألمانيا على نحو 200 رضيع، حيث تبين أن هؤلاء الرضع يعانون من تلف في الأدمغة نتيجة لتعرضهم للهز من أجل تنويمهم سواء على يد الأم أو الأب أو المربية، وقد بينت الدراسة أن أكثر الأطفال الذين أُصيبوا بتلف في الدماغ قد تعرضوا للهز في الكراسي الهزازة على يد الآباء الذين يفقدون أعصابهم أسرع من الأمهات ويبدأون في الهز السريع والمتلاحق، كما أن هذا الهز إلى جانب أثره على الدماغ فهو يفقد الطفل الرضيع فرصه في النمو، كما أنه يُشكل خطراً على رقبة الرضيع، حيث لا تحتمل الرقبة ثقل الرأس الكبير الحجم أثناء عملية الهز مما يهدد حياة الرضع وفي حالات كثيرة يُصاب الرضع بنزف في المخ ويتعرضون لإعاقات جسمية تستمر معهم مدى الحياة، إضافة للإصابة بنوبات من الصرع.
قد يهمك أيضاً: مراحل النمو العقلي عند الطفل
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.