في بعض الحالات، قد تكون عيون الأطفال حديثي الولادة صفراء ومع ذلك تعتبر هذه الحالة أمرًا طبيعيًا، خاصة لدى الأطفال المولودين قبل موعد ولادتهم، وقد يحدث ذلك لعدة عوامل وأسباب، ولعل أبرزها زيادة مستويات البيليروبين في الدم؛ لأن كبد الطفل لم يكتمل بعد بما يكفي لإفراز مادة البيليروبين، مما يؤدي إلى تراكم الصبغة الصفراء في الدم. وإذا كنت تتساءلين، هل هذا طبيعي؟ فيما يلي وفقًا لموقع “هيلث لاين” أسباب اصفرار العيون عند الأطفال حديثي الولادة وكيفية التعامل معها؟
الولادة المبكرة
الأطفال الذين يولدون قبل الأوان هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات اليرقان وذلك لأن أعضاءهم، وخاصة الكبد، لم تنضج بعد وتعمل بشكل كامل عند ولادتهم، لذلك ما زالوا بحاجة إلى وقت للتكيف فعادة، بعد الولادة، سيتم تكسير هذا البيليروبين عن طريق الكبد ويفرزه الجسم من خلال براز الطفل إلا أنه في المقابل يعد كبد الطفل ليس مستعدًا للقيام بهذه المهمة، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الدم و تصبح عيون الطفل صفراء، وقد يكون اليرقان خفيفًا ويختفي من تلقاء نفسه دون علاج.
يجب الانتباه إلى أنه عادة، يصاب الطفل بهذا المرض بعد 2-4 أيام من ولادة الطفل وقد يتعافى الطفل قليلًا عندما يبلغ عمر أسبوعين، أما إذا كان الطفل يعاني من اليرقان الشديد، فيجب أن يتلقى العلاج على الفور لأنه يمكن أن يتعرض لخطر تلف الدماغ.
ربما تودين التعرف على نصائح وإرشادات للتعامل مع المولود المبتسر
كمية كافية من حليب الثدي
في الأسابيع القليلة الأولى بعد ولادة الطفل قد لا يحصل الطفل على ما يكفي من حليب الثدي؛ لأن الحليب بسبب قلة إفرازه أو أن الطفل يعاني من صعوبة في الرضاعة الطبيعية ويمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية الموجودة في حليب الثدي إلى تحول عيون الأطفال حديثي الولادة إلى اللون الأصفر.
لذلك، إذا كنتِ تعانين من مشاكل في الرضاعة الطبيعية، مثل عدم نزول حليب الثدي، يجب عليك استشارة طبيب الأطفال للحصول على المساعدة.
فصيلة دم الأم
يصاب الطفل بالعيون الصفراء، بسبب اختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل فكلما كانت فصيلة الدم مختلفة، فإن جسم الأم سيصنع أجسامًا مضادة تهاجم خلايا الدم الحمراء للطفل أثناء وجوده في الرحم مما قد يؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء وتراكم البيليروبين، لتبدو عيون الطفل صفراء.
عدوى الدم
عدوى الدم أو الإنتان عند الأطفال قد تكون سببًا في ظهور عيون الطفل باللون الأصفر، ويصاب الطفل بهذه الحالة عادةً عندما يكون عمره أقل من 90 يومًا وقد تكون عدوى الدم ناجمة عن عدوى بكتيرية وفي هذه الحالة، سيستجيب الجهاز المناعي للطفل بقوة ويسبب بعض الالتهابات في الجسم.
وبجانب العيون الصفراء، يمكن أن يسبب الإنتان عند الأطفال أيضًا أعراضًا أخرى، مثل تورم المعدة، والضعف والخمول، وبرودة اليدين والقدمين، وعدم انتظام نبض القلب.
مشاكل في خلايا الدم الحمراء
في بعض الحالات، يمكن أن يولد الأطفال بعدد كبير جدًا من خلايا الدم الحمراء (كثرة الحمر) ويحدث هذا بسبب عوامل مختلفة أبرزها إنتاج الحبل الشوكي لعدد كبير جدًا من خلايا الدم الحمراء السميكة التي يمكن أن تسبب جلطات الدم.
عوامل وراثية
تعد العوامل الوراثية من أسباب اصفرار عيون الطفل كالإصابة ببعض الجينات الوراثية، مثل "نقص الجلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز" (G6PD) وهو الإنزيم الذي يساعد خلايا الدم الحمراء على العمل بشكل صحيح. يمكن أن يؤدي نقص إنزيم G6PD إلى تدمير خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر (انحلال الدم) ومعاناة الطفل من فقر الدم الانحلالي الذي يمكن أن يسبب عدة أعراض، بما في ذلك اليرقان.
مشاكل الكبد
عندما لا يتمكن الكبد من أداء وظائفه بشكل صحيح، فهذا يعني بالطبع أن البيليروبين لا يمكن تفكيكه وإفرازه في البراز وفي النهاية، يتراكم البيليروبين في الجسم ويتسبب في ظهور أعراض اليرقان، بما في ذلك تحول العيون إلى اللون الأصفر.
ربما تودين التعرف إلى أمراض الكبد لدى الأطفال
كيفية التعامل مع عيون الطفل الصفراء؟
- في معظم الحالات، يمكن لليرقان عند الأطفال أن تختفي من تلقاء نفسها بعد أسبوع إلى أسبوعين دون الخضوع للعلاج. فإذا كان سبب اصفرار العيون هو قلة تناول حليب الثدي، فقد يوصي الطبيب بإعطاء الحليب الصناعي. بالنسبة لحالات اليرقان الأكثر خطورة، قد يكون العلاج ضروريًا اعتمادًا على السبب الكامن ومستويات البيليروبين وعمر الطفل. فيما يلي العديد من العلاجات لعلاج العيون الصفراء عند الأطفال.
- وضع الطفل تحت ضوء أزرق خاص يمكنه مساعدة جسم الطفل على التخلص من البيليروبين الزائد من الجسم عن طريق البول والبراز ويجب الانتباه إلى أن أثناء العلاج بالضوء، يرتدي الأطفال الحفاضات وأقنعة العين فقط.
- استخدام الجلوبيولين المناعي الوريدي (IVIG) إذا كان سبب اليرقان هو قيام الأجسام المضادة الموجودة في جسم الأم بتدمير خلايا الدم الحمراء لدى الطفل وهو بروتين في الدم يمكنه تقليل مستويات الأجسام المضادة
- يمكن اللجوء إلى نقل الدم إذا كانت العلاجات السابقة لا تساعد في التقليل من مستويات البيليروبين لدى الطفل فقد يحتاج الطفل إلى عملية نقل دم بديلة، وهي استبدال دم الطفل بالدم أو البلازما التي تحتوي على مستويات طبيعية من البيليروبين.
في النهاية عليك استشارة الطبيب المعالج لطفلك لمعرفة التشخيص والحصول على العلاج المناسب حسب حالة طفلك.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
