متى يجب إدخال الحليب الصناعي للرضيع؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%83/1809675-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%B9
تعد الرضاعة الصناعية هي الخيار الثاني بعد حليب الأم
لا زال الأطباء والعلماء والمنظمات الطبية التي تعتني بالطفل منذ ولادته حول العالم تحث على نجاح الرضاعة الطبيعية من الأم؛ لأن حليب الأم هو الهبة الربانية التي تقدم للرضيع منذ نزوله من الرحم، حيث تحقق الرضاعة الطبيعية فوائد صحية ونفسية لكل من الأم والرضيع، ولذلك فقد حث الإسلام على ضرورة إرضاع الطفل ما لا يقل عن عامين متواصلين. في بعض الأحيان قد تقع بعض العوائق التي تمنع الرضاعة الطبيعية ويضطر الطبيب لوصف الحليب الصناعي للطفل كخيار ثانٍ للتغذية ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة لبابة عبد المنعم، استشارية طب الأطفال ورعاية الخدج، حيث أشارت إلى متى يجب إدخال الحليب الصناعي للرضيع وكذلك أسباب شبع الرضيع من الحليب الصناعي أسرع من حليب الأم ومكونات الحليب الصناعي في الآتي:
ما هي مكونات الحليب الصناعي؟
الحليب الصناعي
اعلمي أن الحليب الصناعي هو عبارة عن غذاء مصنّع يتم تصميمه وتسويقه من أجل تغذية الرضع الذين تقل أعمارهم عن السنة، أي 12 شهراً، حيث أن الطفل بعد عمر السنة يستطيع أن يتناول الحليب البقري السائل الكامل الدسم، وأي نوع آخر من الحليب دون أن يصاب بأي مشاكل هضمية، على العكس من الرضع الذين يقل عمرهم عن السنة وحيث يجب ان يكون هناك مواصفات معينة متوافرة في الحليب الصناعي القياسي المناسب لتغذيتهم.
لاحظي أن المكون الأساسي للحليب الصناعي هو الماء، حيث يحتوي على 85% من تكوينه ثم يتم إضافة بروتين منزوع من حليب البقر، إضافة إلى الفتيامنيات، حيث أن البروتين يسهم في بناء الكتلة العضلية في الجسم، وفي بعض الأحيان يصنع حليب الرضع بحيث يكون خاليًا من اللاكتور، وفي أحيان أخرى يتم تصنيعها من بروتين حليب الصويا، كما أن هناك تركيبة من الحليب الصناعي تعرف بتركيبة ريفلكس وهي تخصص للرضع الذين يصابون بالارتجاع المريئي ويوصف لهم بديلًا عن حليب الأم، حيث يتم فيه تركيز معدلات نشا الأرز إضافة لنوع من الحليب الصناعي المخصص للخدج والمواليد المنخفضي الوزن عند الولادة والذين يكونون بحاجة لرعاية خاصة
أسباب شبع الرضيع من الحليب الصناعي أسرع من حليب الأم
الرضاعة الطبيعية
لاحظي أن الحليب الصناعي كخيار ثان لتغذية الرضع يتم تصنيعه وفق شروط ومعايير خاصة، لكي يكون مشابهًا وقريبًا من حليب الأم، حيث يصنع من بروتين حليب البقر، فيتم إدخال بعض التغييرات عليه لكي يصبح قريباً من حليب الأم، ويحتوي الحليب الصناعي على اللاكتوز وهو أحد انواع السكريات، بالإضافة إلى الفيتامينات المدعمة والمعادن وبعض الزيوت النباتية، ولكن الملاحظ أن التركيب الثابت في الحليب الصناعي يكون السبب في كثرة المشاكل الهضمية عند الرضع قياسًا بتركيبة حليب الأم التي تتنوع في بداية الرضعة ونهايتها فتبدأ بالماء لتروي عطشه ثم تقدم له البروتين أما نهاية الرضعة فتحتوي على الدهون الصحية التي تشبع الطفل وتجعله يخلد إلى النوم ويكتسب وزنًا حسب معدلات النمو الطبيعية
توقعي أن يخلد رضيعك إلى النوم ولمدة طويلة بعد أن يرضع رضعة كاملة من الحليب الصناعي، لأن الحليب الطبيعي وهو حليب الأم يكون سهل الهضم، فيشعر الرضيع سريعًا بالجوع أما الحليب الصناعي فهو يحتوي على مادة تعرف بـ"الكازين" وهي مادة بطيئة الهضم، ولذلك يستمر الرضيع في النوم بعد حصوله على الرضعة الصناعية لفترة طويلة، ولكن من عيوب هذه المادة أنها تسبب في حدوث المغص عند الرضيع لاحقاً بعكس الرضيع الذي يرضع من الأم فيلاحط أن لديه أعراضًا أقل من اعراض المغص والانتفاخ.
الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء إلى الحليب الصناعي
الحضانة الصناعية
اعلمي ان هناك بعض الأمهات اللواتي لا يمتلكن حليبًا كافيًا في صدورهن لأسباب قد تكون فسيولوجية، أو نتيجة لأسباب صحية مثل عدم نمو الثدي عند الأم أي الأنسجة الغددية التي تنتج الحليب بشكل كافٍ، حيث من الطبيعي أن تنمو خلال الحمل وربما يحدث ذلك بسبب مشاكل عند الأم مثل الخلل الهرموني عند الأم وخضوعها لجراحة مثلًا في الثدي مثل عمليات تصغير الثدي وغيرها من الجراحات التجميلية والتي تؤثر على كمية الحليب، وأيضًا الأم التي تتعرض للعلاج الإشعاعي بسبب الإصابة بالسرطان سواء سرطان الثدي، أو في أي جزء من جسمها فهي تكون معرضة لنقص في كمية الحليب.
توقعي أن المولود قد يكون صغير الحجم وضعيف البنية مثل المولود الخديج، بحيث أنه يكون غير قادر على المص والرضاعة بشكل صحيح حيث أن طريقة الرضاعة تلعب دورًا في نجاحها، وهناك خطوة هامة قد يفشل بها بعض الرضع، وتحدث مع قلة خبرة ودراية الأم وعدم تمرينها على طريقة التقام الطفل للحلمة والمنطقة المحيطة بها، لأنه من الخطأ أن يضع الرضيع الحلمة فقط في فمه، ولو حدث ذلك فسوف يبذل مجهودًا مضاعفًا ولن يمتص الحليب بكمية كافية وسوف يترك صدر أمه بسرعة دون أن يشبع وشيئًا فشيئًا سوف يصبح لديه رفض للرضاعة الطبيعية ويتم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية.
لاحظي ان هناك بعض الأدوية التي تتعاطاها الأم خلال مرحلة الرضاعة تؤدي إلى نقص في كمية الحليب في صدرها وقد تؤدي إلى تغير في طعم وتركيب حليبها حين تنزل من الأم إلى الرضيع مما يتسبب في أعراض الرضيع ورفضه للرضاعة من الأم وقد يكون الانقطاع لفترة ثم يعاود الرضاعة بعد توقف الأم عن تناول هذا الدواء.
توقعي أن وجود مشاكل عند مولودك قد تؤدي إلى عدم قدرته على الرضاعة الطبيعية مثل إصابته بمتلازمة داون، أو أن يولد الطفل وهو يعاني من التصاق اللسان "اللسان المربوط" وكذلك الشفة الأرنبية، فهذه مشاكل تعيق الرضاعة الطبيعية وتجد الأم ان الرضاعة الصناعية هي خيارها الثاني، إضافة إلى وقوع الأم في خطأ وهو قيامها بخلط الرضاعة بحيث تقدم الرضاعة الصناعية مثلًا خلال الليل للرضيع مما يجعله يرفض الرضاعة منها بالتدريج، وعدم شفط الحليب ووضعه في قناني عند ذهابها إلى العمل مما يجعل الرضيع يتجه أيضًا إلى الرضاعة الصناعية.