عالم الأطفال حديثي الولادة مليء بالبراءة والعجائب، يخبئ بين طياته أسراراً قد تدهش الأمهات وحتى المختصين؛ ميلاد طفل جديد يعد لحظة استثنائية في حياة كل أسرة، لكن هل تعلمين سيدتي الأم: أن حياة المولود الصغير تحتوي على تفاصيل وحقائق وأسرار مذهلة، وسيدهشك التعرف إليها.
في هذا التقرير، يأخذكم الدكتور محمود عبد الرحمن أستاذ طب الأطفال في رحلة استكشافية إلى عالم حديثي الولادة، حيث نكتشف معاً ما هو غير متوقع عن مولودك هذا الكائن الصغير.
حديثو الولادة.. عالم يستحق التأمل
إن الأطفال حديثي الولادة عالم مليء بالأسرار والاكتشافات المدهشة التي تجعلنا نعيد التفكير في جمال الطبيعة الإنسانية الفطرية للمولود، رغم بساطة الرضع الظاهرة، إلا أن كل حركة، كل همسة، وكل نظرة تحمل داخلها أسراراً رائعة لنمو الحياة البشرية.
اهتمام وإدراك الأم لهذه التفاصيل لا يساعد فقط على رعاية الطفل بشكل أفضل، بل يمنحها الفرصة لتقدير هذا المخلوق الصغير الذي يحمل بين يديه المستقبل.
يتعرفون إلى أصوات أمهاتهم وهم داخل الرحم:
من اللحظة التي يبدأ فيها الجنين بتكوين أذنيه في الأسبوع السادس عشر من الحمل، يبدأ بالتفاعل مع الأصوات المحيطة به داخل الرحم، وأهمها صوت الأم.
أظهرت الدراسات أن الأطفال حديثي الولادة يهدؤون عندما يسمعون صوت أمهم بعد الولادة، لأنهم اعتادوا على سماعه منذ كانوا أجنة، المثير للاهتمام هو أن الأطفال يميزون بين الأصوات المختلفة، وقد يستجيبون بنشاط لأغانٍ أو كلمات اعتادوا سماعها قبل الولادة.
مولودك لا يرى العالم بوضوح:
رغم أن عيون الأطفال تكون مفتوحة بعد الولادة مباشرة، إلا أن قدرتهم البصرية ضعيفة جداً، حيث يرى حديثو الولادة الأشياء بوضوح على بعد 20 إلى 30 سنتيمتراً فقط، وهي المسافة المثالية لرؤية وجه الأم أثناء الرضاعة.
أما بقية العالم بالنسبة لهم فهو ضبابي وغير واضح، وتزداد حدة البصر تدريجياً خلال الأشهر الأولى من حياتهم، ويبدؤون في تتبع الحركة والتمييز بين الألوان مع بلوغهم الشهر الرابع.
الأطفال يبكون دون دموع في البداية:
قد يبدو غريباً أن بكاء الطفل حديث الولادة لا يترافق مع دموع حقيقية في الأسابيع الأولى من حياته، السبب وراء ذلك هو أن الغدد الدمعية عند المواليد الجدد تكون مكتملة النمو لكنها لا تُفرز كميات كافية من الدموع.
البكاء في هذه المرحلة هو مجرد صوت يعبر به الطفل عن الجوع أو الحاجة إلى الاهتمام، وتبدأ الدموع الفعلية بالظهور بعد مرور حوالي أسبوعين إلى شهر من الولادة.
يملكون عدد عظام أكثر من البالغين:
يولد الطفل بحوالي 300 عظمة، بينما يحتوي جسم الشخص البالغ على 206 عظام فقط، السبب في ذلك هو أن بعض عظام الأطفال تكون منفصلة عند الولادة لتسهيل عملية المرور عبر قناة الولادة، ومع مرور الوقت تلتحم هذه العظام مع بعضها البعض لتكوين الهيكل العظمي الكامل.
ينام الأطفال نوماً عميقاً وكثيراً :
ينام حديثو الولادة من 14 إلى 17 ساعة يومياً، لكن نومهم يكون على فترات قصيرة، وغالباً ما يستيقظون كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، يعود ذلك إلى دورة نومهم التي تختلف عن الكبار؛ حيث يقضي الرضيع معظم وقت نومه في مرحلة النوم الخفيف أو ما يُعرف بـنوم حركة العين السريعة، وهو الوقت الذي ينمو فيه دماغهم وتتطور أجهزتهم العصبية، هذا النوع من النوم ضروري لنموهم البدني والعقلي السريع.
جلد حديثي الولادة يتغير لونه بسرعة:
من اللحظة التي يولد فيها الطفل، قد يبدو لون بشرته مائلاً للون الأزرق أو الأرجواني بسبب نقص الأوكسجين أثناء عملية الولادة، وبعد أن يبدأ التنفس بشكل طبيعي، يتحول لون بشرته تدريجياً إلى اللون الوردي.
أيضاً، جلد الطفل يكون حساساً جداً في البداية، وقد يظهر عليه بعض التقشير أو البقع، وهذا طبيعي تماماً ولكنه يختفي مع مرور الوقت.
ما هي أسباب وجود بقع صفراء على جلد الأطفال؟
الرضاعة الطبيعية تقوي الرابطة العاطفية بين الأم والطفل:
إلى جانب الفوائد الصحية العديدة للرضاعة الطبيعية، مثل تعزيز المناعة وحماية الطفل من الأمراض، فإن الرضاعة تساهم بشكل كبير في بناء علاقة عاطفية قوية بين الأم وطفلها.
خلال الرضاعة، يفرز جسم الأم هرمون "الأوكسيتوسين"، المعروف باسم "هرمون الحب"، الذي يعزز الشعور بالأمان والراحة بين الطرفين.
الرضع يستطيعون السباحة بالفطرة:
من المدهش أن الأطفال حديثي الولادة لديهم ردود فعل طبيعية تجعلهم يسبحون عند وضعهم في الماء، يُعرف هذا بظاهرة "انعكاس الغطس"، حيث يستطيع الطفل حبس أنفاسه وتحريك أطرافه بطريقة مشابهة للسباحة، لكن هذا الانعكاس يختفي بعد بلوغ الطفل عمر 6 أشهر، لذا يجب توخي الحذر عند تعريض الرضع للماء.
الأطفال يستشعرون مشاعر الأهل بسهولة:
على الرغم من أن حديثي الولادة لا يستطيعون التحدث أو التعبير عن أنفسهم بوضوح، فإن لديهم قدرة استثنائية على التقاط مشاعر الأشخاص من حولهم؛ فإذا كانت الأم متوترة أو حزينة، يتأثر طفلها ويظهر ذلك من خلال البكاء أو قلة النوم، لذلك ينصح الأطباء الأمهات بتوفير بيئة هادئة ومريحة لأطفالهن، حتى ينعكس إيجاباً على نموهم النفسي والعاطفي.
حاسة التذوق أكثر تطوراً من البالغين:
يولد الأطفال حديثو الولادة بحاسة تذوق فائقة، تمكنهم من تمييز النكهات الأساسية مثل الحلو والمر والحامض، تجدينهم يفضلون النكهات الحلوة بالفطرة، وهو ما يفسر حبهم للحليب الطبيعي الذي يميل مذاقه للحلاوة، ومن ناحية أخرى، لا يستطيع الأطفال تمييز النكهات المالحة أو الترحيب بمذاقها إلا بعد مرور حوالي 5 إلى 6 أشهر من العمر.
تواصل الرضيع مع أمه يبدأ من اليوم الأول:
على الرغم من أن الأطفال حديثي الولادة لا يستطيعون الكلام، إلا أنهم يمتلكون وسائل متعددة للتواصل مع العالم من حولهم؛ يعبّر المولود عن احتياجاته من خلال البكاء، تعبيرات الوجه، وحركات الجسم، والأهل الذين ينتبهون لهذه الإشارات ويتفاعلون معها يساعدون طفلهم على تطوير مهاراته التواصلية الفطرية بسرعة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.