يأتي رمضان كل عام محملاً بأجواءٍ روحانية محببة ومميزة، ولكنه قد يشكل تحدياً جديداً للأمهات إذا كان معها رضيع صغير -من عمر يوم حتى 6 أشهر- تلك الفترة التي لم يَعْتَدْ فيها الرضيع بَعْدُ روتيناً ثابتاً في النوم، أو الرضاعة أو حتى أوقات ثابتة لتناول الطعام حالة إدخال بعض الأطعمة الخارجية.
وما بين الانشغال والعناية بحاجات المولود، وبين الصيام والعبادات، وتحضير الطعام، تجد الأم نفسها في دوامة من المسؤوليات التي قد تؤثر في طاقتها وتركيزها؛ لذلك من المهم اتخاذ خطوات مرنة لمتابعة احتياجات مولودك في رمضان، بحيث تستمتعين بروحانيات الشهر الكريم من دون الشعور بالإرهاق الذي يؤثر في رعايتك لمولودك.
في هذا التقرير تقدم الدكتورة أنيسة سلَّام أستاذة طب الأطفال دليلاً شاملاً يساعدكِ على استقبال رمضان مع القدرة على تلبية احتياجات مولودك بمرونة واقتدار.
أولاً: الاستعداد النفسي لرمضان مع المولود

التقبل والتكيف مع المرحلة الجديدة
من المهم أن تدركي أن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً؛ فلن يكون لديكِ الوقت الكافي نفسه للعبادات أو تحضير الموائد الكبيرة كما كان الحال في السنوات الماضية، لذلك تقبَّلي الأمر ولا تضغطي على نفسكِ لإنجاز كل شيء كما كان في السابق؛ فهذه مرحلة مؤقتة وستمر.
إدارة التوقعات
قد لا تتمكنين من أداء جميع العبادات كما كنتِ تفعلين سابقاً، لكن هذا لا يعني أنكِ لا تعيشين أجواء رمضان.
يمكن تعويض الصلوات الطويلة بالأذكار والتسبيح في أثناء إرضاع طفلك أو في أثناء قيامكِ بالأعمال المنزلية.
الاستماع للقرآن في أثناء رعاية طفلك يجعلكِ تحافظين على الأجواء الروحانية حتى لو لم يكن لديكِ وقت كافٍ للقراءة المطولة.
إشراك الأسرة في التحضيرات
لا تخجلي من طلب المساعدة، سواء من زوجك أو والدتك أو حتى أصدقائك، قومي بتقسيم المسؤوليات بين أفراد الأسرة؛ ما يساعدكِ على تخفيف الضغط عليكِ، كما يمكن لزوجكِ أو أحد أفراد العائلة الاهتمام بطفلك لبعض الوقت حتى تتمكني من الصلاة أو الاستراحة قليلاً.
ثانياً: التخطيط الجيد وتنظيم الوقت

إعداد جدول يومي مرن لتحقيق توازن بين العناية بطفلك وأداء العبادات والراحة يشمل:
- أوقات للصلاة والذكر.
- مواعيد إرضاع الطفل أو تقديم الطعام له، إن كان قد بدأ في تناول الطعام الصلب.
- أوقات للنوم والراحة.
- وقت لتحضير الطعام بوجبات خفيفة وسريعة.
- تقسيم المهام إلى مهام صغيرة.
- تقسيم المهام على مدار اليوم، بدلاً من إنجاز كل المهام دفعة واحدة.
- القيام بالأعمال المنزلية على فترات متقطعة بدلاً من إنجاز جميعها دفعة واحدة.
- استغلال الأوقات التي ينام فيها طفلكِ للراحة أو للعبادات.
- القيام بإعداد بعض الأطعمة وتخزينها في الفريزر لتوفير الوقت والمجهود، واختاري وجبات مغذية وسهلة التحضير، مثل الشوربات، والأطباق التي يمكن تسخينها بسرعة، واجعلي السحور غنياً بالعناصر الغذائية .
ثالثاً: التغذية السليمة للأم المرضعة خلال رمضان
إذا كنتِ مرضعة؛ فمن المهم العناية بتغذيتكِ لضمان حصولكِ على الطاقة الكافية وإنتاج الحليب لطفلكِ. إليكِ بعض النصائح:
- شرب كميات كافية من السوائل.
- الحرص على شرب الماء بوفرة بين الإفطار والسحور؛ للحفاظ على ترطيب الجسم.
- تناولي العصائر الطبيعية وتجنبي المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين؛ لأنها تسبب الجفاف.
- تناولي وجبات غنية بالعناصر الغذائية.
- اختاري مصادر بروتين جيدة مثل اللحوم، والأسماك، والبيض، والمكسرات.
- أكثري من تناول الفواكه والخضروات للحفاظ على صحتكِ وتعزيز مناعتكِ.
- تجنبي الأطعمة المقلية أو الدسمة التي قد تسبب لكِ التعب أو مشكلات في الهضم.
- تقسيم وجبة الإفطار إلى مراحل بدلاً من تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة، قسِّميها إلى أجزاء صغيرة.
- عند الإفطار: تناولي التمر والماء أولاً، وبعد الصلاة: تناولي وجبة خفيفة غنية بالبروتين والخضروات، وبعد التراويح: تناولي وجبة خفيفة أخرى إن احتجتِ لذلك.
طرق للحفاظ على رطوبة الجسم.. لتجنب الجفاف
رابعاً: كيفية التوفيق بين العناية بالمولود وأداء العبادات

استغلال أوقات الفراغ القصيرة
استغلي أوقات نوم طفلكِ لقراءة القرآن أو أداء الصلاة بهدوء، إن كان طفلكِ يستيقظ كثيراً، يمكنكِ أداء عباداتكِ في أثناء حمله أو في أثناء إرضاعه، استخدمي تطبيقات القرآن الكريم على الهاتف لسماع التلاوة في أثناء القيام بمهامكِ اليومية.
ممارسة العبادات بمرونة
يمكنكِ الصلاة على كرسي إذا كنتِ متعبة بسبب السهر مع طفلك، ويمكن أداء أذكار الصباح والمساء في أثناء تغيير حفاضات الطفل أو في أثناء إرضاعه، واجعلي طفلكِ يعتاد سماع القرآن في المنزل منذ صغره.
خامساً: طرق لإدخال الأجواء الرمضانية لطفلكِ

حتى لو كان مولودكِ صغيراً، يمكنكِ إشراكه في أجواء رمضان من خلال: تزيين المنزل بزينة رمضانية بسيطة وملونة، أو تشغيل الأناشيد الرمضانية الهادئة لخلق جو روحاني، ويمكن تخصيص ركن صغير ووضع الحلويات الرمضانية به والألعاب الملونة، بجانب ركن ثانٍ للعبادات؛ حتى يعتاد رؤية والديه يمارسان الطقوس الدينية الرمضانية.
سادساً: أهمية الحصول على الراحة الكافية
- لا تهملي صحتكِ واحرصي على النوم قدر الإمكان في أثناء فترات نوم طفلكِ.
- لا تترددي في الإفطار إذا كنتِ مرضعة وكان الصيام يؤثر في إدرار الحليب، أو إذا شعرتِ بالإرهاق الشديد.
- خصصي وقتاً لنفسكِ، حتى لو كان 10 دقائق يومياً لقراءة القرآن وحفظ بعض السور، وللاسترخاء والتأمل.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.