قدمت ماريا شرايفر كثيرا من
الخدمات لمجتمعها وساهمت بجعل الناس من حولها أكثر فاعلية. إنها زوجة أرنولد
شوارزنيغر حاكم ولاية كاليفورنيا وأم لأربعة أطفال. هذه المراسلة السابقة لـ “ان
بي سي نيوز” هي أيضا ابنة ليونيس وسارجنت شرايفر، منظمي الاولمبياد الخاص وفيلق
السلام.
وكانت ماريا، وعلى مدى السنوات ال 30 الماضية، كذلك واحدة من أعز أصدقاء أوبرا ،
لكنها على الأرجح الأكثر شهرة بينهم كونها جزءا من العائلة الحاكمة في الولاية،
ولا ننسى كذلك أن ماريا هي ابنة أخت كل من الرئيس جون كنيدي وأعضاء مجلس الشيوخ
روبرت وإدوارد “تيدي” كينيدي.
شهدت ماريا، ومنذ أن كانت طفلة صغيرة، التقلبات الحاصلة في التاريخ الأميركي. وفي شهر آب/ أغسطس 2008، وجدت عائلتها الشهيرة نفسها في دائرة الضوء مرة أخرى عندما تولى خالها تيدي منصبه في مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي، مع أنه وقبل بضعة أشهر من المؤتمر، تم تشخيص مرضه على أنه ورم خبيث في المخ، وكان كثيرون قد شككوا في قدرته على التحدث باسم الحزب في المؤتمر، لكن ماريا كانت على ثقة مطلقة بقدرة هذا الرجل التي تفوق حدود التصور، كيف لا وهو المعروف باسم أسد مجلس الشيوخ.
عندما صعد السناتور كينيدي إلى المنصة، غلبت العاطفة على ماريا وأسرتها وبدا عليهم التأثر، وتقول ماريا: “لقد كنت عاطفية جداٍ لأني عشت تلك المرحلة الحساسة من التاريخ الأمريكي ولكثرة ما مر علي من أحداث في حياتي”. وتتابع: “عندما ترى شخصا مثله يصارع من أجل حياته ومن أجل وطنه في ذات الوقت، ستعرف كم هو شخص ملهم”.
وتقول ماريا التي ترى خالها يقود حرباً: “أقول لأولادي انظروا للحياة كما لو كنتم في ماراثون، ولتضعوا نصب أعينكم هذا الرجل الذي كتب عنه الكثير وظن البعض أنه لن يصل لشيء، لكنه كان أسد مجلس الشيوخ... المقاتل. انه شخص لديه ولاء لأسرته ولبلده ولديه كثير من روح الفكاهة، لقد خلق للملمات وليغير حياة الناس”.
ورغم مرضه العضال، تقول ماريا كانت روح كيندي المعنوية جيدة. واصطحبها هي وأمها التي تعاني من مشاكل صحية عدة هذا العام في رحلة بحرية. وتعلق ماريا: “الأم في كرسي متحرك على متن الباخرة مع الشقيق البطل المصاب بالسرطان، لقد كان كلاهما هناك، وأنا مندهشة أكاد أصرخ: يا الهي كأني أشاهد أحد برامج الواقع”. وتتابع: “إنها دورة الحياة، وأريد أن أقول لأطفالي عيشوا اللحظة الحاضرة وكونوا شاكرين النعمة التي انتم فيها. وأنا أقول للناس طوال الوقت: أنا أحبكم. شكرا لكم لما فعلتموه من أجلي”.
وأظهرت ماريا، ومنذ أن أصبحت سيدة كاليفورنيا الأولى عام 2003، تقديرها للمرأة وإنجازاتها على نطاق واسع. بوصفها الراعية لمؤتمر (حاكم ولاية كاليفورنيا والسيدة الأولى) المعني بالمرأة والأسرة، والمعروف أيضاً باسم مؤتمر المرأة، دعت ماريا الممثلين والموسيقيين وقادة العالم ليطلعوا على ما تقوم به المرأة ويعترفوا بإنجازاتها في جميع نواحي الحياة.
وعملت على جعل المؤتمر أكثر من مجرد تجمع صغير لسيدات الأعمال، وعبرت عن ذلك بقولها: أردت أن أخلق نوعا من الإعلام الخاص بالمرأة، وابتكار ما يشبه برامج الواقع ومهرجان تلفزيوني يراه كل الناس في جميع أنحاء العالم”. وغدا المؤتمر على مر السنين التجمع النسائي الأكبر في البلاد. وكان الهدف منه جعل كل امرأة تشعر بأن القائد الذي تبحث عنه موجود داخلها.
لاقت رسالة ماريا صدىً في جميع أنحاء الولاية وفي عام 2008، جاءت نتائج المؤتمر مذهلة ومنذ الساعات الأولى لبيع التذاكر، حيث تم بيعها كلها في أقل من ثلاث ساعات مع ان عددها 14000 تذكرة، وقد علقت ماريا ضاحكة: “لقد كانت مبيعات تذاكر المؤتمر أسرع من مبيعات حفل مادونا! وقد شدهت، وتبين لي أن الناس يريدون أن يكونوا معنا، وأن يسمعوا أفكار أشخاص ملهمين، ليكونوا جزءا من المجتمع، وهذا مثير للغاية”.