تنشط الدراسات لإيجاد أدوية لمرض الزهايمر، فيما تنشط أيضاً الفعاليات للتوعية حول سبل الوقاية من المرض وأهميتها. وخلال الفعالية التي أقامها المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية- حديقة مستشفى سان جون ، كان لـ"سيدتي نت" حوار مع الاختصاصي في الأمراض العصبية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى سان جون، الدكتور جورج حنا، حول مرض الزهايمر؛ في الآتي نصه:
حالات الإصابة بمرض الزهايمر في ازدياد مستمر حول العالم وفي مراحل عمرية أقل من 70 عاماً. ما هي الأسباب برأيكم؟
من الطبيعي أن نشهد ارتفاعاً بنسبة الإصابة في الزهايمر، لأنه مرض يَظهر مع التقدم في السن، إذ إنه من النادر جداً أن يُصاب من هو تحت عمر الـ50 عاماً بالزهايمر على سبيل المثال، فيما 20% على الأقل من الأشخاص يصابون بعد سن الـ80 عاماً.
ما من سبب واضح أو عامل أساسي قد يدل عن إمكانية الإصابة بالزهايمر، إلا أن العامل الوراثي قد يكون له تأثير في بعض الأحيان. كما أن بعض العوامل الأخرى تلعب دوراً في الإصابة كضعف المناعة، وأسلوب الحياة، ونسبة التلوث المرتفعة والمشاكل البيئية.
هل الوقاية ممكنة وفعّالة، في حال وجود عامل وراثي؟
إن الزهايمر، بشكل بسيط، هو خلايا عصبية في الدماغ تموت قبل وقتها. حيث تتراكم اللويحات، وهي بروتين بيتا أميليود، ويتغير شكل بروتينات تاو وتنتظم على هيئة أشكال تسمى الحبيكات العصبية الليفية التي تعوق نظام النقل وتسبب تلفاً للخلايا.
إن الوقاية أمرٌ مهمٌ جداً وهي تنجح في السيطرة على كل العوامل التي قد تسرّع هذا المرض، وأبرزها: مشاكل ضغط الدم، داء السكري ولا سيما مخزون السكر في الدم والضغط النفسي. ويشكّل اتباع نظام غذائي سليم، عاملاً وقائياً مهماً من مرض الزهايمر؛ وهنا ننصح بنظام غني بالأوميغا 3 والابتعاد عن السكريات والنشويات والدهون، والتركيز على الحركة البدنية والتي لا تتطلب مجهوداً كبيراً بل تكفي 30 دقيقة أو ساعة يومياً.
كما يجب التركيز على النشاط الذهني للوقاية من الزهايمر، من خلال الألعاب، مثل السودوكو والكلمات المتقاطعة والألعاب المشابهة، فضلاً على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
سمعنا عن علاجات حديثة لتأخير تدهور حالة المريض؟ هل باتت في متناول الجميع؟ ومتى يمكن الاستفادة منها، ولأي من الحالات؟
نظراً إلى أن العلاجات المتبعة حتى اليوم لا تُشفي المريض بل تخفف من سرعة تطور مرضه، تبقى الوقاية بنظرنا أهم من العلاج باعتبارها تخفف من سرعة الوصول إلى المرض.
إن العلاجات المُتبّعة في لبنان تركّز على إبقاء الهرمونات الموجودة في الدماغ مرتفعة، وفي حال زوال الخلايا وعدم إفراز هرمونات جديدة يتم اللجوء إلى أدوية توصف فور تشخيص المرض لاستفادة من عامل الوقت، خصوصاً وأن هذا المرض يتدهور ببطء، ولا يُلاحظ لدى المريض بشكل فوري.
كما أن هناك أدوية حديثة بدأ استعمالها منذ سنوات توضع في المصل، ولكن ليست مستخدمة إلى اليوم في لبنان، وهي أيضاً تخفف من سرعة تفاقم المرض لكنها لا تشفي منه، ويجب البدء بها فور تشخيص المرض وحتى قبل ذلك أي عند ورود شكوك حول إصابة الفرد بالزهايمر.
إشارة إلى أن التشخيص السريري أساسي ويترافق مع فحوص عديدة للتأكد من أن المريض مصاب بالزهايمر وليس بمرض آخر مشابه.
ربما يهمك الإطلاع على أحدث الاكتشافات في مجال علاج الزهايمر.
** ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.