تجربتي مع ارتفاع هرمون الأستروجين بالتفصيل

التقلبات المزاجية علامة على ارتفاع الأستروجين- المصدر freepik
التقلبات المزاجية علامة على ارتفاع الأستروجين- المصدر freepik

هرمون الأستروجين، و المعروف باسم الهرمون الأنثوي، هو أحد الهرمونات الأساسية في جسم المرأة، فمن شأنه تنظيم الدورة الشهرية وتعزيز الجهاز التناسلي لدى المرأة للقيام بعمله.
صحيح أنه هرمون هام، لكن هذا لا يعني أن وفرته في الجسم يفيد المرأة، إذ لكل هرمون نسب وتوازن. هذه النسب تؤثر بشكل واضح في صحة المرأة، من ثم الارتفاع او الانخفاض لهرمون الاستروجين له مخاطر وتبعات.
في هذا الصدد التقت "سيّدتي" منّة الله محمد، 33 عاماً، أم لطفلين، لتحدثنا عن تجربتها مع ارتفاع هرمون الأستروجين.


إعداد: إيمان محمد

تجربة واقعية مع ارتفاع الأستروجين

عند ارتفاع هرمون الأستروجين في جسم المرأة، قد تحدث العديد من التأثيرات على الجسم، حيث أن هذا الهرمون يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الدورة الشهرية، في حسن أداء العلاقة الزوجية، وحالات أخرى مثل الحمل.


لم تكن السيدة منّة الله محمد تعلم أنها تعاني ارتفاع هرمون الأستروجين، غير أنها لاحظت بعض التغييرات التي طرأت على جسمها، وقالت لـ"سيّدتي": "في البداية عانيت من عدم انتظام الدورة الشهرية، كما كنت أعاني من نزيف خلال الدورة. لقد كان أمرًا مزعجًا للغاية".


لم تقف تبعات ارتفاع هرمون الأستروجين عند ذلك، إذ قالت منّة الله "لاحظت كذلك زيادة الوزن بسبب احتباس الماء وخصوصًا في مناطق مثل الفخذين". وأضافت "كانت تهاجمني آلام شديدة في منطقة الثدي كما لو كنت في فترة الطمث".


ارتفاع الأستروجين كذلك تسبب في اضطرابات مزاجية قالت عنها: "كنت أمر بفترات من العصبية المفرطة، والرغبة في البكاء المستمر، وهنا قررت استشارة الطبيب النسائي الخاص بي، و الذي طلب مني إجراء بعض الفحوص، التي كشفت نتائجها عن ارتفاع هرمون الأستروجين، وقالت: "جميع المضاعفات التي تعرضت لها جاءت بسبب ارتفاع هرمون الأستروجين، كما كشف الطبيب المختص عن أن السبب هو حبوب تنظيم الحمل، وبعد فترة من تناول العلاج اللازم وتغيير وسيلة تنظيم الحمل، انخفض الهرمون وعادت حالتي إلى طبيعتها".


وتتذكر منّة الله المضاعفات التي تعرضت لها بسبب ارتفاع هرمون الأستروجين قائلة "خلال تلك الفترة ظهرت زوائد جلدية لدي، و التي أبلغني الطبيب أنها زوائد دهنية بسبب اضطراب الهرمون أيضًا، فضلًا على أنني عانيت من قلة ساعات النوم. لقد كانت مرحلة تحملت خلالها الكثير من المعاناة".


بعد استعراض تجربة منّة الله مع ارتفاع هرمون الأستروجين، قد يكون من الهام بالنسبة لأي سيدة أن تعرف أسباب ارتفاع هرمون الأستروجين.

أسباب ارتفاع هرمون الأستروجين

في ما يلي نستعرض أسباب ارتفاع هرمون الأستروجين وكيفية التصدي لهذه الحالة المزعجة:

العلاج بالهرمونات البديلة

خلال فترة انقطاع الطمث قد ينصحكِ الطبيب بتناول الهرمونات البديلة، والتي ترتبط بارتفاع مستويات الأستروجين. هذا النوع من العلاج يُستخدم لتخفيف الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة، ولكنه قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهرمون في بعض الحالات .

استخدام موانع الحمل الهرمونية

تعتمد حبوب منع الحمل على هرموني الأستروجين والبروجستيرون، ما يسبب لدى بعض النساء ارتفاعًا في مستويات الأستروجين في الجسم، ولكن هذا يشير إلى أن الجرعة أو نوع الحبوب غير مناسبين، لذلك يجب استشارة الطبيب لاتخاذ اللازم.

أمراض الكبد

الكبد يلعب دورًا رئيسيًا في التخلص من الهرمونات الزائدة في الجسم. إذا كانت هناك مشاكل في وظائف الكبد، مثل أمراض الكبد المزمنة، فهذا يؤدي إلى ارتفاع هرمون الأستروجين، ويرتبط كذلك بالمضاعفات السابق ذكرها.

أسباب طبيعية

ليست جميع حالات ارتفاع هرمون الأستروجين تتطلب العلاج، بينما ثمة أسباب طبيعية ومؤقتة مثل فترة الحمل لدعم نمو الجنين، وفترة البلوغ ووقت الدورة الشهرية.
اقرأي أيضًا السرطان والسكر: تجربة واقعية ونظام غذائي صحي أثناء العلاج

المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع هرمون الأستروجين

ارتفاع مستويات الأستروجين قد يؤدي إلى عدة مشاكل صحية أكثر من مجرد اضطراب الدورة الشهرية أو الشعور بالتوتر. فيما يلي أبرزها:

زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي

الدراسات أظهرت أن ارتفاع مستوى الأستروجين لدى النساء يهدد بفرص أكثر للإصابة بسرطان الثدي، لأن ارتفاع الهرمون هذا يعزز نشاط الخلايا السرطانية في أنسجة الثدي.

أورام الرحم الليفية

صحيح أن أورام الرحم الليفية خلايا غير سرطانية، لكنها أيضًا تشكل خطورة على صحة المرأة، وارتفاع هرمون الأستروجين يسبب نمو خلايا الورم الليفي، ما يسبب آلامًا حادة في الحوض ونزيفًا مفرطًا خلال الدورة الشهرية .

زيادة الدهون في الجسم

ارتفاع الأستروجين ينعكس على مناطق تراكم الدهون في الجسم، فستلاحظين بروز منطقة البطن والأرداف، كما يصعب التخلص منها طالما أن الهرمون لايزال مرتفعًا.

العقم

ارتفاع مستويات الأستروجين يمكن أن يعطل التوازن بين الأستروجين والبروجسترون، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على الإباضة والخصوبة.

مخاطر على صحة القلب

قد يؤدي ارتفاع هرمون الأستروجين إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

علاج ارتفاع هرمون الأستروجين

يمكن علاج ارتفاع هرمون الأستروجين من خلال بعض الطرق، وهي كالآتي:

تغيير أسلوب الحياة

البداية تأتي من تغيير نمط الحياة مثل تناول نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. كما يجب أن تفقدي الوزن إذا كنتِ تعانين من السمنة.

تجنّب المواد الكيميائية

بعض المواد التي نتعرضين لها يوميًا تحتوي على مركّبات كيميائية تشبه الأستروجين مثل البلاستيك والمبيدات الحشرية وغيرها، يمكن أن تساعد في ارتفاع هرمون الاستورجين.

العلاج الهرموني

صحيح أن العلاج بالهرمونات البديلة قد يكون سبباً لارتفاع الأستروجين، وقد يكون طريقة لموازنته، لكن يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب.


* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.


*المصادر:
- American Cancer Society
- The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism
- National Institute on Aging