رجيم الكارنيفور هو أحد أنواع الأنظمة الغذائية المقيّدة التي تسمح بتناول اللحوم، الأسماك والأطعمة الحيوانية فقط مثل البيض وبعض منتجات الألبان التي تحتوي على نسبة منخفضة من سكر اللاكتوز مثل الزبدة والأجبان الصلبة.
يُستثنى تناول الفواكه، الخضروات، البقوليات، الحبوب، المكسرات والبذور، وهذا يَعني أنّه يعتمد على الامتناع عن تناول الكربوهيدرات تماماً، إذ أنّ مؤيدي هذا النظام يعتقدون أنّ الأنظمة العالية بالكربوهيدرات هي المسؤولة عن زيادة معدّلات الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وغيرها كما تشرح اختصاصية التغذية رولا كمال من خلال هذا المقال.
ما هي حمية الكارنيفور
يؤدي تجنّب استهلاك بعض المجموعات الغذائية مثل الكربوهيدرات، والتركيز على تناول البروتينات إلى خسارة الوزن بصورة سريعة، إلا أنّ الأشخاص الذين يتبعون رجيم الكارنيفور لفترة زمنية قصيرة يجدون صعوبة في اتباعه على المدى الطويل، لما قد يسبّبه استبعاد مجموعات غذائية كاملة من مشاكل مثل سوء التغذية.
أظهرت الدراسات أنّ الأنظمة الغذائية عالية البروتين ومنخفضة الكربوهيدرات من الممكن أن تُعزّز فقدان الوزن، وهذا يعود لدور البروتين في المساعدة على الشعور بالشبع، ورفع معدّل الأيض مما يؤدي إلى تقليل السعرات الحرارية وفقدان الوزن، كما أنّ الجسم قد يدخل في الحالة الكيتونية عند اتباعه لنظام الكارنيفور، وفي هذه الحالة يحرق الجسم الدهون بدلاً من الكربوهيدرات.
ومع ذلك فإنّ التخلّص من الكربوهيدرات تماماً لإنقاص الوزن لا يُعدّ أمراً صحياً على المدى البعيد، بدلاً من ذلك يُنصح بتقليل مجمل السعرات الحرارية التي تدخل إلى النظام اليومي، وهذه الطريقة تُعدّ أكثر استدامة في نزول الوزن.
تُعدّ حمية الكارنيفور مثيرة للجدل لكونها حميةً مقيّدةً وغير متوازنة، وفيما يأتي بعض الآراء العلمية التي طُرحت حول تأييد أو رفض هذه الحمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الآراء لا تُغني عن الحاجة إلى بعض الدراسات التجريبية لتأكيدها.
أشار بعض العلماء إلى احتمالية حدوث تغييرات سلبية في بكتيريا الأمعاء، وخطر نقص المغذيات الدقيقة على إثر اتباع حمية الكارنيفور، وأوصوا بعدم اتباع نظام مُقيّد مثل الكارنيفور دون أي دراسات منشورة أو أبحاث طويلة المدى.
أشار أحد الأطباء إلى أن اتباع عدد من المرضى لحمية الكارنيفور لمدة لا تتجاوز 6 أشهر قد أظهر نتائج جيدة، إلا أنّه أبلغ عن قلقه حول اتباعها على المدى البعيد، إذ قد تسبّب انخفاضاً في حمض الفوليك بنسبة كبيرة، الذي يتوفّر بكميات كبيرة داخل الخضروات الخضراء، الأفوكادو والبقوليات.
هناك حدوث نقص في بعض العناصر عند اتباع حمية الكارنيفور، مثل المغنيسيوم، الصوديوم والبوتاسيوم، إذ إن هذه العناصر تتواجد عادة في الخضار والفواكه التي يستثنيها نظام الكارنيفور.
تجربتي مع رجيم الكارنيفور
تشير ريم (30 عاماً) حول تجربتها مع رجيم الكارنيفور الى أنها اعتمدت على اللحوم كمصدر أساسي من التغذية وشعرت بأن هذا النظام الغذائي يمنحها الكثير من الطاقة.
وتضيف: "الرجيم سهل التطبيق لأنه لا يتطلّب عدّ السعرات الحراريّة المستهلكة. كنت أعاني من زيادة في الوزن فأردت أن أُجرّب العديد من الأنظمة الغذائية المختلفة لخسارة هذا الوزن الزائد. ومن بين هذه الأنظمة تجربتي مع حمية الكارنيفور التي كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، لأنني لم أكن أعلم بأنه يوجد حمية تعتمد على تناول اللحوم والأسماك ومنتجات حيوانية. يتميّز هذا النظام بعدم تناول أية منتجات نباتية مثل الخضروات والفواكه والحبوب والبقوليات والمكسرات. كنت أتناول اللحم مرتين في اليوم وبقية الوجبات أتناول المسموح به كالجبن أو البيض. وقد حققت خسارة في الوزن بشكل سريع، إلى جانب تحسين الحالة المزاجية وتنظيم نسبة السكر في الدم. وعلى الرغم من فوائدها، إلا أن ممارسة هذا النظام الغذائي لها بعض الآثار الجانبية المحتملة، مثل زيادة مستويات الكوليسترول في الدم والإصابة بنقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. لذلك، فإن تقييم حمية الكارنيفور يجب أن يتم باستشارة اختصاصيي التغذية حتى يتم اتباعها بشكل صحيح وآمن.
لقد تعلّمت الكثير حول الحمية وكيفية تطبيقها بصورة صحيحة بعد التحقق من فوائد الاعتماد على اللحوم كمصدر غذائي أساسي. ومن خلال الانتباه لآثار النظام الغذائي على الحالة الجسدية والنفسية استطعت التعرّف إلى الطريقة المناسبة لاعتماد هذه الحمية التي تُساعد على التخلص من الدهون الزائدة وتحسين الصحة العامة. إن الهدف من هذه التجربة هو توعية الناس بأهمية تحقيق التوازن الغذائي واللجوء إلى الحميات المناسبة في حياتهم".
في حال كنتِ تعانين من عدم فقدان الوزن، ننصحكِ بالاطلاع إلى 5 أخطاء تمنعك من فقدان الوزن ونصائح تساعد على حرق الدهون .
نظراً لطبيعة نظام الكارنيفور المقيدة فإنّ له العديد من الأضرار المحتملة، ومن هذه الأضرار:
- ارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول والصوديوم: وذلك لأن نظام الكارنيفور يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة الحيوانية، فإنّه قد يرفع نسبة الدهون المشبّعة، والكوليسترول الضار مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، إضافة إلى أنّ تناول بعض أنواع اللحوم المصنّعة المحتوية على كميات عالية من الصوديوم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى وارتفاع معدلات الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان القولون، وسرطان المستقيم.
- نقص العناصر الغذائية: قد تسبّب إزالة مجموعات كاملة مثل الخضروات والفواكه المحتوية على الفيتامينات، المعادن والألياف ومضادات الأكسدة، حدوث نقص في العديد من العناصر الغذائية.
- نقص الألياف: إذ إنّ الألياف تُعد كربوهيدرات غير قابلة للهضم، تُعزّز صحة الأمعاء وتتواجد فقط في الأطعمة النباتية، لذا يفتقر نظام الكارنيفور لها، مما قد يؤدي إلى إصابة الأشخاص المتبعين لهذه الحمية بالإمساك، كما تُعد الألياف مهمة لتوازن البكتيريا في الأمعاء والحفاظ على صحتها.
- التأثير على صحة مرضى الكلى: إذ أشارت الدراسات إلى أنّ الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة يجب عليهم الحدّ من تناول البروتين، مما قد يبطئ من تفاقم المرض، ويؤخر الحاجة إلى غسيل الكلى.
من الأنظمة الحديثة
يُعدّ نظام الكارنيفور من الأنظمة الحديثة، لذا لا توجد أبحاث علمية كافية حول فوائده الصحية. ولكن يدّعي متبعو حمية الكارنيفور بأنّ لها فوائد صحية، وأنها تساعد على التحسين من وظائف الجسم الطبيعية، ومن هذه الفوائد:
- المساعدة على نزول وزن الجسم.
- التقليل من حالات الاكتئاب والقلق.
- التقليل من مشاكل الجهاز الهضمي.
- التحسين من مشاكل السكري.
- التحسين من مشاكل التهاب المفاصل.
- توفير نظام مضاد للالتهابات خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية.
الأغذية المسموحة وغير المسموحة عند اتباع رجيم الكارنيفور
تركّز حمية الكارنيفور على تناول المأكولات الآتية:
- اللحوم مثل لحم الضأن، لحم البقر، الدجاج والديك الرومي.
- المأكولات البحرية.
- المنتجات الحيوانية الأخرى مثل البيض، مرق العظام ونخاع العظام.
- منتجات الألبان منخفضة اللاكتوز مثل الزبدة، الكريمة الثقيلة والأجبان الصلبة.
- التوابل الخالية من الكربوهيدرات مثل الملح والفلفل الأسود.
- قد يُسمح بتناول العسل لأنه من مصدر حيواني.
أما بالنسبة للأطعمة غير المسموحة في حمية الكارنيفور فهي:
- الخضروات والفواكه.
- منتجات الألبان عالية اللاكتوز مثل الحليب، الألبان والأجبان الطريّة.
- البقوليات.
- المكسرات والبذور.
- الحبوب.
- السكريات مثل سكر المائدة، السكر البني وغيرها.
- المشروبات غير الماء مثل الشاي، القهوة، المشروبات الغازية وعصير الفاكهة.
من المفيد جداً التعرّف إلى أعراض زيادة الأملاح في الجسم تجنَّبيها وفق طبيبة.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.