يتجاهلني ويتهمني بالغباء !

"خدعوك فقالوا" إن الزواج يجعل الرجل والمرأة كيان واحد في جسدين وهذا غير صحيح لأن الزواج شراكة بين شخصين مختلفين (وحتى في التوأم المتطابق هناك نسبة اختلاف قد تصل إلى 35% من ناحية السلوك والطباع حسب الدراسات).
 
لذلك عندما نقرر الدخول في مؤسسة الزواج يجب أن يترك كل منا مساحة حرية وخصوصية للآخر واحترام نقاط الاختلاف بين الإثنين قبل أن تتحول إلى اختلاف.

الحالة:
السيدة (ح.ط)متزوجة وتبلغ من العمر 35 عاماً وتشكو أن زوجها قد تغير في الأشهر الماضية إذ يقضي معظم الوقت خارج البيت ونادراً ما يجلس معها أو مع بناته الثلاث (5،8،10 سنوات) بل يعود إلى البيت متأخراً ويتجه إلى السرير مباشرة كما أنه أصبح يتجاهلها في العلاقة الحميمة بل يشتمها ويتهمها بالتقصير ويصفها بالغباء، على الرغم من أنها (معلمة وتحمل شهادة الدكتواره من إحدى الجامعات المرموقة).
كانت في حالة يأس وقلق خشية أن يتطور الأمر إلى الطلاق وهذا ما دفعها لطلب الاستشارة النفسية وتسأل هل انشغالها في أحيان نادرة عن الاستجابة للرغبة الجنسية للزوج هو السبب.
 
الإجابة:
الحقيقة أن تعثر التفاهم بين الزوجين قد ينتج عن عامل يسمي الإيحائية (Animism) وهي ظاهرة طفولية تجعل الإنسان لا يقبل احتمال الحادث العفوي ويغفل دوره في الحياة ولا نعجب لبقاء الكثير من خصائص الطفولة في الكبار، لأن النضوج العقلي الكامل من كل النواحي من النادر أن يتم في كل إنسان، ولهذا نرى وجوداً لآثار غير بسيطة في كثير من الزيجات.
فالزوج (و أحياناً الزوجة) سرعان ما يثور ويغضب على ما يعتقد أنه بدر من الطرف الآخر غير قابل احتمال الخطأ او عدم القصد.
ويزيد الطين بلة أن الاعتذار يعد في كثير من الأحيان نوعاً من التنازل وهكذا تكبر الهوه و يزداد الاضطراب بين الزوجين، و أفضل الطرق لعلاج مثل هذه الحالات هي العلاج الزوجي للطرفين معاً.
 
إليك سيدتي بعض النصائح:
1. حاولي ان تخلقي حوار مشترك يكون هو المتحدث فيه (انصتي، واستمعي اليه و اسأليه عن رأيه في بعض الأمور التي تحتاج الى رأي, لاحظي أن بعض الرجال يشعرون بالدونية والتهميش خاصة اذا كان هناك فارق كبير في مستوى التعليم لصالح الزوجة).
2. الحرص على عدم الوقوع في المقارنة بينه وبين الأزواج الآخرين, مثل زوج أختك أو زوج صديقتك مما قد يجعله يشعر بعدم التكافؤ معهم وبالتالي الغضب تجاهك.
3. الاهتمام بالعلاقة الحميمة والعمل على أن تكون بصورة مريحة للطرفين وليس كنوع من الصدقة عليه أو كنوع من الإذلال له .
4. الحرص على حل المشاكل أولا بأول وعدم تركها لتتراكم وتصل الى هذه المرحلة من التوتر .
5. وأتوجه الى الزوج وأقول: أرجو أن تنتبه إلى ما يصدر عنك من سلوكيات تجاه الزوجة , قد تكون فعلياَ غير منتبهة لهذا السلوك ولا تقصده , حاورها قبل أن تحكم عليها و وتذكر دائماً أن الغضب والصراخ لن يحلا المشاكل بل سيزداد الأمر سوءاً وتعقيداً وبالتأكيد سيترك أثراً سلبياً على أولادك.

جمال الشخصية ورقيها يظهر وقت الغضب، ويستطيع كل واحد منا أن يدرب نفسه على التغلب على الغضب وسوء الفهم بوضع فرضية "لم يكن يقصد..".